فنان متميز، ابن الحي المحمدي، اختار له مسارا في أداء أغاني الفيزيون، بكلماتها البسيطة، وأداء مغربي بنكهة غربية، ما أبان عن موهبته منذ الصغر في كتابة وتلحين أغانيه، وطرح مواضيع اجتماعية. في حديث "الواحة الرياضية" مع الفنان باري، اكتشفنا أن علاقته بالرياضة ذات طابع عائلي، بحكم أن أباه لعب بنادي الاتحاد البيضاوي "الطاس"، ناهيك عن متابعته لجميع أصناف الرياضة، بما فيها كرة القدم والتنس، وألعاب القوى. تمنى باري أن يحظى فريق الرجاء البيضاوي بلقب البطولة الوطنية هذا الموسم، كما أشاد بالمقابل بفريق الجيش الملكي، وتأسف كذلك على عدم وجود الوداد البيضاوي ضمن الفرق المنافسة على لقب البطولة الوطنية في زمن الاحتراف، الذي ربطه بعوامل الشكل والمضمون بالنسبة للاعب المحترف. تربطك علاقة طيبة مع الرياضة.. علاقتي بالرياضة علاقة وطيدة، وعائلية بالدرجة الأولى، إذ كان أبي لاعبا بفريق الاتحاد البيضاوي بالحي المحمدي، وكان آنذاك معروفا ب "باري الطاس". هي علاقة جميلة منذ نعومة أظافري، كنت ألعب في جميع الفرق التي كانت موجودة بالحي المحمدي، ناهيك عن متابعتي للمباريات الوطنية، والتنس، وألعاب القوى. ألم تفكر في اقتفاء أثر والدك باحتراف الرياضة بدلا من الموسيقى؟ لا، إطلاقا. كانت موهبتي الفنية طاغية على الجانب الرياضي، فمثلا ممارسة الرياضة تتطلب سنا معينا وبعدها يترك الرياضي مجال اختصاصه ويتوارى عن الأنظار، بخلاف الفن والموسيقى اللذين لا حدود ولا سن لهما. لو لم تكن فنانا، أكنت ستكون رياضيا؟ بكل تأكيد. الصراع محتدم في البطولة الوطنية حول اللقب، لمن يميل هوى باري؟ أشجع الرجاء البيضاوي بالطبع، باعتباري ابن الدارالبيضاء، كان قريبا من اللقب ضد نهضة بركان، لكن الحظ عانده في آخر لحظة، وأود أن أشيد بالجيش الملكي كذلك، الذي ظهر هذا الموسم بوجه مميز وجيد. هل باري رجاوي أم ودادي؟ "رجاوي، وكازاوي"، لكذا لا أفرح عند خسارة الوداد البيضاوي. فرغم أنني رجاوي لكن أخي وأصدقائي وداديون، ونملك جميعا روحا رياضية. عدد كبير من الجماهير يعتبر موازين البطولة هذا الموسم مختلة، لعدم وجود الوداد البيضاوي في المنافسة على اللقب، ما رأيك في ما يجري بالقلعة الحمراء؟ نعم، غاب هذا الموسم الوداد البيضاوي عن المنافسة على لقب البطولة الوطنية للمحترفين، بسبب المشاكل. صراحة يضم الوداد لاعبين مميزين، لكن مشاكل المكتب المسير تهب رياحها بما لا تشتهيه سفينة اللاعبين. غير بعيد عن أجواء البطولة، كيف ترى التجربة الاحترافية التي دخل المغرب غمارها للموسم الثاني؟ التجربة الاحترافية صعبة جدا، لأننا "تنصليو باش نوصلو للاحترافية"، التي لا يمكن بلوغها بين ليلة وضحاها، فمن القاعدة يبدأ الاحتراف، أي من الفئات الصغرى، التي يجب تأطيرها والاعتناء بها. المحاولات في هذا الصدد موجودة، لكن هناك بالمقابل أشياء تعيق حركة الاحتراف. خارج إطار الرياضة الوطنية، ما رأيك في نتائج الغريمين العالميين، البارصا والريال؟ يظل هذان الفريقان دائما في الواجهة، فهما من جعل إسبانيا الأولى عالميا. فمثلا الاهلي والزمالك المصريان مسيطران في مصر. ولهذا نطمح في وجود فرق مثل الرجاء والوداد البيضاويين والجيش الملكي وتصعد نحو القمة للوصول إلى الاحترافية. وسنصل بإذن الله عندما تكون الرياضة احترافا وليس هواية، بمعنى رعاية اللاعبين المحليين وصرف مستحقاتهم المادية، لتشجيعهم على العطاء أكثر. من هو اللاعب الذي يثير إعجابك محليا ودوليا؟ هناك الكثير من اللاعبين المميزين، الذين أبانوا عن علو كعبهم في كرة القدم، وموهبتهم الفذة في هذا الصدد. صراحة، لا وجود للاعب مميز دون غيره، فكل لاعب يكمل الآخر فمثلا ميسي لاعب ممتاز، ورونالدو، فالكاو، كزافيي، سيلفا، وراموس، ولكنهم يكملون بعضهم داخل الفريق، الذي يكون بمثابة آلة، كل قطعة تكتمل بوجود القطع الأخرى. جواب ديبلوماسي .. لا، أبدا. فأنا ضد تصنيف الفيفا لأفضل لاعب، فميسي لاعب ممتاز، لكنه لا يمكن أن يكون حارس مرمى، فكم من حارس مرمى أنقذ شباك الفريق من أهداف الخصوم، وهذا في حد ذاته إنجاز بالنسبة لي يستحق التقدير. هل ترى أن جائزة الفيفا لأحسن لاعب غير منصفة؟ فعلا، ليست منصفة، لأن عميد الفريق يساعده في مهمته لاعبون آخرون، وحتى حارس المرمى، فهذا عمل متكامل وخالص للفريق ككل، وليس للاعب لوحده. كلمة في حق الرياضة الوطنية .. نتمنى أن يكون لدينا فريق وطني في المستوى، بجمهور جيد غير مشاغب، مع ضرورة تأطير الفئات الصغرى لأنها مستقبل الرياضة، ليس فقط في مجال كرة القدم، بل في جميع الميادين. هل هناك إنتاج غنائي جديد لتطلع به الجمهور المغربي؟ هناك أغنية جديدة تحت عنوان "بغينا نقراو"، من كلماتي وألحاني، وهي من الواقع الاجتماعي المعاش، لأن القراءة باتت مسألة ضرورية في وقتنا الحاضر.