اعتمد أمن الجديدة، ابتداء من السبت 15 يونيو الماضي، تجربة "نوعية"، بغاية ضمان المداومة أو استمرارية العمل في الدوائر الأمنية الخمس، على امتداد 16 ساعة متتالية، ابتداء من الثامنة صباحا، إلى غاية منتصف الليل، بتناوب مجموعتين أمنيتين. مقر الأمن الإقليمي بالجديدة تشتغل المجموعة الأولى من الثامنة صباحا، إلى غاية الرابعة مساء، والثانية من الرابعة مساء، إلى غاية منتصف الليل، يأتي بعدها دور مصلحة المداومة، الكائن مقرها بمحاذاة مركز المدينة، التي تشتغل بصيغتها العادية، انطلاقا من منتصف الليل، إلى غاية الثامنة والنصف من صباح اليوم الموالي، باعتبار أن الدوائر الأمنية الخمس تؤمن بالتناوب، مصلحة الديمومة الليلية. وكان العمل في المصلحة الديمومة، ينطلق من الرابعة مساء، إلى غاية الثامنة والنصف من صباح اليوم الموالي، بتناوب 3 مجموعات أمنية، كما أن 3 دوائر أمنية من أصل الدوائر الخمس، كانت تؤمن مساء كل يوم، حملات تطهير اعتيادية في القطاعات الخمسة. أما العمل بالمداومة، خلال المناسبات وأيام العطل، وكذا عطلة نهاية الأسبوع، فكان ينطلق حسب صيغة الاشتغال التقليدية، من الثامنة والنصف صباحا بتناوب الأفواج، ويستمر دون انقطاع إلى غاية الثامنة والنصف من صباح اليوم الموالي. وجاء اعتماد نظام العمل "الجديد" في الدوائر التابعة للأمن العمومي، وفق استراتيجية أرسى قواعدها وضوابطها المراقب العام نورالدين السنوني، رئيس الأمن الإقليمي للجديدة، خلال اجتماع أمني جمعه الجمعة 14 يونيو الماضي، برئيس العميد المركزي، ورئيس المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، ورئيس الهيئة الحضرية، ورئيس المصلحة الإقليمية للاستعلامات العامة. وأفاد مسؤول أمني رفيع المستوى، أن تجربة العمل بالنظام الجديد التي اعتمدها، أخيرا، أمن الجديدة، تعتبر نمطا متميزا وفريدا من نوعه في المغرب، وأن تاريخ انتهاء العمل به غير محدد وغير معروف، وقد تستغرق هذه التجربة شهرا أو أكثر، معتبرا إياها ثمرة اجتهاد خاص، يطبع طرق عمل المصالح الأمنية، التي وصفها ب"غير الجامدة". وعن دوافع إخراج نمط اشتغال واستمرارية عمل الدوائر الأمنية بشكل مسترسل، طيلة 16 ساعة دون انقطاع أو توقف، أفاد المسؤول الأمني أن موسم الاصطياف انطلق، وأن تعداد سكان عاصمة دكالة يتضاعف مرتين أو 3 مرات، خلال فصل الصيف، حيث يتقاطر على مدينة الجديدة الشاطئية، الزوار والسياح من مختلف جهات وأقاليم المغرب، وحتى من خارج أرض الوطن، ومن ثمة، فإن الحاجة إلى تأمين أمنهم والأمن لهم، واستتباب النظام العام، تزداد بشكل مضطرد على مدار ساعات اليوم. وقال إن الضغط يزداد بشكل ملحوظ على مصلحة المداومة، وعلى الأمنيين العاملين لديها، في حال الإبقاء عليها خلال فصل الصيف، في صيغتها العادية أو التقليدية، سيما أن التدخلات الأمنية تشهد تصاعدا صاروخيا، رغم الدور الاستباقي الذي تلعبه مختلف المصالح الأمنية، والدوريات الراكبة والراجلة، للتصدي لما قد يشهده الشارع العام من أفعال منافية للقانون والأخلاق. وحسب المسؤول الأمني، فإنه من السابق لأوانه الحديث عن تعميم تجربة أمن الجديدة، التي وصفها ب"القيادية"، على المصالح الخارجية للمديرية العامة للأمن الوطني، سيما في المدن العشر الكبرى، طنجة وتطوان ووجدة وفاس ومكناس وسلا والرباط والدارالبيضاء ومراكش وأكادير، حيث يتعين أولا تقييم هذه التجربة ووضعها تحت المجهر، عند الانتهاء من العمل بها، للوقوف على إيجابياتها، وكذا الإكراهات التي حالت دون تطبيقها على الوجه الأكمل، في مدينة متوسطة بحجم الجديدة، خاصة الإكراهات المرتبطة بالموارد البشرية والحصيص. وأضاف المصدر ذاته أنه في مرحلة لاحقة، ستطرح على شكل أفكار ومقترحات عملية على مديرية الأمن العمومي لدى الإدارة المركزية، التي ستخرج بعد دراسة مستفيضة، باستنتاجات وخلاصات، وتقرر ما إذا كان أمن الجديدة سيواصل العمل بنظام تجربته "القيادية"، من عدمه، وكذا، إمكانية ملاءمة هذه التجربة مع واقع جهات ومناطق أخرى في المغرب. واستحضر المسؤول الأمني تجربة مماثلة، كان جرى اعتمادها في مدينة القنيطرة، خلال الفترة الممتدة من سنة 2004، إلى غاية سنة 2009، قبل أن يجري التراجع عنها، واعتماد نظام العمل بمصلحتين للمداومة في آن واحد، ونظام العمل هذا "العمل بمصلحتين للديمومة"، لا يمكن تطبيقه في الجديدة، نظرا لأنها مدينة متوسطة، والإكراهات الأمنية فيها، باستثناء فصل الصيف، محدودة جدا، مقارنة مع المدن العشرة الكبرى في المغرب، حسب التصنيف الديمغرافي. وكان اجتماع الفريق الأمني الذي جرت أشغاله بمقر أمن الجديدة، مناسبة طرح خلالها محمد قطري، رئيس الهيئة الحضرية، مخطط عمل المصالح التابعة له، لتأمين حركات السير والجولان في مدارات المدينة، على مدار ساعات اليوم، مع تكثيف الدوريات الراكبة والراجلة في القطاعات الخمسة، وكذا عناصر فرقة الخيالة، التي اتسع مدار تدخلاتها الترابية والأمنية، وأصبح يغطي الدواوير المتاخمة للمدينة والمترامية الأطراف، ذات المسالك الصعبة، التي لم تكن تلجها من قبل الدوريات الراكبة. تجدر الإشارة إلى أن شارع محمد السادس، الممتد على طول زهاء كيلومترين، أصبح ابتداء من السبت الماضي، ذا اتجاه وحيد، بغاية الحد من الضغط الحاصل في حركة وسيولة مرور العربات، بعد استصدار القرار من المجلس الجماعي للجديدة.