أعلنت السلطات السورية، فجر أمس الخميس، أن المروحية المقاتلة، التي دخلت الأجواء اللبنانية، أول أمس الأربعاء، كانت تلاحق عناصر "إرهابية،" بحسب بيان صادر عن الجيش السوري النظامي نشر على وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا". آثار الخراب والدمار نتيجة الحرب السورية (خاص) أوضح البيان "استكمالا لواجب الجيش العربي السوري في ملاحقة المجموعات المسلحة وضرب الإرهاب أينما وجد على الأراضي السورية وإعادة الأمن والأمان للبلاد، فإنه رصدت إحدى الحوامات التابعة لسلاح الجو في قواتنا المسلحة مجموعات إرهابية تحاول الفرار باتجاه الأراضي اللبنانية فقامت بواجبها في استهدافها فأصيب البعض واستطاع البعض الآخر الفرار إلى منطقة عرسال فتمت ملاحقتهم بالنيران". وألقى البيان الضوء على "أن الجيش العربي السوري، إذ يؤكد أنه كان وسيبقى يقوم بواجبه في حماية أراضي الجمهورية العربية السورية والحفاظ على سلامة وأمن مواطنيها، فإنه يوضح في الوقت نفسه حرصه على احترام سيادة الجمهورية اللبنانية وحرمة أراضيها وسلامة شعبها". وتأتي هذه الأنباء بعد أن أصدر الجيش اللبناني بيانا أكد فيه على خرق الطائرة السورية لأجواء البلاد وقصف منطقة عرسال، مشيرا إلى "أن وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة اتخذت الإجراءات الدفاعية اللازمة للرد الفوري على أي خرق مماثل". من جهته، حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من أن التدخل في سوريا سيخلق بؤرة إرهاب جديدة في المنطقة، مضيفاً إنه كان بوسع الرئيس السوري، بشار الأسد، تفادي نشوب حرب أهلية دامية عبر تلبية مطالب التغيير بقدر أكبر من السرعة. وفي الوقت، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن تسليح المعارضة السورية يعرقل جهود عقد مؤتمر "جنيف 2" الذي يهدف لإيجاد مخرج سياسي للحرب الأهلية التي تطحن سوريا منذ أكثر من عامين. ونبه بوتين، في تصريحات لقناة "روسيا اليوم" أوردتها وكالة ريا نوفوستي الرسمية، إلى خطورة الوقوع في سيناريو ليبيا: "نحن قلقون للغاية من أنه إذا تصرفنا على ذات النحو فيصبح الوضع مماثلا في سوريا". وحذر من خطورة أن يخلق التدخل الأجنبي في سوريا منبعاً جديداً للإرهاب في المنطقة: "في غمرة الضبابية والإرهاب اللذان برزا ما بين أفغانستان وباكستان حيث لا يستطيع أي كان السيطرة على أي شيء وحيث لا توجد سوى قواعد الإرهاب.. ألا يكفينا هذا". وقال بوتين، مشيرا إلى العنف في العراق وليبيا وسوريا ودول أخرى "لماذا يحدث هذا؟ لأن أناسا بعينهم من الخارج يتصورون أنه إذا شكلت المنطقة كلها بأسلوب واحد يحبذه البعض ويسميه آخرون ديمقراطية. فعندها سيعم السلام والنظام فالأمر ليس كذلك على الإطلاق". وقال الرئيس الروسي إنه كان على النظام السوري تفهم ضرورة إجراء تغييرات جذرية في الوقت المناسب لمنع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية، مضيفاً "كانت التحولات الجذرية قد نضجت في سوريا، وكان على الحكومة السورية أن تلمس ذلك على الفور وأن تبادر لإجراء التغييرات المطلوبة. هذا أمر واضح. ولو كانوا قد فعلوا ذلك حينها، لما حدث ما حدث". بالمقابل، قال وزير الخارجية الروسي إن مساعي الغرب لتسليح المعارضة السورية تعرقل جهود عقد مؤتمر دولي لحل الأزمة السورية التي تحولت لحرب أهلية قتل فيها أكثر من 80 ألف شخص، منذ أن بدأت كانتفاضة شعبية مطالبة برحيل الأسد.