قال الخبيران القانونيان الفرنسيان، شارل سان برو وفريديريك روفيلوا، إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرف كيف يعطي دفعة ديناميكية للمغرب، من خلال "حركة حقيقية للإصلاح استبقت الربيع العربي". وأوضحا٬ في حوار نشر بصحيفة "نيس- ماتان" الجهوية الفرنسية٬ أن هذه الحركة٬ التي تتواصل منذ اعتلاء جلالة الملك العرش سنة 1999، "تترجم بشكل ملموس برؤية بعيدة المدى" تشمل "الدستور والإدارة وحقوق المرأة وحل المشاكل الاجتماعية مثل الفقر والأمية". ويأتي هذا الحوار بمناسبة تقديم المؤلف الجديد "الاستثناء المغربي"، (منشورات إيليبس بباريس)، الذي أنجز تحت إشراف شارل سان برو وفريديريك روفيلوا٬ يوم الاثنين المنصرم، بمونتون قرب نيس (جنوب شرق فرنسا)، خلال ندوة حضرها عدد كبير من الطلبة والجامعيين بمركب الشرق الأوسط - المتوسط للعلوم السياسية. وفي قراءتهما للاستثناء المغربي٬ في سياق الثورات العربية٬ أبرز الخبيران الفرنسيان أنه "لم تكن في المغرب عوامل المخاطر نفسها"، التي تسببت في اندلاع هذه الحركات الاحتجاجية في مناطق أخرى، حيث " كان هناك دكتاتوريون مسنون لم يكونوا يتركون أي بصيص أمل في المستقبل". وسجل الجامعيان الفرنسيان أن جلالة "الملك يعطي دفعة ديناميكية. فنسبة المغاربة الذين يعيشون تحت عتبة الفقر انخفضت ب60 في المائة. والمواطن المغربي يدرك إلى أين يسير. هناك حركية.. هناك قطار فائق السرعة وميناء متوسطي كبير ومراكز تكنولوجية. هناك إصلاحات جوهرية". وبخصوص رهانات محاربة الفساد٬ أبرز الخبيران الفرنسيان أن المغرب ليس بالتأكيد في منأى عن هذه الظاهرة٬ على غرار بلدان نامية أخرى٬ "لكن الدستور الجديد ينص على محاربته من خلال مؤسسة مختصة". وفي معرض تطرقهما لعرقلة بناء الصرح المغاربي٬ حمل شارل سان برو و فريديريك روفيلوا المسؤولية للجزائر٬ مؤكدين أنه "ليس هناك اتحاد مغاربي بسبب أشخاص يحكمون الجزائر وينهبونها٬ فهم لا يرغبون في الاتحاد ولا في التعاون"، لأن ذلك يعني "شفافية وإعادة توزيع". وخلصا إلى القول "ما دام الغاز (الجزائري) يباع بشكل جيد٬ فليس لديهم أي مبرر للبحث عن اندماج اقتصادي"، و"حتى لا يبحثوا عن هذا الاندماج٬ افتعلوا قضية الصحراء المغربية٬ التي يعد النزاع حولها إرثا من الحرب الباردة".