افتتحت، أخيرا، المسابقة الرسمية للدورة 66 من مهرجان كان السينمائي بعرض فيلمي "هيلي" للمخرج المكسيكي أمات اسكالانتي، و"جون إي جولي" للمخرج الفرنسي فرانسوا أوزون ضمن 20 فيلما على جائزة السعفة الذهبية للمهرجان. جانب من حفل الافتتاح أشاد المخرج إنج لي عضو لجنة التحكيم بتنوع عروض المهرجان، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 26 ماي الجاري، على شاطئ الريفيرا. وقال لي الفائز بجائزة الأوسكار لأحسن مخرج سنة 2013 "هناك قضايا سياسية واجتماعية مختلفة، وهناك تنوع في الأساليب وتنوع في السحر والجاذبية من جانب مخرجين محددين". مشاهد صادمة ويتناول "هيلي" قصة عائلة انزلقت إلى حرب المخدرات العنيفة في المكسيك، من خلال أفعال غير مقصودة لفتاة تبلغ 12 عاما تقع في حب شرطي شاب. أما فيلم "جون إي جولي" للمخرج أوزون فهو من نوعية الأفلام التي تتناول مشكلات مرحلة البلوغ، إذ تظهر الممثلة مارين فاكت عارية في الأغلب في كل مشاهدها تقريبا. وتتنافس في المهرجان هذا العام، أيضا، خمسة أفلام أمريكية وهو أكبر عدد منذ ست سنوات. وتضم لجنة التحكيم المخرج الشهير ستيفن سبيلبرج والممثلة الأسترالية نيكول كيدمان والممثل الفرنسي دانيال اوتيل. وسوف تختار اللجنة الفائز الرئيسي يوم 26 ماي. ولم يمنع المطر الغزير المعجبين من التزاحم للحصول على توقيعات النجمين ليوناردو دي كابريو، وكاري موليغان على السجادة الحمراء. مشاركة مغربية ضعيفة قال تييري فريمو مندوب عام مهرجان "كان" إن المشاركة المغربية تتسم بتراجع نسبي مقارنة مع مشاركة السنة الفارطة٬ إذ تحضر بفيلم واحد "هم الكلاب" لهشام العسري، جرى اختياره ضمن فقرة موازية٬ مخصصة لعروض جمعية السينما المستقلة. وأكد على هامش المهرجان، أنه "مع ذلك لا يجب الحكم على المشاركة، انطلاقا من سنة واحدة٬ بل يجدر النظر إلى حضور السينما المغربية في كان٬ على سنوات عديدة". وحسب فريمو فإن هذا الحضور يعكس المجهود الذي يبذله بلد برمته٬ من أجل السينما٬ مشيرا إلى وجود مدارس سينمائية في المغرب وسينمائيين شباب ومخرجي أفلام قصيرة وممثلين جيدين جدا٬ وأيضا تقاليد سينمائية. قال "إننا نحب السينما المغربية٬ ونقدر على الخصوص المجهودات التي يبذلها المغرب٬ حكومة٬ ومهنيين وعشاق سينما، عبر مهرجانات مراكش وطنجة وتطوان٬ التي وضعت المغرب على خارطة السينما العالمية". المغرب ضيف الشرف المقبل أكد جيل جاكوب وتييري فريمو٬ رئيس ومندوب عام مهرجان "كان"٬ حيث تحضر السينما المغربية بشكل منتظم٬ أن مهرجان كان "يحب" المخرجين المغاربة وسينماهم "المليئة بالمستقبل". وأضافا أنهما يشعران بالارتياح للمشاركة المغربية على امتداد الدورات٬ وإن غاب الفيلم المغربي عن المسابقة الرسمية لهذه الدورة. وقال جيل جاكوب "إننا نحب السينمائيين المغاربة٬ ونحن شديدو الحرص على متابعة ما ينجز في المغرب الكبير٬ وفي المغرب بطبيعة الحال" مؤكدا أن السينما المغربية "لديها مستقبل كبير في طور الانبثاق". أما تييري فريمو فذهب أبعد من ذلك٬ عندما أطلق دعوة للمغرب ليكون ضيف الشرف المقبل لمهرجان كان٬ على غرار الهند التي تحتفل هذا العام بالمائوية الأولى للسينما. وأضاف "لقد استقبلنا في السابق البرازيل ومصر، وها أنا أطلق دعوة لحضور المغرب كضيف شرف المهرجان٬ في غضون السنوات المقبلة". حضور لافت السنة الماضية تميزت المشاركة المغربية بحضور لافت في مهرجان "كان" في السنة الماضية٬ إذ حصل مخرجان سينمائيان على جوائز في فروع موازية: نبيل عيوش الحاصل على جائزة فرانسوا شالي عن فيلمه "خيل الله"٬ الذي قدم في المسابقة الرسمية٬ وفيصل بوليفة٬ الحاصل على الجائزة الأولى "إيلي" للفيلم القصير في فقرة "أيام المخرجين". وفي عام 2011 فرضت السينما الوطنية نفسها سواء داخل المسابقة الرسمية ب "عين النسا" لمخرجه الفرنسي الروماني الأصل٬ رادو ميهايلينو٬ أو بشريط "على الحافة" لليلى الكيلاني في فقرة "أيام المخرجين". وفي سنة 2003، جرى اختيار شريط "ألف شهر" لفوزي بنسعيدي و"العيون الجافة" لنرجس النجار٬ على التوالي في فرع "نظرة ما" و"أيام المخرجين". وتعود أول مشاركة بالعلم المغربي في مهرجان كان إلى سنة 1952 مع فيلم "عطيل" الذي جرى تصويره بالصويرة٬ للمخرج أورسن ويلز٬ فيما كان أول شريط مغربي تنافس ضمن فرع "نظرة ما" هو "أليام أليام" لأحمد المعنوني سنة 1978. وعلى المستوى المؤسساتي٬ فإن المركز السينمائي المغربي ينشط في إطار القرية الدولية لمهرجان "كان"، الذي يمنح لكل البلدان المنتجة للسينما إمكانية تقديم وترويج صناعتها السينمائية. ويشارك المركز السينمائي المغربي في المهرجان منذ 2006 عبر جناح يروم ترويج الفيلم المغربي والمغرب كوجهة متميزة للمنتجين الأجانب.