تنظر الغرفة الجنائية الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، صباح اليوم الثلاثاء، في ملف محاكمة 135 متهما من البالغين، متورطين في أحداث "الخميس الأسود"، قبل بداية مباراة كرة القدم بين فريق الرجاء البيضاوي وفريق الجيش الملكي، في 11 أبريل الماضي. كانت الغرفة نفسها أرجأت هذا الملف إلى اليوم الثلاثاء، بعد أن قضت برفض جميع طلبات السراح المؤقت التي تقدمت بها هيئة الدفاع عن المتهمين، في حين قررت خلال الجلسة نفسها ضم 12 ملفا للمتهمين الموزعين على مجموعات في ملف واحد، بعد الاستجابة إلى ملتمس ممثل النيابة العامة، الذي طالب بضم جميع الملفات إلى وحدة الموضوع. كما أمرت الهيئة القضائية بفصل ملف المتهم 136، ضمن هؤلاء المتهمين، وضمه إلى ملف القاصرين المتابعين على خلفية أحداث الشغب الكروي، أمام المحكمة الابتدائية بعين السبع، بعد استجابتها لملتمس دفاع المتهم، بناء على وثائق قدمها للهيئة، تفيد أن موكله كان وقت اعتقاله في هذه الأحداث، قاصرا. وقبل بداية الجلسة السابقة، احتج أفراد عائلات المتهمين داخل قاعة الجلسات رقم 7 التي تضم أطوار هذه المحاكمة، إذ صرخوا أكثر من مرة رافعين الشعارات والأعلام الوطنية وصور أبنائهم المعتقلين، مطالبين بإطلاق سراحهم، ومؤكدين على عدم ضلوعهم في عمليات للتخريب أو الشغب، وهو ما رفضته هيئة الحكم، التي أمرت رجال الأمن داخل قاعة الجلسات بإخراج جميع المحتجين، في حالة عدم التزامهم الصمت والاستجابة لأوامر هيئة الحكم، احتراما لهيبة القضاء. وتقدمت هيئة الدفاع، المكونة من عشرات المحامين من هيئات الرباط والدارالبيضاء والقنيطرة من جديد، بطلبات السراح المؤقت، معتبرين أن موكليهم يتوفرون على جميع الضمانات القانونية، التي تخول لهم المتابعة في حالة سراح مؤقت، وأن منحهم السراح المؤقت فيه تسهيل لمأمورية المحكمة والمحاكمة معا. واستمرت هيئة الحكم في الاستماع إلى ملتمسات السراح إلى حدود الواحدة ظهرا، قبل أن تنسحب للمداولة بشأنها، والبت فيها في نهاية الجلسة. وشهدت جلسة محاكمة المتهمين حضورا مكثفا لأفراد العائلات، ولمختلف المصالح الأمنية بالعاصمة الاقتصادية، التي طوقت محيط وداخل محكمة الاستئناف، تفاديا لأي شغب من طرف أفراد العائلات. وتابعت النيابة العامة المتهمين من أجل "القيام بأعمال النهب، وتخريب بضائع ومنقولات في جماعات، واستعمال العنف، وتعييب أشياء مخصصة للمنفعة العامة والمشاركة"، كل حسب المنسوب إليه. وجاء اعتقال هؤلاء بعد أحداث الشغب والفوضى وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة التي شهدتها شوارع مدينة الدارالبيضاء، يوم 11 أبريل الماضي، قبل بداية مباراة الكلاسيكو بين فريق الرجاء البيضاوي والجيش الملكي، برسم الجولة 23 من الدوري الاحترافي. وأسفرت هذه الأحداث، حسب بلاغ لوزارة الداخلية في اليوم التالي للمباراة، عن تخريب واجهات ثماني قاطرات للترامواي، وسبع حافلات للنقل العمومي، و13 سيارة، وتكسير واجهات 15 محلا تجاريا.