أرجأ قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بآسفي، الأسبوع الماضي، إلى جلسة 26 مارس الجاري، التحقيق التفصيلي مع أربعة متهمين من أسرة واحدة، الأب وأبناؤه الثلاثة، المتهمين بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، في حق شخصين من العائلة نفسها. السجن المحلي بآسفي ويتعلق الأمر بالضحيتين عبد النبي البالغ من العمر 70 سنة، وابنه عبد الكبير البالغ من العمر 35 سنة، اللذين لقيا مصرعهما بدوار أولاد حمدان بجماعة اثنين لغيات القروية بإقليم آسفي، منتصف يناير الماضي، متأثرين بضربات قوية على مستوى الرأس تعرضا لها من طرف أفراد عائلة خال الأب المتوفى، بعد شجار كان نشب بينهما منذ ما يزيد عن عشر سنوات. وعلمت "المغربية" من مصادر مقربة أن أصل الصراع هو الإرث الذي استمرت تداعياته إلى حدود لحظة وقوع الجريمة، حيث خلفت مصرع شخصين من أسرة واحدة، ونقلت الزوجة إلى مستشفى محمد الخامس بآسفي حيث قدمت لها الإسعافات الضرورية، وخضعت لعمليتين جراحيتين، لإنقاذها من موت محقق، بعد أن تعرضت هي الأخرى لضربات عنيفة بواسطة سكاكين وآلات فلاحية، ليجري بعد تحسن وضعيتها الصحية، الاستماع إلى إفادتها من طرف قاضي التحقيق. وكانت مصادر أمنية أكدت أن الابن المتوفى فوجئ مساء يوم الحادث بأفراد من أسرة خال والده المعتقل رفقة أبنائه الثلاثة، وهم يتربصون به بموقع خلاء غير بعيد عن منزل سكن الأسرة، حيث انهالوا عليه بالضرب، قبل أن يتناهى إلى علمهم وجود الأب بموقع محاذ، وطاردوه هو الآخر ليلقى المصير ذاته الذي لقيه ابنه الهالك. واعتبر المصدر الأمني أن الخلافات بين الطرفين، ورغم تداعياتها القضائية سابقا، إلا أنها لم تسفر عن إيجاد حل يقنع جميع الأطراف سيما أن كل طرف على حدة تشبث بأحقيته في ملكية البقعة الأرضية موضوع النزاع، حيث تطور الوضع إلى قتل فردين من أسرة واحدة، واعتقل خمسة أفراد من الأسرة الثانية. وجرى الاستماع إلى إفاداتهم من طرف عناصر القسم الجنائي بالمركز الإقليمي للدرك الملكي، قبل تقديمهم أمام الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بآسفي، بحيث أصدر أمرا بالإفراج عن متهم، وإحالة المتهمين الأربعة الآخرين، أمام أنظار قاضي التحقيق، الذي أصدر قرارا بإيداعهم السجن المدني بأسفي، بتهم تتعلق بالقتل مع سبق الإصرار والترصد، والمشاركة فيه. في موضوع ذي صلة، أحال المركز القضائي للدرك الملكي باليوسفية، الخميس الماضي، شقيقين على أنظار محكمة الاستئناف بآسفي، بتهمة الجرح بواسطة السلاح الناري. وترجع تفاصيل القضية، وفق مصادر من عين المكان، إلى نزاع نشب منتصف الأسبوع الجاري، بين أفراد عائلة واحدة بدوار بن كبورة التابع لنفوذ تراب جماعة سيدي شيكر بإقليم اليوسفية، استخدم فيه السلاح الناري "بندقية صيد"، ما سبب إصابة أربعة أشخاص بشظايا السلاح المذكور. وحسب المصادر ذاتها، فقد أصيب خلال المواجهة الضحية الأول على مستوى ساقه، وعجز إثرها عن الحركة، فيما أصيب الثاني على مستوى العين، وتعرض الآخرون إلى حروق وجروح متفاوتة الخطورة على مستوى أجسادهم. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن أسباب الاعتداء تعود إلى صراع قديم بين الضحايا والمتهمين، حول مطالبة أبناء توفي والدهم خلال الشهور الماضية، بنصيبهم في الإرث من أعمامهم، وهو الأمر الذي كان الشرارة التي أشعلت لهيب الصراع العائلي، وكادت أن تؤدي إلى سقوط أرواح بشرية.