سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توقيع 14 اتفاقية مع البلدان الثلاثة يعزز الاتفاقيات السابقة البالغ عددها 500 اتفاقية مع 45 بلدا إفريقيا الجولة الملكية تضفي دينامية جديدة على الخيار الاستراتيجي للتعاون جنوب-جنوب
تعيش القارة الإفريقية ومعها العالم، وليس المغرب فقط والدول التي شملتها الجولة التاريخية والرمزية لجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله، على وقع هذا الحدث المهم، الذي يعطي دفعة قوية للتعاون بين الدول الإفريقية وشأنها شأن الزيارات السابقة تساهم الجولة الحالية لجلالة الملك في إضفاء دينامية جديدة على الخيار الاستراتيجي للمملكة المتمثل في تطوير التعاون جنوب-جنوب، في إطار شراكة فعالة ومتضامنة. وتندرج الجولة التاريخية الحالية، والتي شملت السينغال وكوت ديفوار٬ وتتواصل في الغابون (تندرج) في سياق رؤية استراتيجية متميزة للانتماء الإفريقي للمغرب، بقيادة صاحب الجلالة، الذي مافتئ منذ اعتلاء عرش أسلافه المنعمين يولي أهمية خاصة للبدان الإفريقية الشقيقة، وتظل الغاية باستمرار هي الدفع بالتعاون جنوب جنوب وتقويته، وتأكيد أن السياسة الإفريقية للمملكة جزء لا يتجزأ من سياستها الخارجية، ما جعل بلدنا مثالا يحتذى في مجال التعاون جنوب جنوب. وبفضل المكانة المتميزة لجلالة الملك، أعطت الزيارات في إطار الجولة التاريخية الحالية زخما قويا لعلاقات التعاون الثنائي في الميادين التنموية ذات الأولوية٬ مثل الفلاحة٬ والصيد البحري٬ والتربية والتكوين٬ والصحة٬ وتدبير الموارد المائية٬ والسقي٬ والمواصلات السلكية واللاسلكية٬ والتهيئة الحضرية والتجهيزات الأساسية، وتشهد على ذلك اتفاقيات التعاون الموقعة مع البلدان الثلاثة خلال الزيارات الملكية، والبالغ عددها 14 اتفاقية، اتفاقيتان مع السينغال وست اتفاقيات مع كل من كوتد ديفوار والغابون، وهي اتفاقيات جاءت لتعزز الاتفاقيات السابقة، والبالغ عددها 500 اتفاقية مع 45 بلدا إفريقيا. اتفاقيتان مع السينغال ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ رفقة رئيس الجمهورية السينغالية ماكي سال٬ يوم السبت 16 مارس الجاري، بالقصر الرئاسي بدكار٬ حفل التوقيع على اتفاقيتين للتعاون الثنائي . وتتعلق الاتفاقية الأولى بالنقل الطرقي الدولي للمسافرين والبضائع٬ ووقعها وزير التجهيز والنقل عزيز رباح ووزير البنيات التحتية والنقل السنغالي تييرنو ألاسان سال. أما الاتفاقية الثانية٬ وهي بروتوكول اتفاق للتعاون في ميادين المعادن والهيدروكاربورات والكهرباء والطاقات المتجددة٬ فوقعها وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة فؤاد الدويري ووزير الطاقة والمعادن السينغالي ألي نغوي ندياي. ويندرج توقيع هاتين الاتفاقيتين في إطار الشراكة الاستراتيجية المتعددة والإرادية، التي تربط البلدين٬ كما يعكس٬ مرة أخرى٬ إرادة قائدي البلدين في الرقي بالتعاون الثنائي إلى مستوى انتظارات الشعبين الشقيقين. الاتفاقيات مع كوت ديفوار ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ والرئيس الإيفواري الحسن درامان وتارا٬ عشية الثلاثاء قبل الماضي، بالقصر الرئاسي بأبيدجان٬ حفل التوقيع على ست اتفاقيات للتعاون بين البلدين في عدة ميادين. ويتعلق الأمر بمذكرة تفاهم حول التعاون بين وزارتي الشؤون الخارجية بالبلدين٬ وقعها وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، ووزير الدولة وزير الشؤون الخارجية الإيفواري، شارل كوفي ديبي . وتتعلق الاتفاقية الثانية بالتعاون بين المغرب والكوت ديفوار في مجال التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات٬ ووقعها وزير الاقتصاد والمالية، نزار بركة، والوزيرة المنتدبة لدى الوزير الأول الإيفواري المكلفة بالاقتصاد والمالية، نيالي كابا . أما الاتفاقية الثالثة٬ التي وقعها وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، والوزير الإيفواري للموارد الحيوانية والبحرية، كوبينا كواسي أدجوماني٬ فتهم التعاون الثنائي في مجال الصيد البحري وتربية الأحياء المائية. وتهم الاتفاقية الرابعة الخدمات الجوية بين البلدين٬ ووقعها وزير التجهيز والنقل، عزيز رباح٬ ووزير النقل الإيفواري، غاوسو توري . وبخصوص الاتفاقية الخامسة٬ المتعلقة بالتكوين المهني في مجال السياحة٬ فوقعها وزير السياحة، لحسن حداد ونظيره الإيفواري، روجي كاكو. ووقع الاتفاقية السادسة الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، الشرقي اضريس، ووزير الدولة وزير الداخلية والأمن الإيفواري، حامد باكايوكو٬ وهي تتعلق بالتعاون المغربي- الإيفواري في مجال الوقاية المدنية. وتعكس هذه الاتفاقيات٬ التي ستعطي دفعة قوية للشراكة القائمة بين المغرب والكوت ديفوار٬ الإرادة الراسخة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفخامة الرئيس، الحسن واتارا، في تعزيز وإضفاء دينامية أكبر على التعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين، اللذين تربطهما علاقات صداقة وأخوة عريقة. الاتفاقيات مع الغابون وترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ وفخامة رئيس جمهورية الغابون، علي بونغو أونديمبا٬ يوم الثلاثاء 26 مارس الجاري، بالقصر الرئاسي بليبرفيل٬ حفل التوقيع على ست اتفاقيات للتعاون الثنائي في قطاعات مختلفة. ويتعلق الأمر باتفاقية للتعاون في مجال الصحة٬ وقعها وزير الصحة، الحسين الوردي، ونظيره الغابوني، ليون نزوبا. وبموجب هذه الاتفاقية٬ تقدم المملكة المغربية دعمها لقطاع الصحة بالغابون٬ خاصة من أجل تطوير المعهد الوطني الغابوني للتكوين والعمل الصحي والاجتماعي٬ وتوفير مساعدة تقنية في مجال تدبير مصالح الصحة ومكافحة الأوبئة. كما سيضع المغرب٬ بموجب هذه الاتفاقية٬ رهن إشارة الغابون٬ حصة سنوية بكليات الطب لفائدة الأطر الطبية الغابونية في تخصصات من اختيارها. أما الاتفاقية الثانية٬ التي وقعها الوردي ونزوبا٬ فهي اتفاقية شراكة تهم تكوين العاملين في قطاع الصحة بالمعهد الوطني الغابوني للتكوين والعمل الصحي والاجتماعي٬ وتنص على مواكبة هذه المؤسسة من قبل معهد التكوين في مهن الصحة بالرباط. وتهدف هذه الاتفاقية٬ أيضا٬ إلى تعزيز التعاون بين المعهدين في مجالات التكوين وتبادل التجارب وتطوير مشاريع مشتركة في مجال البحث والعلاج. وتتعلق الاتفاقية الثالثة بالتعاون في مجال الوقاية المدنية٬ خاصة أنشطة الوقاية وتدبير المخاطر الكبرى، التي تشكل تهديدا حقيقيا لسلامة الأشخاص والممتلكات والبيئة. وتروم هذه الاتفاقية٬ التي وقعها الوزير المنتدب في الداخلية، الشرقي اضريس، ووزير الداخلية والأمن العمومي والهجرة واللامركزية الغابوني، جان فرانسوا ندونغو٬ إرساء تعاون في عدة مجالات من بينها محاربة الكوارث التي مصدرها الإنسان٬ مثل التلوث٬ والحوادث والحرائق التي تقع في المنشآت المصنفة في فئة حماية البيئة والمؤسسات، التي تستقبل الأشخاص والبنايات الشاهقة. أما الاتفاقية الرابعة فهي عبارة عن بروتوكول للتعاون في المجالات التقنية٬ ومحاربة الغش والمختبرات٬ وقعها كل من وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش٬ ووزير الاقتصاد والشغل والتنمية المستدامة الغابوني، لوك أويوبي. وتنص هذه الاتفاقية على إحداث لجنة قطاعية مغربية غابونية تجتمع بالتناوب بالرباط وليبرفيل كل سنتين وتضع برامج ومبادرات للتعاون في هذا المجال. وستمكن من إقامة تعاون بين المختبر الرسمي للتحليل والبحث الكيميائي بالدارالبيضاء ومختبر مراقبة الجودة بليبرفيل٬ وكذا بين مديرية حماية النباتات والمراقبة التقنية ومحاربة الغش والمديرية العامة للمنافسة والاستهلاك بالغابون. وتهم الاتفاقية الخامسة الترخيص لإذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية بالبث بتعديل الترددات في الغابون. ووقعها كل من حسن خيار الرئيس المدير العام لإذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية، وبليز لوومبي٬ وزير الاقتصاد الرقمي والاتصال والبريد. أما الاتفاقية السادسة فتنص على وضع إطار للشراكة الاستراتيجية في مجالات التكنولوجيا وأنظمة الإعلام. ووقع هذه الاتفاقية كل من محمد بشير رشيدي٬ الرئيس المدير العام لشركة (إينفوليس) وروز كريستيان أوسوكا رابوندا٬ وزيرة الميزانية والحسابات العمومية والوظيفة العمومية المكلفة بالدولة. وتجسد هذه الاتفاقيات٬ التي من شأنها إعطاء دفعة قوية للشراكة القائمة بين المغرب والغابون٬ الإرادة الراسخة لجلالة الملك والرئيس علي بونغو في تعزيز وإعطاء دفع قوي للتعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين . اتفاقيات وقعت في زيارات ملكية سابقة بعد زيارتين رسميتين للسينغال وموريتانيا عام 2001، قام جلالة الملك٬ من 15 إلى 29 يونيو 2004، بجولة رسمية أولى واسعة بالقارة الإفريقية٬ حيث زار جلالته على التوالي بنين٬ والكاميرون٬ والغابون٬ والنيجر، والسينغال. وجسدت تلك الجولة الدينامية الجديدة، التي أراد جلالة الملك أضفاءها على العلاقات بين البلدان الإفريقية٬ وعكست المكانة المميزة لإفريقيا في السياسة الخارجية للمغرب٬ وأبرزت مجددا البعد الإفريقي للمغرب على الأصعدة السياسية٬ والاقتصادية٬ والاجتماعية والثقافية والروحية. وبعد مرور ثمانية أشهر فقط على هذه الجولة٬ قام جلالة الملك بجولة رسمية ثانية في إفريقيا ما بين 21 فبراير و8 مارس 2005، وشملت بوركينا فاصو٬ والغابون٬ والسينغال، وموريتانيا. وفي 20 يوليوز 2005، توجه صاحب الجلالة إلى النيجر٬ حيث عبر جلالته عن تضامن المغرب مع الشعب النيجيري في مواجهته لآثار الجفاف. وبهذه المناسبة وضعت مساعدة غذائية وطبية مستعجلة رهن إشارة السلطات النيجيرية. وأقامت القوات المسلحة الملكية مستشفى ميدانيا لمساعدة السكان المتضررين. كما تم منح مساعدة مالية لاقتناء البذور. وقام جلالة الملك ما بين 19 فبراير وفاتح مارس 2006، بزيارات رسمية لكل من غامبيا٬ وجمهورية الكونغو٬ وجمهورية الكونغو الديمقراطية٬ والغابون. وتوجت الزيارة الملكية لغامبيا بالتوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون في مجالات القضاء٬ والسياحة٬ والفلاحة٬ والماء٬ والأرصاد الجوية٬ والصحة٬ وإنعاش وحماية الاستثمارات. كما تميزت هذه الزيارة بتسليم هبة عبارة عن مواد طبية لمستشفى بانجول وتجهيزات لمكافحة الجراد الجوال لفائدة السلطات الغامبية. وتميزت الزيارة الملكية للكونغو (21- 23 فبراير 2006)، بالتوقيع على اتفاقيات تعاون وتوأمة بين المركزين الاستشفائيين الجامعيين بالرباط وبرازافيل وفي مجالات الصيد البحري٬ والصحة والزراعة وتربية المواشي. واتسمت هذه الزيارة، أيضا، بإطلاق حملة طبية أشرف عليها المغرب لفائدة سكان العاصمة الكونغولية. وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية٬ تم التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون بين البلدين همت المشاورات السياسية٬ وتمويل مشروع تعزيز وسائل التحليل بمختبرات مكتب المراقبة الكونغولي٬ ومجالات الصيد البحري٬ والفلاحة٬ والصناعة٬ والتجارة والصحة. وفي 14 نونبر 2006، قام جلالة الملك بزيارة عمل وأخوة للسينغال. وتميزت هذه الزيارة٬ وهي الرابعة لهذا البلد خلال خمس سنوات٬ بالتوقيع على عدة اتفاقيات تعاون في مجالات الاستثمار٬ والمساعدة التقنية في ميدان تقنين وتنظيم قطاع البناء٬ والأشغال العمومية٬ والوقاية المدنية والنقل الجوي. وفي سياق هذه الدينامية الجديدة التي طبعت علاقات التعاون بين المغرب والبلدان الإفريقية٬ تضاعفت زيارات الوزير الأول٬ وأعضاء الحكومة ومسؤولي مؤسسات التعاون والفاعلين المغاربة في مختلف القطاعات لهذه البلدان بهدف تجسيد التعاون جنوب- جنوب، الذي يعد السبيل الأنجع لتحقيق التنمية والاندماج في الفضاء الإفريقي.