أشاد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، بأهمية دور صاحب الجلالة الملك محمد السادس على رأس لجنة القدس، وتفعيله لوكالة بيت مال القدس. وقال الرئيس الفلسطيني، في كلمته أمام اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، أول أمس الثلاثاء، في الدوحة٬ عند تطرقه للدعم المالي للقضية الفلسطينية "أود أن أؤكد أهمية دور صاحب الجلالة الملك محمد السادس على رأس لجنة القدس وتفعيله لوكالة بيت مال القدس". كما أشاد الرئيس الفلسطيني بالمملكة العربية السعودية ودورها في إنشاء صندوقي الأقصى والقدس، اللذين تم إنشاؤهما بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عام 2001. ونوه في السياق نفسه بمبادرة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بإنشاء صندوق لدعم القدس برأسمال مليار دولار بإدارة البنك الإسلامي للتنمية٬ وإعلانه المساهمة فيه بقيمة 250 مليون دولار٬ داعيا الدول العربية للمساهمة فيه فور انتهاء أعمال هذه القمة. و عبر من جهة أخرى، عن أمله في أن يتم استمرار الوفاء بما تم التعهد به من التزامات مالية لدعم الموازنة الفلسطينية وفق آليات قمة بيروت لعام 2002، والوفاء بشبكة الأمان المالية المقرة٬ في قمة بغداد. وعلى الصعيد السياسي٬ دعا الرئيس الفلسطيني إلى تحرك عربي وإسلامي نحو هيئة الأممالمتحدة والمنظمات الدولية لمنع إسرائيل من تنفيذ مخططاتها ضد القدس الشريف٬ مبرزا أن "إسرائيل تعمل بشكل ممنهج وحثيث على تهويد القدسالشرقية وتغيير طابعها واقتلاع سكانها منها والاعتداء على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية". وسجل الرئيس الفلسطيني أن "القضية الملحة هي قضية الأسرى في السجون الإسرائيلية٬ الذين يتعرضون لانتهاكات خطيرة، خاصة المضربين عن الطعام"٬ مشددا على ضرورة تحريرهم وإنقاذ حياتهم من سجون إسرائيل. ورحب محمود عباس بالاقتراح، الذي تقدم به أمير قطر بعقد قمة عربية مصغرة في القاهرة، للإشراف المباشر على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية. وقال في هذا الصدد، "إننا مازلنا عند موقفنا وجديتنا في العمل بكل ما أوتينا من عزم وتصميم٬ لوضع حد لحالة الانقسام الفلسطيني الشاذة٬ التي ألحقت أفدح الأضرار بقضيتنا٬ ومع ذلك فإننا لا بد أن نعود مجددا للشعب ليقول كلمته٬ من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني٬ للخروج من الوضع الراهن". وأضاف "رغم ذلك الانقسام٬ فإننا لم نتخل لحظة واحدة عن تحمل مسؤولياتنا تجاه مواطنينا٬ وأبناء شعبنا٬ في قطاع غزة٬ فنحن ننفق قرابة 130 مليون دولار شهريا من موازنتنا لتسديد الرواتب في قطاع غزة٬ وتقديم الخدمات لأهلنا في القطاع المحاصر الصابر الصامد وهذا ليس منة بل واجب علينا٬ الذي ندعو إلى رفع الحصار عنه فوراً". وجدد الرئيس عباس دعوته لتجنيب أبناء الشعب الفلسطيني من اللاجئين٬ الذين يعيشون في سوريا٬ عذاب التشرد٬ والنأي بهم عن النزاعات الداخلية٬ وعدم الزج بهم في أتونها٬ وقال "سياستنا الثابتة هي أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المضيفة وغيرها٬ ونتمنى لكافة شعوب أمتنا العربية والإسلامية الأمان والاستقرار".