اتهم رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، فريدون عباسي، الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب معلومات مصنفة "سرية" حول برنامج إيران النووي. الرئيس الإيراني خلال زيارة سابقة لأحد المفاعلات النووية الإيرانية قال عباسي، في تصريح لتلفزيون "العالم" الإيراني، أول أمس الثلاثاء، "إن كافة التسريبات تتم بعد إطلاع الوكالة على معلومات دقيقة وتنشر في الإعلام بعيد زيارة خبرائها إلى طهران". ودعا الوكالة الدولية "إلى إعادة النظر في تعاملها مع إيران". وانتقد المسؤول الإيراني، ما وصفه ب"أداء" الوكالة الدولية للطاقة، وقال "إن أجهزتها لا تتمتع بالأمن المطلوب للحفاظ علی المعلومات السرية المتعلقة بالدول الأعضاء فيها". ودعا عباسي، من جهة ثانية، إلى ضرورة أن تأخذ المفاوضات النووية بين بلاده والوكالة "مسارا أكثر عقلانية بعيدا عن إثارة الخلافات". من جانب آخر قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن إيران ستحول بعضا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة إلى وقود لمفاعل أبحاث. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن رامين مهمان باراست قوله أول أمس الثلاثاء "هذا العمل يجري تنفيذه وكل تقاريره أرسلت إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل". وذكرت الوكالة أن المتحدث كان يرد على سؤال بخصوص تقارير إخبارية بأن إيران حولت بعضا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة إلى وقود من أجل مفاعل الأبحاث في طهران. وقال دبلوماسيون لهم مصداقية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا لرويترز إن إيران استأنفت، في ما يبدو، تحويل كميات صغيرة من اليورانيوم العالي التخصيب إلى وقود، وهي عملية إذا تم التوسع فيها قد تتيح وقتا للمفاوضات بين واشنطنوطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. وتحويل إيران بعض اليورانيوم المخصب إلى وقود يقلل مخزونها من المادة التي يمكن أن تستخدم في تصنيع أسلحة نووية وهي واحدة من الطرق لتفادي وصول الخلاف بين إيران والغرب إلى ذروة الأزمة بحلول الصيف. إلى ذلك، قالت إيران أول أمس الثلاثاء إنه يمكن الموافقة على طلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش قاعدة بارشين العسكرية بالقرب من طهران إذا تم الاعتراف بحق البلاد في امتلاك برنامج نووى. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، رامين مهمانبرست، للصحفيين في طهران "نحن على استعداد للتوصل لاتفاق شامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يشمل الاعتراف بحقوق إيران المشروعة وفى هذه الحالة يمكن أن يكون تفتيش قاعدة بارشين أحد الاتفاقيات". من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية أن وفدا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصل صباح أمس الأربعاء إلى طهران لإجراء مشاورات جديدة تتناول البرنامج النووي الإيراني . وقال كبير مفتشي الوكالة الذرية، هيرمان ناكرتس في مطار فيينا قبل التوجه إلى طهران، إن "الخلافات مستمرة وهذه المرة أيضا سنبذل جهدا كبيرا في محاولة للتوصل إلى اتفاق إطار للتحقق من برنامج إيران النووي٬ مضيفا "سنجري مفاوضات جديدة". وتأمل الوكالة التوصل إلى اتفاق يجيز لها دخول المنشآت أو الاطلاع على وثائق لتوضيح النقاط الواردة في تقريرها الذي نشر في نونبر 2011. كما تصر الوكالة بالخصوص على زيارة موقع بارتشين العسكرى قرب طهران حيث تشتبه بأن السلطات أجرت تجارب انفجارات يمكن تطبيقها في المجال النووي وتخشى أن تحاول طهران محو أي آثار لذلك. من جانبه قال علي أكبر صالحي، وزير الخارجية الإيراني، أول أمس الثلاثاء، إن إيران تأمل أن تتخذ خطوات ايجابية خلال المحادثات بشأن برنامجها النووي المقررة مع القوى العالمية في كازاخستان في وقت لاحق من الشهر الحالي. وكان يتحدث خلال زيارة إلى روسيا إحدى الدول المشاركة في المحادثات في كازاخستان.