لكن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي اعلن تبرعا بمليار دولار لاعادة اعمار قطاع غزة نجح في عقد لقاء مصالحة بعيد الجلسة الافتتاحية بين قادة مصر والكويت وقطر وسوريا حسبما افاد مصدر قريب من الوفد السعودي لوكالة فرانس برس. وقال امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح في كلمته الافتتاحية ان "المبادرة العربية للسلام التي اعتمدت وتكرر التاكيد عليها في عدة مؤتمرات قمة تمثل الاساس لموقفنا العربي الواضح". وكانت قمة الدوحة التي شاركت فيها ايران وسوريا الجمعة طالبت بتعليق مبادرة السلام العربية التي هي سعودية في الاساس وتنص على سلام عربي شامل مع اسرائيل مقابل الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية والتوصل الى حل عادل وتفاوضي لقضية اللاجئين. وقال الرئيس السوري بشار الاسد خلال قمة الدوحة ان مبادرة السلام العربية في حكم الميتة ولم يبق سوى نقلها من سجل الاحياء الى سجل الاموات. من جهته جدد الرئيس المصري حسني مبارك التاكيد امام نظرائه العرب على التمسك بالمبادرة العربية للسلام. وقال مبارك "اقترحنا مبادرة عربية للسلام منذ قرابة السبع سنوات وقد حان الوقت لان يتم التجاوب والتعامل معها وان تؤخذ من قبل اسرائيل والقوى الدولية الكبرى على محمل الجد". كما اعتبر مبارك ان "مأساة غزة" استغلت من اجل اختراق العالم العربي في اشارة الى ايران على ما يبدو. في المقابل دعا الرئيس السوري نظراءه العرب في الكويت الى تقديم "دعمنا الصريح غير الملتبس للمقاومة الفلسطينية ورفض كل ما من شأنه التشكيك في وطنيتها وشرعيتها او اضعافها". كما اقترح الاسد على القمة ان "تتبنى رسميا وصف الكيان الصهيوني بالكيان الارهابي" خصوصا بعد الحرب في غزة. الى ذلك اعلن العاهل السعودي "عن تقديم الف مليون دولار مساهمة في البرنامج المقترح من هذه القمة لاعادة اعمار غزة". كما دعا الى تجاوز الخلافات السياسية العربية مؤكدا ان "مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة اليوم لن تبقى على الطاولة الى الابد". واضاف "ان خلافاتنا السياسية ادت الى فرقتنا وانقسامنا وشتات امرنا وكانت هذه الخلافات وما زالت عونا للعدو الاسرائيلي الغادر ولكل من يريد شق الصف العربي لتحقيق اهدافه الاقليمية على حساب وحدتنا". من جهته دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الفصائل الفلسطينية الى تشكيل حكومة وفاق وطني "تاخذ على عاتقها اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة" وذلك بعد المباشرة بحوار فلسطيني فلسطيني في مصر. كما جدد التاكيد على خيار السلام وعلى المبادرة العربية للسلام موضحا انه "جرى حديث كثير عن المبادرة العربية للسلام وهناك طالب بتشييعها رسميا وهناك من طالب بتجميدها وهناك من طالب بتفصيلها وتطويرها واننا امام خيارات ثلاث لا حرب ولا سلام وهذا لا يمكن ان نقبل به والثاني الحرب والثالث السلام ونحن مع هذا الخيار". واضاف "ينبغي ان نودع والى الابد شطب قرار دون توفير بديل افضل منه" مؤكدا "ان مبادرة السلام العربية لم تحمل بذور فنائها وانما تقصيرنا جميعا في خدمتها وتوفير اسباب القوة لها ما جعلها تتعثر". وكان امير الكويت طالب في افتتاح القمة ب"خطوات عملية لتثبيت وقف اطلاق النار" في غزة وللتوصل الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على اساس "الحقوق المشروعة" للشعب الفلسطيني. كما طالب بمواصلة الجهود العربية مع المجتمع الدولي حتى يتم تطبيق القرار 1860 بما يؤدي الى انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة. واكد الامير تبرع بلاده ب34 مليون دولار لصالح وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) وذلك لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني. وتحضر القمة التي تستمر يومين الدول العربية ال22 جميعا وتتمثل 17 منها على مستوى قادة الدول. ويحضر القمة ايضا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك اضافة الى الرئيس السنغالي عبدالله واد والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. واضافة الى مشروع قرار حول غزة ستنظر القمة في عشرة مشاريع قرارات اتفق عليها وزراء الخارجية والمالية بهدف تعزيز التعاون والتقارب اقتصاديا. ومن هذه المشاريع مشروع قرار لمخطط الربط البري العربي بالسكك الحديد ومشروع قرار الاتحاد الجمركي العربي.