تنظر الغرفة الجنائية الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، اليوم الثلاثاء، في ملف 139 متهما، المتورطين في أحداث شغب "يوم الخميس الأسود"، بالبيضاء، قبل بداية مباراة كرة القدم بين فريق الرجاء البيضاوي وفريق الجيش الملكي، في 11 أبريل المنصرم. محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء كانت الغرفة ذاتها، رفضت جميع ملتمسات السراح المؤقت، التي تقدمت بها هيئة الدفاع في أولى جلسات محاكمة هؤلاء المتهمين، الذين قسموا إلى مجموعتين، ضمن الأولى 51 متهما، والثانية 88 متهما، موزعة على 10 ملفات جنائية، قبل أن ترجأ الملف إلى اليوم، من أجل إعداد الدفاع، وأمرت بإحضار اثنين من المتهمين، لم يجر إحضارهما من سجن عكاشة. وشهدت جلسة محاكمة المتهمين حضورا مكثفا لأفراد العائلات، وأيضا، لمختلف المصالح الأمنية بالعاصمة الاقتصادية، التي طوقت محيط وداخل محكمة الاستئناف، تفاديا لأي شغب من طرف أفراد العائلات، الذين صرخوا أكثر من مرة رافعين الشعارات والأعلام الوطنية وصور أبنائهم المعتقلين، مطالبين بإطلاق سراحهم. وتابعت النيابة العامة المتهمين في المجموعة الأولى بتهم "القيام بأعمال النهب، وتخريب بضائع ومنقولات في جماعات، واستعمال العنف، وتعييب أشياء مخصصة للمنفعة العامة والمشاركة"، كل حسب المنسوب إليه. في حين، وجهت للمجموعة الثانية، عدد من التهم تمثلت في "تكوين عصابة إجرامية، وتعدد السرقات الموصوفة المقرونة بجناية إحداث الشغب والإخلال بالأمن العام، ومحاولة إضرام النار، وإلحاق خسائر بممتلكات الدولة، والتحريض على الكراهية عن طريق ترديد شعارات والتفوه بعبارات نابية مخلة بالآداب العامة.."، كل حسب المنسوب إليه. وخلال الجلسة نفسها، تقدمت هيئة الدفاع عن المتابعين، المتكونة من عشرات المحامين من هيئة الرباط، والقنيطرة، والدارالبيضاء، بطلبات تمتيعهم بالسراح المؤقت، باعتبار أن موكليهم يتوفرون على جميع الضمانات القانونية التي تخول لهم المتابعة في حالة سراح مؤقت. وأوضح أن مطلب البراءة هو الأصل قبل الإدانة، وأن مجريات الملف، منذ الاعتقال إلى المحاكمةّ، لم تكن سهلة على الشباب المعتقل ولا على عائلاتهم أو المجتمع، وأن منحهم السراح المؤقت فيه تسهيل لمأمورية المحكمة والمحاكمة معا، في حين التمست النيابة العامة رفض جميع طلبات السراح المؤقت. وفي موضوع ذي صلة، أمرت هيئة المحكمة بعدم الاختصاص في ملف يتابع فيه طالب عسكري، الذي أحيل على النيابة العامة لدى المحكمة العسكرية الدائمة بالرباط، كما أحيل متهم متابع في حالة اعتقال على وكيل الملك بالمحكمة الزجرية الابتدائية بالبيضاء، بعد إعادة تكييف المتابعة في حقه. وجاء اعتقال هؤلاء المتهمين، بعد تورطهم في أحداث الشغب والفوضى وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة التي شهدتها شوارع مدينة الدارالبيضاء، يوم 11 أبريل الجاري، قبل بداية مباراة الكلاسيكو بين فريق الرجاء البيضاوي والجيش الملكي، برسم الجولة 23 من الدوري الاحترافي. وأسفرت هذه الأحداث، حسب بلاغ لوزارة الداخلية، في اليوم التالي للمباراة، عن تخريب واجهات ثماني قاطرات للترامواي، وسبع حافلات للنقل العمومي، و13 سيارة، وتكسير واجهات 15 محلا تجاريا. وأفاد مصدر أمني أن مصالح الأمن في الدارالبيضاء اتخذت جميع الإجراءات التنظيمية والتدابير الأمنية الكفيلة بضمان إقامة مباراة الجيش والرجاء في أجواء عادية، بناء على المعطيات الميدانية، التي جرى تدارسها، خلال الاجتماعات التحضيرية للمباراة، التي شهدت حضور جميع المتدخلين. وبهذا الصدد، جرى وضع مخطط لتأمين عملية تنقل الجمهور الزائر بين المدينتين، بالتنسيق بين ولاية أمن البيضاء ونظيرتها بالرباط، إذ كان مقررا أن تتوقف القطارات التي تقل الجمهور العسكري بمحطة القطار الوازيس، على أن تقوم عناصر القوات العمومية بمرافقة ومواكبة تنقل الجماهير من المحطة المذكورة إلى الملعب من طرف عناصر القوة العمومية. وكشف المصدر أن مصالح الأمن لم تقف مكتوفة الأيدي أمام أعمال التخريب التي قام بها بعض الأفراد المحسوبين على الجمهور الزائر فور وصولهم لمدينة الدار البيضاء، إذ تدخلت فورا مصالح الأمن على مستوى مجموعة من المحاور بالمدينة لوقف أعمال الشغب والتخريب.