واصلت الصحف العربية الصادرة، اليوم الأربعاء، تسليط الضوء على مستجدات وتداعيات الأزمة السورية، إلى جانب نزيف الدم المتواصل بالعراق، وتطورات حركة الاحتجاجات في تركيا. وفي مصر، بدأت التكهنات والتعليقات حول يوم 30 يونيو المقبل الذي أعلنته المعارضة يوما للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة من خلال نزول أنصارها إلى الشارع يطغى على المشهد الإعلامي المصري، وهو ما برز في صحف اليوم. فتحت عنوان "بين 28 و 30 يونيو : مصر قلقة"، نشرت صحيفة (الجمهورية) آخر مستجدات المواقف السياسية بخصوص المظاهرات المرتقبة والدعوة للمصالحة الوطنية التي أطلقها الرئيس محمد مرسي في سياق أزمة مياه النيل. وفي سياق المواقف من مظاهرات 30 يونيو المرتقبة، نقلت الصحيفة عن عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، تأكيده بأن أطر الجماعة رصدت "معلومات عن تجميع للبلطجية (توصيف يطلق على خارجين عن القانون يحترفون ممارسة العنف) وفلول النظام السابق لشن اعتداءات بغرض إشعال الفتنة من خلال إلصاق التهمة بالإسلاميين". وأضاف القيادي في الجماعة التي أعلنت عن تنظيم مظاهرات مضادة استباقية منذ 28 يونيو الجاري، أن وثيقة بحوزة الجماعة الإسلامية تؤكد "تورط عدد من رموز النظام السابق في تمويل هذه الأحداث لإسقاط النظام الشرعي المنتخب"، موضحا أن دور جماعته انتهى بتسليم الوثيقة إلى الجهات الأمنية، لتلقي ب"الكرة في ملعب الداخلية للقيام بواجبها". في السياق نفسه، نشرت الصحيفة تصريحات لمحافظ البنك المركزي المصري يشير فيها إلى أن البنك منح للمصارف المصرية والأجنبية العاملة في البلاد منذ الثورة الحق في إغلاق أي فرع لها في مكان التظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات. وأشارت (الجمهورية) إلى تباين ردود فعل القوى السياسية حول مبادرة الرئيس مرسي للمصالحة الوطنية والتي أطلقها ضمن خطاب حول أزمة مياه نهر النيل، بين قوى إسلامية مؤيدة لها وقوى معارضة أعلنت رفضها للحوار مع الرئاسة. وبخصوص هذه المبادرة، تحدثت صحيفة (الأخبار) عن اتصالات مع القوى السياسية لتفعيل مبادرة الرئيس للمصالحة الوطنية بناء على تصريحات للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية أكد فيها الشروع في اتصالات مع قوى المعارضة. وبهذا الخصوص، نقلت صحيفة (الشروق) من جهاتها عن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، تأكيده بأن دعوة الرئيس مرسي للمصالحة الوطنية لا علاقة لها بالدعوات للتظاهر يوم 30 يونيو. ولخصت صحيفة (روز اليوسف) الموقف من مظاهرات 30 يونيو التي تعول عليها المعارضة للإطاحة بالرئيس مرسي في الذكرى الأولى لتسلمه السلطة عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية، بعنوان يقول "سحابة 30 يونيو تغيم على مصر : الداخلية تتأهب والرئاسة تطمئن والمعارضة تشكك". ورأت صحيفة (المصري اليوم) في تصريحات أدلى بها مؤخرا وزير الداخلية وقال فيها إن قوات الأمن لن تعترض المتظاهرين وستكتفي بحماية المنشآت العامة، تأكيدا على أن "الداخلية ستحتجب يوم الحشد" (يوم 30 يونيو). وأكدت الصحيفة أن قوات وزارة الداخلية لن تؤمن مقرات (جماعة الإخوان المسلمين)، التي سبق أن تعرضت لهجوم من قبل المعارضين في مناسبات سابقة. وأشارت إلى أن من وصفتهم ب"عدد من شباب القوى الثورية والحزبية"، دون أن تشير إلى هيئات معارضة محددة، أطلقوا أمس "مبادرة ما بعد الرحيل (رحيل رئيس الجمهورية) لصياغة رؤية للمرحلة الانتقالية". وبالنسبة للصحف العربية الصادرة في لندن، كتبت صحيفة (القدس العربي) عن مقتل 14 شخصا على الاقل، أمس الثلاثاء، في انفجارين انتحاريين قرب مركز للشرطة في دمشق، في وقت تستمر المعارك عنيفة حول مطار منغ العسكري في محافظة حلب (شمال). وأشارت الصحيفة من جهة أخرى إلى تعبير الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن الاسف لأن الرئيس السوري لم يقم بإصلاحات سياسية، معتبرا أنه لو فعل ذلك لكان جنب بلاده الحرب الاهلية. وأضاف بوتين "كانت التحولات الجذرية قد نضجت في سوريا، وكان على الحكومة السورية أن تلمس ذلك في وقته وأن تبادر الى إجراء التغييرات المطلوبة. هذا أمر واضح"، مضيفا أنه "لو كانوا قد فعلوا ذلك حينها، لما حدث ما حدث". وحسب (القدس العربي)، شدد الرئيس الروسي على أن بلاده ليست "محاميا عن الحكومة السورية الراهنة وعن الرئيس الحالي بشار الأسد". وأشارت صحيفة (الحياة) من جانبها، إلى استمرار تفاعلات مشاركة (حزب الله) اللبناني في القتال الى جانب نظام الرئيس الأسد والسيطرة على مدينة القصير في وسط البلاد وحشد قوات إضافية لمعركة كبيرة في الشمال. وكتبت الصحيفة أن فرنسا أعلنت أن الصراع وصل الى "منعطف" يحفز انطلاق "مناقشات ومشاورات" بخصوص تسليح المعارضة وتجنيب مدينة حلب مصير القصير. ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية قوله إن وزير الخارجية، لوران فابيوس، أجرى مباحثات مع نظيره السعودي، الأمير سعود الفيصل، ورئيس مجلس الأمن الوطني الأمير بندر بن سلطان، أظهرت وجود قلق مشترك حيال النتائج المترتبة على سقوط مدينة القصير في أيدي الجيش النظامي السوري المدعوم من (حزب الله). كما أبرزت (الحياة) أن وزير الخارجية البريطاني، وليم هيغ، يزور واشنطن اليوم لإجراء محادثات مع نظيره الأمريكي، جون كيري، بخصوص الموضوع ذاته. أما صحيفة (العرب)، فكتبت عن وجود نقاش واسع داخل الإدارة الأمريكية بخصوص سوريا وكيفية الرد على التدخل المباشر ل(حزب الله) اللبناني في المعارك إلى جانب نظام الأسد، وذلك بتزامن مع تحركات دبلوماسية حثيثة تتعلق بالملف السوري. وأشارت إلى وجود توجه داخل إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى التخلي عن الموقف القديم المتسم بالانتظار، ومحاولة ممارسة ضغوط على طرفي النزاع عن طريق وسطاء وقنوات اتصال مختلفة. وتوقعت (العرب) أن تصدر واشنطن قرارا برفع الحظر عن الأسلحة الموجهة للمعارضة، ودعوة دول إقليمية إلى مد المعارضة الليبرالية (الجيش الحر) بالأسلحة بما يسمح له بخوض معارك متكافئة مع النظام. وعلى الساحة التركية، كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) عن تكرر المواجهات بين الشرطة والمحتجين، أمس، بميدان تقسيم في اسطنبول، مشيرة إلى عودة الأجهزة الأمنية بقوة إلى الساحة بعد أن أخلتها قبل نحو تسعة أيام غداة اندلاع الاحتجاجات التي انطلقت جراء رفض مشروع لإعادة تشكيل ميدان تقسيم وحديقة (جيزي) القريبة منه قبل أن تتحول إلى احتجاجات على سياسة أردوغان. وأضافت الصحيفة أنه بعد أيام قليلة من اعتراف رجب طيب أردوغان بأن الشرطة التركية بالغت في استخدام القوة ضد المحتجين على هدم ساحة تقسيم، استعاد رئيس الحكومة التركية، أمس، لغة الحسم في مواجهة المتظاهرين المناوئين له، بتأكيده أن الحكومة "لن تبدي أي تسامح حيال المتظاهرين بعد اليوم". وأبرزت (الشرق الأوسط) أن قوات الأمن تمكنت بعد ثلاث ساعات من المناوشات من إبعاد المحتجين من وسط الساحة، مشيرة في السياق ذاته إلى حصيلة الاضطرابات التي شهدتها البلاد منذ 12 يوما أوقعت إلى جانب الأربعة قتلى، نحو 4947 جريحا وتمحور اهتمام الصحف اللبنانية حول تعذر النصاب القانوني لاجتماع المجلس الدستوري للبت في قرار الطعنين اللذين قدمهما كل من الرئيس ميشال سليمان و(تكتل التغيير والإصلاح)، الذي يتزعمه النائب ميشال عون، في قانون التمديد للمجلس النيابي، بسبب تغيب ثلاثة أعضاء في المجلس الدستوري (شيعيان ودرزي)، وكذا حول تداعيات مشاركة (حزب الله) إلى جانب الجيش النظامي السوري في معركة القصير (ريف حمص). وقالت (السفير) "ربما لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يسقط المجلس الدستوري هذا السقوط المدوي في مستنقع التجاذبات السياسية والطائفية. لم يعد يهم القرار الذي سيصدره المجلس ، بعدما خسر المصداقية، ورسب في اختبار الاستقلالية، ليتحول من حل مفترض في مواجهة الأزمات المستعصية، إلى مشكلة قائمة بحد ذاتها". ورأت (الأخبار) أنه "يبدو أن الطعنين بقانون التمديد للمجلس النيابي (...) سيموتان سريريا في المجلس الدستوري بلعبة النصاب شيعيا ودرزيا"، موضحة أن "لعبة تطيير النصاب من المجلس النيابي إلى المجلس الدستوري انتقلت، ويقف خلفها رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط فيما تتجه العلاقات بين بري والنائب ميشال عون نحو التأزم مجددا". وبخصوص مشاركة (حزب الله) في معركة القصير، أكدت (النهار) أنها "فعلت فعلها الكبير، فبعدما كان منتظرا أن يصير مستنزفا ومستغرقا كرس نفسه لاعبا إقليميا بمواصفات أكبر"، مضيفة أنه "لم يعد خافيا أنه بناء على نتائج معركة القصير تغيرت اللهجات والمعادلات على مستوى الحسابات والمعادلات الدولية والأممية ولاسيما حسابات موسكو بالذات". على صعيد آخر، كتبت صحيفة (الخليج) الإماراتية أن مسيرة نزيف الدم اليومية "مازالت متواصلة في مختلف مدن العراق وبلداته وشوارعه مخلفة قتلى وجرحى أبرياء كانوا في طريقهم إلى العمل أو المدارس أو بحثا عن باب رزق يقيهم العوز والفقر اللذين اتسع مداهما بعد غزو واحتلال جعل من أرض السواد والخير أرضا للقحط والقتل والخلاف والصراع المذهبي والطائفي والجهوي والإثني والعشائري". وحذرت الصحيفة من أن "الفشل المستحكم في الخروج من النظام الطائفي والمذهبي يدفع بكل القوى المعادية للعراق ولوحدته للانقضاض عليه وتدميره بكل الوسائل الممكنة ومن بينها القتل العشوائي والعمليات الانتحارية التي لا تستثني أحدا بل هي تتعمد إيقاع الأذى بالمدنيين العزل وبدور العبادة وبالمدارس إمعانا في التدمير لتسهيل إسقاط العراق في يدها". ورأت أن "الوقت قد حان لأن يخرج العراق من هذا الكابوس الدموي اليومي من خلال تجميع كل إرادات الرافضين لتحويل البلاد إلى ساحة للقتل ونبذ الصراعات الطائفية والمذهبية والحد من تدخل كافة القوى الإقليمية المتمادية في اللعب بدم العراقيين واستخدامه بضاعة رخيصة في صراعاتها". من جانبها، قالت صحيفة (البيان) إنه رغم المحاولات الأمريكية مؤخرا لتنشيط عملية السلام من خلال إعادة المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلا أن السياسة الإسرائيلية "تضل هي نفسها تجاه الحقوق الفلسطينية، وأقرب بأن توصف بالوقحة بسبب مواصلة تنفيذ برامج الاستيطان". وأضافت أن "الوقاحة" التي أدمنت عليها الحكومات الإسرائيلية في سياستها تجاه الحقوق الفلسطينية "ليست فحسب نتاجا لتوجهات أيديولوجية تتصل بالأطماع في الأرض الفلسطينية والعربية وبتصورات الهيمنة بل هي أيضا نتاج لإحساس بأن التأييد الغربي وخاصة الأمريكي مضمون في أي مواجهة سياسية مع الطرف الفلسطيني وحتى مع الأطراف العربية لدرجة دفعت نتانياهو إلى اعتبار أن أعمال البناء الجارية داخل الكتل الاستيطانية لا تغير بشكل جوهري من فرص التوصل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين". وعن تدخل (حزب الله) اللبناني في الحرب بسورية، كتبت صحيفة (الرأي) الأردنية أن الحزب تجاوز كل الحدود، وأنه بإرساله مقاتليه إلى سورية "لقتال السنة بدوافع طائفية باتت واضحة وضوحا كاملا، عرض أبناء الطائفة الشيعية اللبنانية المنتشرين في بقاع الأرض وفي العديد من الدول العربية والإسلامية بحثا عن الرزق ولقمة العيش، لردات فعل مرتجلة وغير منضبطة تحت ضغط كل هذا الذي يجري في سورية، والذي أعطاه التدخل الإيراني وتدخل (حزب الله) وما يسمى عصائب الحق والحوثيين اليمنيين طابعا مذهبيا مقيتا ستكون له عواقب وخيمة كثيرة". من جهتها، اعتبرت صحيفة (الدستور) أنه "ليس ثمة شعار في الدنيا يبرر الوقوف ضد شعب من أجل الانتصار لطاغية، حتى لو كان سيد المقاومة، فكيف وسيرته في مجملها إشكالية تؤكد أن انحيازه للمقاومة لم يكن مبدئيا، بقدر استنادها إلى حسابات سياسية تخص النظام ونخبته الحاكمة"، مضيفة "حين وقف نصر الله وحزبه إلى جانب الطاغية السوري، لم يكن بوسعنا أن نحيي موقفه الذي ندرك بكل وضوح الرؤية أنه يستند إلى حسابات الولي الفقيه أكثر من حسابات المقاومة والممانعة". بدورها، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "الصمت خطيئة"، أن "الخطيئة الكبرى التي نقترفها بحق السوريين والثورة، هي عندما نصر على أن نتجاهل، ونغض الطرف عن ممارسات المجموعات الدينية المتطرفة في سورية، بحجة عدم منح النظام السوري ذرائع، أو القلق من صبغ الثورة السورية بهذه الصبغة الظالمة". وأضافت أن "المسؤول، أخلاقيا وسياسيا، والمستفيد من حرف مسار الثورة السورية، هو أولا النظام السوري، وهو ثانيا المجتمع الدولي الذي ما يزال يتواطأ ويتلكأ في وقف حمامات الدم والمجازر البشعة في سورية، ما يترك الفراغ واسعا للخطاب المتطرف، وللجماعات المتشددة، تحت وطأة الإحباط وخيبات الأمل من تخاذل العالم والعرب عن إنقاذ الشعب السوري". أما صحيفة (السبيل) فذكرت أن (الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري) نظمت، أمس، وقفة احتجاجية أمام السفارة اللبنانية في عمان للمطالبة بوضع حد لتدخل (حزب الله) في دعم نظام الأسد في سورية. ونقلت عن رئيس الهيئة علي أبو السكر، قوله إن "ما ارتكبه (حزب الله) من جرائم بعد تحويله بوصلة البندقية من فلسطينالمحتلة إلى سورية، والدفع بجيشه كمرتزقة للمشاركة في دعم عصابات بشار الأسد يõعد سقطة كبيرة في حق الحزب". وعلى صعيد آخر، كتبت صحيفة (الشرق) القطرية أن الاعتداءات الاسرائيلية ومحاولات هدم المسجد الأقصى واستباحة حرمته "إنما هي انتهاك فاضح لجميع القوانين والاتفاقيات الدولية وتحد صارخ للشرعية الدولية خاصة لوائح اتفاقية (لاهاي) لحماية الآثار التاريخية والدينية"، داعية إلى "التحرك بسرعة لإنقاذ القدس قبل فوات الأوان". من جهتها، شددت صحيفة (الراية) على أن صمت وتجاهل المجتمع الدولي للانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني ومحاولات إسرائيل المستمرة لتهويد مدينة القدس واستباحة الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فيها "يهدد المنطقة المشتعلة بالصراعات أصلا بنشوب حرب دينية ستهدد الأمن والسلم والاستقرار في العالم أجمع". وطالبت الصحيفة المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة وجدية من أجل إنصاف الشعب الفلسطيني، والضغط على السلطات الإسرائيلية لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية، ووقف السياسات الاستيطانية ورفع الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، والانصياع إلى كافة القرارات والقوانين الدولية ذات الصلة وكف يد دولة الاحتلال الإسرائيلي عن الإمعان في سياساتها العنصرية والاستيطانية وانتهاكها لكافة حقوق الشعب الفلسطيني، وتغيير الطبيعة السكانية والجغرافية للأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا لإمكانية عقد مفاوضات السلام وتطبيق حل الدولتين. وفي قراءتها لمستجدات الأزمة السورية، قالت صحيفة (العرب) إن "السؤال الذي يطرح نفسه على من تبقى من عقلاء في إيران وبين حلفائها هو: هل يستحق بقاء بشار الأسد في السلطة إشعال هذا الحريق الذي ينذر بالتهام المنطقة، وتركها دمارا على نحو يخدم الصهاينة أكثر من أي أحد آخر¿!"، مضيفة أنها "معركة عبثية حتى لو نجحت في الإبقاء على بشار". وتتساءل الصحفية مجددا "هل ثمة فرصة لوقف هذا النزيف الذي يخدم الصهاينة مجانا¿"، لتجيب قائلة "لا ندري، فقد غاب العقل في إيران، وكذلك في الضاحية الجنوبية (لبيروت، معقل حزب الله)، فيما يبدو كذلك في بغداد أيضا، ما يعني أن الأفق مفتوح على أسوأ الاحتمالات" وتركز اهتمام الصحف التونسية على عدد من القضايا الداخلية في مقدمتها متابعة سلسلة الانفجارات المتتالية التي تشهدها منطقة جبل الشعانبي، وسط غرب تونس، على الحدود مع الجزائر، حيث تقوم القوات التونسية منذ مدة بمحاصرة مجموعة من العناصر المسلحة. وفي هذا الصدد، نشرت صحف (الصباح) و(الصريح) و(الشروق) تفاصيل عن انفجار لغم أرضي، أمس الثلاثاء، أسفل الجبل، مما تسبب في إصابة راعي غنم ونفوق نحو أربعين رأسا من قطيعه ، فيما تمكنت وحدة الهندسة العسكرية من إبطال مفعول لغم آخر. ونقلت (الصباح) في هذا الصدد عن مصدر عسكري قوله إن اللغم "ليس من النوع التقليدي المصنوع يدويا بل هو من صنع روسي حسب البيانات المسجلة عليه"، وقالت إن اكتشاف هذا النوع من الألغام يمثل "منعرجا جديدا في أحداث الشعانبي ويؤكد "خطورة المجموعة الارهابية المتمركزة في المنطقة والعناصر التي تتعاون معها"، مشيرة إلى أن الأبحاث انطلقت لمعرفة مصدر هذه الألغام "الخطيرة". في ذات السياق، كتبت (الشروق) نقلا عن مصدر عسكري أن المجموعة الارهابية غيرت تكتيكها حيث أصبحت الألغام تزرع في مناطق خارج الجبل، مما يعني أن من يزرع تلك الألغام يأتي من خارج المنطقة الجبلية المحاصرة، وشدد المصدر على أن محاربة الارهاب تتطلب "وقتا طويلا وتعاون المواطنين من خلال التبليغ عن أي شخص غريب أو تصرفات مشبوهة". من جهة أخرى، اهتمت صحيفتا (الصباح) و(التونسية) بتصريحات لوزير الخارجية التونسي، عثمان الجرندي، أعلن فيها أن الحكومة التونسية طلبت من منظمة الصليب الأحمر الدولي الاتصال مع السلطات السورية لتسهيل عودة مجموعة من التونسيين الموقوفين لديها إلى تونس بعد أن وعدت دمشق وفدا من المجتمع المدني التونسي يزور سوريا بإطلاق سراحهم. وقال الوزير إن بلاده تترقب رد الجانب السوري بخصوص إطلاق سراح عدد من الموقوفين وترحيلهم إلى تونس، مشيرا إلى استعداد الحكومة التونسية لتوفير الوسائل الممكنة لتسهيل عمليات ترحيل هؤلاء التونسيين، وأعرب عن أمله في أن تتعامل السلطات السورية مع هذا الملف من "منظور إنساني وأخلاقي ودون ربط ذلك بشروط". ومن جهتها، تناقلت الصحف الجزائرية النشرة الطبية لرئاسة الجمهورية مفادها أن الرئيس عبد العزيز بوتقليقة يقضي حاليا بباريس فترة علاج وإعادة تأهيل وظيفي "لتعزيز التطور الإيجابي" لحالته الصحية. كما تناقلت الصحف زيارة قام بها للرئيس وفد يضم كلا من الوزير الأول عبد المالك سلال، وقائد أركان الجيش الفريق أحمد فايد صالح. وقالت صحيفة (الخبر) نقلا عن مصادر وصفتها بالموثوقة، أن الوفد كان يضم أيضا مسؤولا كبيرا في دائرة الاستعلام والأمن، وأن النشرة الطبية المذكورة صدرت "بعد زيارة الوفد الرسمي، ما يحتمل عدة قراءات سياسية، بما أن تلميحات 'انتقال السلطة' موجودة فيها". وتعليقا على الملتقى حول الاتصال المؤسساتي بالجزائر، الذي وعدت من خلاله الحكومة بوضع استراتيجية فعالة لتسيير تدفق المعلومات، بهدف التصدي للإشاعات والهلع والتضليل، كتبت الصحيفة ذاتها أن "الحكومة استفاقت من غيبوبتها الإعلامية، وأفاقت على أزمة ثقة عميقة بينها وبين المواطنين في ما يتصل بالأخبار والمعلومات والتصريحات الرسمية، ووعدت باستدراك ذلك". من جهة أخرى، أوردت صحيفة (الحقائق) أن خبراء وأساتذة جامعيين مختصين انتقدوا في اليوم الثاني من ملتقى دولي حول "الإصلاحات السياسية بالجزائر" نظم بالعاصمة، "التعديلات الدستورية التي باشرتها الجزائر منذ أكثر من عقدين، ووصفوها بالشكلية"، معتبرين أن "الجزائر ما زالت بعيدة كل البعد عن أشكال الممارسة الديمقراطية الحقيقية، والفصل بين السلطات والتوزيع العادل للثروة". ومن جانبها، اهتمت الصحف الليبية، أساسا، بالعلاقات الليبية التونسية، والقضايا التي ناقشها الاجتماع الاخير للمؤتمر الوطني العام، وظاهرة تسريب مواد منتهية الصلاحية الى السوق الليبي. فبخصوص العلاقات الليبية التونسية، ذكرت الصحف أن رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، سيبدأ اليوم زيارة رسمية لتونس تلبية لدعوة من رئيس الحكومة التونسية علي العريض. وأشارت الصحف الى أن رئيس الحكومة الليبية سيلتقي خلال هذه الزيارة نظيره التونسي وكذا رئيس الجمهورية منصف المرزوقي، "للتشاور وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك والمصالح التي تخدم الشعبين". كما واكبت الصحف الزيارة التي قام وزير الصناعة التونسي لليبيا والتي توجت بتوقيع اتفاق في مجال النفط والغاز ستقوم بموجبه ليبيا بتزويد تونس ب 450 ألف برميل من النفط الخام شهريا ابتداء من شهر غشت القادم وحتى متم السنة الجارية. في الشأن الداخلي، تطرقت الصحف الليبية الى الاجتماع الاخير للمؤتمر الوطني العام والذي ناقش طلبا من الحكومة المؤقتة بالموافقة على تخصيص ميزانية إضافية لها لمواجهة المتطلبات التنموية والأمنية التي تواجهها في الفترة الراهنة الى جانب قضايا أخرى تتعلق، أساسا، بقانوني العدالة الانتقالية وانتخاب الهيأة التأسيسية لصياغة الدستور. وفي موضوع آخر، توقفت الصحف عند ظاهرة تسريب مواد استهلاكية منتهية الصلاحية الى السوق الليبي والتي تشكل تهديدا خطيرا للصحة العامة بالنظر لحجم استشرائها. وأبرزت، في هذا الإطار، المجهودات التي يقوم بها (الحرس البلدي الليبي) باعتباره الجهاز المختص، للحد من الظاهرة وحصر تداعياتها عبر تنفيذ عمليات تفتيش ومداهمة للمحلات والمراكز التجارية والمخازن المخصصة لحفظ المواد الغذائية. على الصعيد الرياضي، أفردت الصحف حيزا هاما للمباراة الحاسمة التي ستجمع، يوم الجمعة، بملعب طرابلس الدولي، المنتخب الليبي بنظيره الطوغولي برسم الإقصائيات المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل.