هو قبل هذا وذاك، كاتب ومخرج ومدير تصوير ومنتج، ولد السينمائي المغربي أحمد المعنوني سنة 1944 بالعاصمة الاقتصادية للمملكة مدينة الدارالبيضاء، ودرس المسرح بجامعة مسرح الأمم بباريس، كما درس الاقتصاد بجامعة باريس دوفين في فرنسا، ودرس المعنوني السينما ب L'INSAS في بروكسيل ببلجيكا. كتب أحمد المعنوني أعمالا مسرحية وأدار تصوير مجموعة من الأفلام، وهو عضو مؤسس لجمعية السينمائيين العرب بفرنسا، وممثل لأوربا في الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام. حازت افلام المخرج أحمد المعنوني على العديد من الجوائز وطنيا وعربيا ودوليا، ففيلمه الأخير "القلوب المحترقة" فاز بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة سنة 2007 ، كما حصل "القلوب المحترقة" في نفس المهرجان على جائزة أحسن صوت وعلى جائزة النقد، وتوج أيضا فيلم "القلوب المحترقة" للمعنوني بمهر جائزة أحسن صورة في المهرجان الدولي للفيلم بدبي. فيلم "الحال" من المحلية إلى العالمية حصل فيلمه "الحال" على الجائزة الأولى ل ESEC سنة 1982 وهو الفيلم التسجيلي الذي يتناول حياة المجموعة الغنائية "ناس الغيوان" وهي الفرقة الأكثر شهرة في المغرب والعالم العربي وحتى في أوربا وأمريكا منذ انطلاقتها في السبعينات مرورا بسنوات الثمانينات والتسعينات، ولا زالت فرقة "ناس الغيوان" تلهب حماس الجماهير إلى الآن برغم رحيل وتواري أغلب أعمدتها المؤسسين. كما حصل نفس الفيلم "الحال" على جائزة الجمهور في مهرجان الرباط السينمائي. وتم اختياره في المسابقة الرسمية لمهرجان لندن ومهرجان نيويورك، وفي مهرجان كان العالمي سنة 2007 حيث عرض ضمن فقرة "كان كلاسيك". فيلم "الحال" للمخرج المغربي أحمد المعنوني كان أول فيلم يتم اختياره وتقديمه من طرف المخرج السينمائي العالمي "مارتان سكورسيس" ليعرض في افتتاح تدشين المنظمة العالمية للسينما. فيلم "اليام اليام"حصد أكثر من عشرين جائزة يؤرخ فيلم "اليام اليام" الذي تم إنتاجه سنة 1978 للسينما المغربية، وهو العمل السينمائي المغربي الوحيد حسب علمي، الذي لم يعتمد فيه مخرجه على ممثلين محترفين، وإنما اسند ادواره الرئيسية لسكان دوار الطوالعة بنواحي مدينة الدارالبيضاء مسقط رأس أحمد المعنوني، خاصة الشاب عبد الواحد الذي قام بدور البطولة، وبن عبد الكريم وأفراد من عائلته. أخرج الفيلم التحفة "اليام اليام" وكتبه احمد المعنوني وأدار تصويره. الصوت لريكاردو كاسترون، وموسيقى الفيلم وقعت عليها فرقة "ناس الغيوان" الشهيرة، والمونتاج قام به مارتين شيكو. 35 ملم بالألوان مدته 90 دقيقة. فيلمه "اليام اليام" والذي يعتبر تحفة سينمائية مغربية بامتياز، اختير سنة 1978 للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، كما حصل "اليام اليام" على الجائزة الكبرى في مهرجان مانهايم، وعلى أكثر من عشرين جائزة دولية. المعنوني سجل ووثق لأحداث مفصلية في تاريخ المغرب الحديث ومن بين الأفلام الوثائقية التي وقع عليها المخرج أحمد المعنوني "حوارات مع إدريس الشريبي" الذي اختير رسميا ب FIPATEL سنة 2007 و"المغرب فرنسا: تاريخ مشترك" سنة 2005- 2006 في ثلاثة أجزاء وثائقية وهي: "خيال الحماية"، "المقاومون" و"التحديات الجديدة"، بالإضافة إلى الوثائقي " حياة وملك محمد الخامس" سنة 2000 ، و" الكوم المغاربة" سنة 1993. بين الغياب والحضور هل يعود المعنوني إلى السينما المغربية؟ بعد فيلمه الأول الكبير "اليام اليام" عام 1978، الذي كان بمثابة بداية مهمة، للسينما المغربية الحديثة، وفيلمه التسجيلي الثاني "الحال" عام 1981 ، عن فرقة "ناس الغيوان" المغربية، المجموعة الموسيقية الشعبية الشهيرة. توارى المعنوني عن المشهد السينمائي المغربي وابتعد أيضا عن أجواء السينمائيين واجتماعاتهم، واستقر به المقام في فرنسا، منشغلا بالعمل في أشياء أخرى بعيدة عن أجواء السينما وشجونها، غير انه سيعاود الكرة مرة أخرى بعد أن استبد به الحنين لمعانقة كاميرته ليضبط زوايا وكادرات التقاط الصورة، ويخرج سنة 2007 فيلم " القلوب المحترقة " ثالث وآخر أعماله السينمائية، يتناول فيه سيرة شخصية للمؤلف والمخرج نفسه من خلال عرض مأساة "أمين" بطل "قلوب محترقة". من 2007 إلى 2011 زمن ليس بالقصير ولا بالهين، هي فترة فراغ إبداعي تفصل بين تاريخ إخراجه لآخر أفلامه "القلوب المحترقة" إلى حدود الآن. وتبقى الحقيقة شاخصة للعيان، نضج كبير، رؤية عميقة، هي ذي ثقافة المعنوني السينمائية، لا زال للرجل الشيء الكثير الذي يمكن أن يضيفه إلى السينما المغربية، فموهبته السينمائية الجامحة والمشتعلة لا حدود لها، وبين الحضور والغياب هل يعود احمد المعنوني إلى معانقة الكاميرا من جديد؟ ذلك هو السؤال. سعيد فردي صحفي/ ناقد سينمائي من المغرب