توصلت مختلف الدوائر الأمنية وعدد من مصالح الشرطة القضائية بتعليمات ولائية، للشروع في تطبيق نظام عمل جديد، يقضي بمباشرة العمل ابتداء من الثامنة والنصف صباحا وينتهي في منتصف الليل. إضافة دوريات أمن أخرى لتأمين الديربي ورأس السنة (خاص) وخلف القرار الجديد استياء في صفوف رجال الأمن، إذ أصبحت جميع الدوائر الأمنية التابعة لقطاع أنفا تشتغل بنظام المداومة بعد الرابعة والنصف ظهرا. وعزا مصدر أمني أسباب تطبيق النظام الجديد إلى اقتراب احتفالات رأس السنة، وتزامن مباراة الديربي البيضاوي مع آخر ليلة في سنة 2011، إضافة إلى الخصاص الحاصل في رجال الأمن، إذ لا يمكن تقسيم حوالي 5 آلاف رجل أمن للعمل في الدوائر ومصالح الشرطة القضائية، ومباشرة حملات تمشيطية استباقية، وتأمين مباراة الديربي واحتفالات رأس السنة، ما جعل مسؤولين أمنيين يطالبون المديرية العامة للأمن الوطني بتعزيز الدارالبيضاء بعناصر مازالت بصدد التدريب في المعهد الملكي للشرطة، في القنيطرة. وعلمت "المغربية" أن رؤساء الدوائر وعمداء الشرطة القضائية توصلوا بمعلومات، في إطار التحضير لاحتفالات رأس السنة ومباراة الديربي، مفادها ضرورة العمل اليوم السبت، ابتداء من الثامنة والنصف صباحا، إذ سيسهر أربعة آلاف رجل أمن على تأمين مباراة الديربي، وسيواصلون العمل بعد انتهاء المباراة، إلى غاية الرابعة والنصف من صباح يوم غد الأحد، الأمر الذي لم يستسغه المئات من رجال الأمن، الذين أنهكهم نظام العمل الجديد، الذي انطلق منذ أيام. وقال مصدر مطلع، ل"المغربية"، إن نظام العمل الجديد لا يمكن تطبيقة في مدينة كبيرة مثل الدارالبيضاء، التي مازالت تعاني خصاصا ملحوظا في عدد رجال الأمن، مضيفا أن النظام الجديد أثر سلبا على مردوية الكثير من رجال الأمن، وأثار غضب آخرين، أصبحوا يقضون أزيد من 15 ساعة في مقرات عملهم. ولم تشمل حالة الاستنفار الجهاز الأمني، فقط، بل شملت تعليمات "اليقظة والحذر" رجال القوات المساعدة، الذي التحقوا أخيرا بعدد من الدوائر الأمنية والملحقات الإدارية بمناطق مختلفة بالدارالبيضاء. وإضافة إلى مسؤولي عناصر القوات المساعدة والدرك الملكي، توصلت عناصر الفرقة السياحية التابعة لولاية أمن أنفا بأوامر مباشرة، لترصد حركة السياح قبل حلول احتفالات رأس السنة، وتكثيف الحراسة بعدد من الأماكن، التي يتوافدون عليها، كمسجد الحسن الثاني، والسوق المركزي و"البزارات"، القريبة من شارع الجيش الملكي. في السياق نفسه، وزعت مصالح الأمن مذكرات بحث في حق العديد من الأشخاص، بمصالح أمنية مختلفة، كمطار محمد الخامس، وعناصر الأمن المكلفة بمراقبة الحدود، وحملت المذكرات الأمنية معلومات حول أشخاص يجري البحث بتهم مختلفة، إضافة إلى صور بعضهم. ونصبت مصالح الأمن بالبيضاء، التي غالبا ما توليها المديرية العامة للأمن الوطني أهمية خاصة، إضافة إلى مدن سياحية كمراكش وأكادير، حواجز أمنية عند مداخل المدينة، في إطار "الإجراءات الاحترازية"، ورفع درجة اليقظة والحذر، لمراقبة هوية مستعملي الطريق والوافدين الجدد، مع قرب الاحتفال بنهاية رأس السنة، إضافة إلى حواجز أخرى بالمداخل المتبقية. وذكرت مصادر أمنية أن عناصر الأمن بكل حاجز أمني (باراج) تكون مزودة بصور لأشخاص وأرقام لوحات معدنية لسيارات يشتبه في أنها مسروقة.