كشفت السوبرانو سميرة القادري عن سعادتها بتتويجها بلقب امرأة السنة، ورحبت به كثيرا لأن الاحتفاء أثلج صدرها، معتبرة أن التتويج ما هو إلا نتيجة للعديد من الاستحقاقات والمنجزات الإبداعية، التي لا تبخل بها على جمهورها العريض طيلة مسارها الغنائي. قالت القادري، في تصريح ل "المغربية"، "تتويجي بلقب امرأة السنة من قبل جمعية تطاون أسمير بتطوان له وقع خاص لأن الجمعية متميزة بوزنها الثقيل ولها مكانة شأنها شأن باقي الجمعيات التي تخدم أبناء المدينة على اختلاف توجيهاتهم وميولاتهم الإبداعية. أتذكر أن أول ظهور لي بشكل احترافي كان سنة 1997، في إطار لقاء فني ثقافي نظمته جمعية تطاون أسمير، بحضور مثقفين، ساهموا بدورهم في دعمي فنيا واحتضنوا تجربتي المتواضعة". إلى جانب تتويجها بلقب امرأة السنة، ومنحها درع الجمعية في حفل حضره العديد من المثقفين والجمعويين والفنانين بدار الصنائع والفنون التقليدية، في اختتام الدورة السادسة من أيام "تطوان الأبواب السبعة"، التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس، جرى تقديم شريط مسجل عن سيرة المحتفى بها، وشهادات أصدقائها وزملائها في الحياة العملية والعلمية، أجمعوا فيه حضورها القوي في المشهد الثقافي العالمي بصفة عامة، والموسيقي بصفة خاصة، كباحثة في غنائيات البحر الأبيض المتوسط، ومغنية للأوبرا. وتتويج الفنانة سميرة القادري بلقب امرأة السنة يعد تكريما خاصا، لأنه التفافة من بلدها وتحديدا من مدينتها الحمامة البيضاء. ورصيد التكريمات التي تلقتها عبر مسارها الفني الغني، خصوصا أن التكريمات نالتها من بلدان أجنبية وعربية، لكن تتويجها بلقب امرأة السنة في بلدها وتحديدا في مدينتها، سيظل منقوشا في ذاكرتها، لأن الفنان يزداد ثقة في النفس ويزداد فخرا عندما يكرم في بلده. دائما على مستوى الإبداع والجديد الفني، تشارك الفنانة سميرة القادري في الدورة 19 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة. وستقدم إبداعا جديدا اليوم الثلاثاء أمام الجمهور، يحمل عنوان "من البشرات إلى عرفات" ونالت به الجائزة الكبرى لمنظمة المهاجر"، وهو عمل صوفي اشتغلت فيه على القضية الموريسكية. ستقدم السوبرانو القادري أشعارا صوفية باللغة الخامية (الأعجمية)، كان يتكلمها المسلمون الموريسكيين في القرن 18. وقام بتوزيع العمل الفنان اليوناني لوانيس بابا يانو، والإدارة الفنية لنبيل اقبيب، أما اللحن فللفنانة القادري، كما سيشاركها في المهرجان الذي تحضره للمرة الثانية، موسيقيون مغاربة وفنان من أرمينيا وعازفون من إسبانيا وإيطاليا. وتحرص القادري على ألا تخرج عن نمط الصوت المتوسطي بإيقاعات البحر الأبيض المتوسط لتأخذ بعدا ثقافيا، وتقدم للجمهور لونا فنيا أصيلا، فهي تعتبر غناءها رسالة ودعوة الشباب في سفر إلى الأندلس لاكتشاف تراثه العميق. والجديد أيضا في حفلها بفاس، هو تقديم أشعار صوفية بالأمازيغية احتفاء بالأمازيغيين ودورهم في الأندلس، فهي ستطل على الجمهور بثلاث لغات العربية والخامية والأمازيغية. وتبقى الفنانة المتألقة سميرة القادري من الوجوه الإبداعية، التي تفتخر بها الساحة الإبداعية، استطاعت أن تتبوأ مكانة خاصة داخل وخارج أرض الوطن، حيث حصلت على جوائز عديدة عربية وعالمية، آخرها تنصيبها المنسق العام وسفيرة للأكاديمية الكندية بدول المغرب العربي والإتحاد الأروبي، ثم تنصيبها سفيرة فخرية لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان هذه السنة، وقبلها توشيحها سفيرة فوق العادة لمؤسسة ناجي نعمان بلبنان. كما حازت على عدد من الجوائز العربية والدولية في هذا الصدد، منها الميدالية الفضية من أكاديمية الفنون والعلوم والآداب بباريس سنة 2010. و"جائزة الفارابي للموسيقى العتيقة" التي تشرف عليها اللجنة الوطنية للموسيقى بالمغرب المرتبطة بالمجلس الدولي للموسيقى باليونيسكو.