تميزت الجولة الإفريقية التاريخية والرمزية لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، التي شملت السينغال وكوت ديفوار والغابون، بإلقاء جلالته ثلاثة خطابات تاريخية، جدد خلالها عزم المغرب على المضي قدما في درب التشبث بجذوره الإفريقية. وأكد جلالته، أيضا، عبرها أن الاستراتيجية الإفريقية التي اختارها للمغرب منذ اعتلاء عرش أسلافه المنعمين تهدف إلى تقوية التعاون جنوب جنوب، وتعبر بصدق عن الاهتمام بالسياسة الإفريقية، باعتبارها جزءا لا يتجرأ من السياسة الخارجية للمملكة. وكان جلالة الملك ألقى خطابه التاريخي الأول في دكار، عاصمة السينغال، المحطة الأولى من الجولة الملكية يوم الجمعة 15 مارس 2013، خلال مأدبة العشاء الرسمية، التي أقامها على شرف جلالته الرئيس السينغالي، ماكي سال. أما الخطاب التاريخي الثاني، الذي ألقاه جلالة الملك خلال الجولة الإفريقية، فكان في أبيدجان المحطة الثانية يوم الثلاثاء 19 مارس 2013، خلال مأدبة عشاء رسمية أقامها على شرف جلالته الرئيس الإيفواري، الحسن واتارا. وخلال زيارة جلالة الملك للغابون التي انطلقت يوم الاثنين الماضي، ألقى صاحب الجلالة الخطاب التاريخي الثالث يوم الثلاثاء 26 مارس 2013، خلال مأدبة العشاء الرسمية التي أقامها على شرف جلالته الرئيس الغابوني، علي بونغو أونديمبا. وكانت للخطابات الملكية الثلاثة أصداء إيجابية جدا على الصعيدين القاري والدولي، لأنها تأتي في إطار جولة تاريخية حظيت باهتمام إعلامي كبير تجاوز حدود القارة، وأيضا، لما تضمنته الخطابات من تعبير صادق، عن العزم الملكي على المضي قدما في تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وكل بلد على حدة خدمة للهدف الأسمى، الذي يتجلى في خدمة الشعوب الإفريقية والرقي بها، عبر تعزيز التعاون بين مختلف أقطار القارة في إطار تقوية وتعزيز التعاون جنوب جنوب.