شارك وفد مغربي من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية٬ الأربعاء المنصرم٬ في احتفال لمريدي الطريقة التجانية بمناسبة يوم "غامو" (عيد المولد النبوي الشريف) في الحضائر الدينية لتجمع التجانيين بالسنغال٬ تيفوان (شمال غرب البلاد) وباي (مركز مدينة كاولاك). وبتفوان٬ العاصمة الروحية للتجانيين المتحدرين من العائلة الكبيرة للشيخ التيجاني مالك سي٬ شارك وفد مغربي مكون من مدير ديوان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية٬ عبد اللطيف بكدوري٬ وممثل سفارة المملكة بدكار٬ في الاحتفال الرسمي، الذي يسبق الأمسية الدينية التي تخلد ذكرى المولد النبوي. وجرت الأمسية بحضور أعضاء من العائلة الكبيرة للتجاني سي٬ وعدد من وزراء الحكومة السنغالية٬ وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة بدكار وعدد من موفدي الدول العربية والإسلامية. وعلى غرار كل سنة٬ توجه عشرات الآلاف من المريدين٬ إلى تيفوان٬ الحاضرة الروحية للتجانيين السنغاليين للاحتفال بيوم "غامو"٬ الذي يعد مناسبة لأكبر تجمع للتجانيين بالسينغال. ويحتفل هؤلاء المريدون٬ الذين قدموا من جميع جهات السنغال بالعديد من المساجد والأضرحة٬ بهذه المناسبة الدينية٬ طبقا لتقاليد الطريقة التجانية الأصيلة. وبعد قراءة (البوردة) وصلوات وأذكار قبل يوم "غامو"٬ احتفل المؤمنون، ليلة الأربعاء الخميس الماضية، في لحظات من الحماس الكبير بذكرى المولد النبوي. ويجري تنظيم احتفال "غامو" بتيفوان من قبل العائلة الكبيرة للتيجاني سي٬ ومؤسس هذه الطريقة٬ الحاج مالك سي (1855-1922)٬ الذي كان من الأوائل الذين أقدموا على تخليد حفل غامو بالسنغال.وقد تفرغ طيلة حياته لخدمة الدين الإسلامي والطريقة التجانية٬ كما عمل على نشر الطريقة في السنغال وخارجه من خلال العديد من "المقدمين"٬ الذين أشرف على تكوينهم قبل إيفادهم إلى عدد من بلدان غرب إفريقيا. وتحتضن الحاضرة الروحية للتجانيين "المعهد الإسلامي لتيفوان"٬ وهو الموقع السامي الذي يحتضن العلماء البارزين للطريقة٬ لمناقشة مختلف العلوم النظرية التي تساهم في ترسيخ أسس العقيدة الإسلامية السمحة٬ من خلال منهج الطريقة التجانية. وفي مدينة كاولاك٬ حضر وفد مغربي ثان المراسم الدينية ل "غامو" التي تحتفل بها الأسرة التيجانية لنياس في "مدينة باي القديمة" لكاولاك٬ حيث كانت الأجواء الاحتفالية مماثلة لتلك التي عرفتها تفوان. وعاشت المدينة الروحية٬ التي تأسست عام 1937 من قبل شيخ الإسلام إبراهيما باي نياس٬ في جو من التقوى والتأمل٬ تخللته أناشيد دينية ودروس في الوعظ والإرشاد الديني. وجرت الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف هذه السنة تحت شعار "الإسلام: شفاء للمجتمع". ونظمت مدينة تيفوان، يوم الثلاثاء الماضي، "يوم القدس"٬ وهي تظاهرة موجهة لنصرة القضية الفلسطينية. وتميزت هذه التظاهرة بعقد ندوة دولية شارك فيها مجموعة من المثقفين والمحللين السياسيين القادمين من مختلف البلدان، من أجل تبادل الآراء ووجهات النظر حول الرهانات المرتبطة بالقضية الفلسطينية.