أكد بلاغ لوزارة الصحة أن الأمصال الخاصة بلسعات العقارب وقع الاستغناء عن استعمالها منذ سنة 1998، استنادا إلى الأبحاث والدراسات العلمية الوطنية والدولية والتجربة الميدانية، التي أثبتت تسببها في تفاقم حالة المصاب. ويرى محمد كريم، بيولوجي متقاعد بمعهد باستور بالدارالبيضاء، ضرورة إنتاج الأمصال المضادة للسعات العقارب ولدغات الأفاعي، للإسراع في إنقاذ المصابين. واعتمد كريم في طرحه على أبحاث باحثين وخبراء دوليين ومدراء بمعهد باستور، توصلوا من خلالها إلى ضرورة فتح وحدات إنتاج الأمصال المضادة للسعات العقارب ولدغات الأفاعي بمعهد باستور، من أجل تقليص نسبة الوفيات، مؤكدا أهمية استعمال الأمصال الخاصة بتسممات العقارب. وأكد البيولوجي الخبير في إنتاج الأمصال، في تصريح ل"المغربية"، أن الدكتور المغربي شيبو، بجامعة ديكارت بباريس، أجرى أبحاثا وخلص إلى نتيجة تفيد أهمية إنتاج الأمصال المضادة لتسممات الأفاعي والعقارب لإنقاذ المواطنين، مشيرا إلى أن تقرير المجلس الأعلى للحسابات أكد بدوره، سنة 2009، ضرورة فتح وحدة إنتاج الأمصال بمعهد باستور. وأفاد كريم أن تكلفة شراء الأمصال مكلفة جدا، وأن ثمن الحقنة الواحدة كان يتراوح، سنة 2003، بين 100 و120 درهما، وارتفع الثمن سنة 2008 إلى ألف درهم، واستوردته وزارة الصحة سنة 2012 بمبلغ 1800 درهم للحقنة. وذكرت مصادر أن معهد باستور بالدارالبيضاء يتوفر على حوالي 205 أطر علمية في حاجة إلى دعم معنوي، لإجراء الأبحاث، والعمل على إنتاج جميع الأمصال المضادة للأمراض القاتلة. يشار إلى أن معهد باستور كان يلبي طلبات المغرب في إنتاج الأمصال المضادة لسموم العقارب والأفاعي، ووصلت قوته الإنتاجية إلى 100 ألف حقنة من فئة 10 مل، و70 ألفا خاصة بتسممات العقارب، و20 ألفا مضادة لسموم الأفاعي. وتبين من خلال إحصائيات وزارة الصحة أنه سجلت 24 حالة وفاة سنة 2003، وفي سنة 2004 ارتفع العدد إلى 91 حالة وفاة، وفي سنة 2005، بلغ 95 حالة. وانخفضت نسبة الوفيات إلى 6 حالات، وإلى 1.5 وفاة في كل ألف حالة إصابة بين 2001 و2012. وكانت اللجنة الوطنية لمكافحة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي قررت إطلاق الحملة الوطنية لمكافحة التسممات بجهة مراكش تانسيفت الحوز، التي تسجل بها غالبية الحالات بين شهري ماي وأكتوبر.