مثل الكسي نافالني، أكبر معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، مجددا أمام محكمة كيروف (900 كلم شرق موسكو)، بتهمة "اختلاس أموال". المعارض الروسي الكسي نافالني (أرشيف) واستؤنفت صباح أمس الأربعاء، المحاكمة التي كانت قد أرجأت جلستها الأولى الأسبوع الماضي. ولم يدل المعارض الذي ارتدى سروال جينز وقميصا بأي تصريح لدى وصوله إلى قاعة المحكمة، حيث جلست زوجته، وزعيم حركة سوليدرنوست المعارضة ايليا ياشين. وبدا المتهم أقل ارتياحا مما كان عليه في الجلسة السابقة، وهو يركز على الاستماع ويكتب ملاحظاته. وقد يصدر بحق الكسي نافالني حكم بالسجن لعشر سنوات على الأكثر في قضية اتهم فيها بتدبير عملية اختلاس 400 ألف أورو في مشروع استثماري في غابات منطقة كيروفلس. وبدأت محاكمته في 17 أبريل الجاري، ودامت الجلسة 45 دقيقة قبل أن تؤجل لأسبوع ووافق خلالها القاضي جزئيا على طلب الدفاع مزيدا من الوقت (شهرا) لدراسة الملف. وحضر حينها أكثر من مائة صحافي، إضافة إلى أنصار المحامي والمناضل ضد الفساد على الإنترنت إلى كيروف بالمناسبة. وأصبح الحضور أقل عددا، أمس الأربعاء، بينما سمحت بلدية المدينة بانعقاد تجمعين قرب المحكمة، واحد ضد المتهم والثاني يدين المحاكمة. وأعلن نافالني أن "القضية مفبركة بالكامل بناء على أوامر بوتين وأنه "لا يراوده شك" في أن الرئيس الروسي "أصدر تعليمات" لإدانته. وقد فرض الكسي نافالني (36 سنة) وهو خطيب بارع خلال التظاهرات المناهضة لبوتين ومن أشد محاربي الفساد عبر كشف معلومات مدوية على الإنترنت، نفسه كأحد قادة حركة احتجاج تبلورت في 2011، للتنديد بتزوير نتائج الانتخابات التشريعية، التي فاز بها حزب بوتين "روسيا الموحدة". ولم يؤثر احتمال إدانته في شيء على شخصيته الهجومية، وذهب إلى حد التنبؤ بانهيار النظام الروسي "بعد ما لا يزيد عن سنتين"، معربا عن نيته في أن يصبح رئيسا واعدا بإدانة بوتين ومقربيه حينئذ. وفي هذه الأثناء يتعين على نافالني أن يواجه القضاء في عدة قضايا، لأن مشاكله القضائية لا تقتصر على قضية كيروفليس. وقد تبلغ غداة الجلسة الأولى القصيرة أن تحقيقا جديدا فتح بحقه هو وشقيقه أولغ بتهمة الاحتيال. واتهم الاثنان بالتسبب في خسارة 95 ألف أورو لشركة عرضوا عليها فاتورة "بأسعار مبالغ فيها" لخدمة وساطة لنقل بضائع. وفي هذه القضية أيضا يعاقب القانون بالسجن عشرة أعوام. وعلى الفور علق نافالني بالقول إن "كل تلك القضايا مفبركة". واتهم المعارض أيضا باختلاس 2،5 ملايين أورو من أموال حزب ليبرالي ويلاحق بتهمة الاحتيال وتبييض أموال في إطار قضية أخرى اتهم فيها شقيقه أيضا. وفي فبراير اتهم بأنه استغل صفته كمحام لترويج أخبار كاذبة. ويرى المحلل السياسي والمعارض ديمتري أورشكين أن السلطات تسعى إلى "تخويف" نافالني لإسكاته أو دفعه إلى المنفى. وقال أوروشكين إن هدف النظام هو "خلق أجواء خوف لفرض الصمت" على كل المعارضين. وتبدو المعارضة ضد بوتين، التي نجحت في تعبئة مئات آلاف المتظاهرين في الشوارع في 2012 اليوم في تراجع وتخضع إلى ضغط غير مسبوق. واعتبر ميخائيل خودوركوفسكي ثري النفط المسجون في مقال نشرته الأربعاء صحيفة فيدوموستي أن الهدف من محاكمة نافالني هو "تخويف وإحباط معنويات المعارضين والناخبين الناشطين السياسيين والادعاء بان حركة الاحتجاج السلمية والصراع من أجل السلطة (...) أمور هامشية وتنم عن تطرف".