تنظر الغرفة الجنائية الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، صباح اليوم الثلاثاء، في رابع جلسات محاكمة 135 متهما من البالغين، متورطين في أحداث "الخميس الأسود"، قبل بداية مباراة كرة القدم بين فريق الرجاء البيضاوي وفريق الجيش الملكي، في 11 أبريل الماضي. استئنافية البيضاء كانت الغرفة نفسها، أرجأت قبل أسبوعين مواصلة مناقشة هذا الملف بعد الاستجابة، إلى طلب قدمته هيئة دفاع المتهمين، لتحديد مهلة جديدة من أجل الإطلاع، فضلا عن تسجيل نيابات جديدة في الملف. وخلال الجلسة السابقة، تقدمت هيئة الدفاع عن المتهمين، من جديد، بطلبات السراح المؤقت، إذ وصف أحد المحامين ظروف الإيواء داخل السجن ب "المزرية". كما كشف أيضا عما أسماه "أجواء الاكتظاظ الفظيعة، وقلة المراحيض المخصصة للمتابعين، والجحيم الذي يعانيه العديد من المتهمين الذين سقطوا ضحايا للتجاوزات التي طبعت مرحلة الاعتقالات والتحقيقات". وأوضح محام آخر، في مداخلته، أن "معظم المعتقلين من التلاميذ والطلاب، وتنتظرهم اجتياز امتحانات الباكلوريا والجامعة". في حين، تدخل ممثل النيابة العامة، في تعقيب على طلبات السراح المؤقت، مطالبا الهيئة القضائية برفضها جميعها، قبل أن تحجز هيئة الحكم الطلبات السراح فيها بعد الانتهاء من باقي الملفات، إذ قضت برفضها. ويتابع هؤلاء المتهمون من أجل "تكوين عصابة إجرامية، وتعدد السرقات الموصوفة، وإحداث شغب، والإخلال بالأمن العام، وتخريب وإتلاف ممتلكات الغير، وإلحاق خسائر مالية بها، ومحاولة إضرام النار، وتسخير مواقع إلكترونية للتحريض على اقتراف جنايات، وإلحاق خسائر مالية بممتلكات الدولة، والتحريض على الكراهية عن طريق ترديد شعارات والتفوه بكلمات نابية مخلة بالآداب والأخلاق العامة". وكانت الهيئة القضائية بقاعة الجلسات رقم 7، التي تحتضن أطوار الملف، وافقت على ضم 12 ملفا للمتهمين الموزعين على مجموعات في ملف واحد، بعد الاستجابة إلى ملتمس ممثل النيابة العامة، الذي طالب بضم جميع الملفات إلى وحدة الموضوع. كما أمرت الهيئة القضائية بفصل ملف المتهم 136، ضمن هؤلاء المتهمين، وضمه إلى ملف القاصرين المتابعين على خلفية أحداث الشغب الكروي، أمام المحكمة الابتدائية بعين السبع، بعد استجابتها لملتمس دفاع المتهم، بناء على وثائق قدمها للهيئة، تفيد أن موكله كان وقت اعتقاله في هذه الأحداث، قاصرا. وتشهد جلسة محاكمة المتهمين حضورا مكثفا لأفراد العائلات، ولمختلف المصالح الأمنية بالعاصمة الاقتصادية، التي تطوق محيط وداخل محكمة الاستئناف، تفاديا لأي شغب من طرف أفراد العائلات. وجاء اعتقال هؤلاء بعد أحداث الشغب والفوضى وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة التي شهدتها شوارع مدينة الدارالبيضاء، يوم 11 أبريل الماضي، قبل بداية مباراة الكلاسيكو بين فريق الرجاء البيضاوي والجيش الملكي، برسم الجولة 23 من الدوري الاحترافي. وأسفرت هذه الأحداث، حسب بلاغ لوزارة الداخلية، في اليوم التالي للمباراة، عن تخريب واجهات ثماني قاطرات للترامواي، وسبع حافلات للنقل العمومي، و13 سيارة، وتكسير واجهات 15 محلا تجاريا.