شارك وفد مغربي، مساء أمس الثلاثاء في تيفوان (غرب السينغال)، في تجمع ديني كبير للتجانيين أقيم بمناسبة للإحتفال ب(غامو) ذكرى عيد المولد النبوي الشريف، بحضور عدد من مريدي وأتباع هذه الطريقة. واستُقبل الوفد المغربي، الذي ترأسه السيد عبد اللطيف بكدوري أشقري مدير ديوان وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية، خلال الحفل الرسمي، من قبل الخليفة العام للعائلة التجانية السيد محمدو منصور ساي. وفي كلمة ترحيبية، حرص الناطق الرسمي باسم العائلة التجانية ساي السيد عبد العزيز ساي على الاشادة بالعلاقات العريقة القائمة بين المغرب والسينغال، مشيدا بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وجهوده الدؤوبة لتعزيز هذه العلاقات من خلال الجانب الديني، الذي يعكس الروابط العميقة بين الشعبين الشقيقين. ومن جهته، قال السيد عبد اللطيف بكدوري أشقري إن العلاقات بين الشعبين المغربي والسينغالي راسخة من خلال تاريخ الصداقة والأخوة المبنية على العقيدة الاسلامية الأصيلة المتمثلة في المذهب المالكي وفي مؤسسة إمارة المؤمنين وكذا الصوفية السنية، التي تتمثل في الطريقة التجانية، التي أسسها بالمغرب سيدي أحمد التجاني (1150-1230 ه). وخلال ليلة الثلاثاء الاربعاء، عاشت حاضرة التجانيين، التي عرفت تدفق عشرات الالاف من المريدين خلال الأيام الاخيرة، أجواء مفعمة بالروحانيات والاذكار المعروفة لدى أتباع الطريقة التجانية. كما شكل تجمع التجانيين بدكار مناسبة لثلة من مشايخ الطريقة لمناقشة المبادئ المؤسسة لها، وكذا إشعاعها العالمي، الذي يتمثل في اتساع دائرة أتباع الطريقة في مختلف أرجاء المعمور. وتحتضن الحاضرة الدينية للتجانيين "المعهد الاسلامي لتيفوان"، وهو المكان الرفيع الذي يجمع العلماء البارزين للطريقة، لمناقشة مختلف العلوم النظرية التي تساهم في ترسيخ أسس العقيدة الاسلامية من خلال الطريقة التجانية، والمساهمة في تكوين نخبة من الشباب الذين سيتولون مهمة تعزيز إشعاع الطريقة سواء في السينغال أو في مختلف دول منطقة غرب إفريقيا. وكان مؤسس الطريقة التجانية لعائلة ساي، الحاج مالك ساي (1855-1922) من الأوائل الذين أقدموا على تخليد حفل غامو (عيد المولد النبوي) بالسينغال. وقد تفرغ طيلة حياته لخدمة الدين الاسلامي والطريقة التجانية، مثله مثل الحاج عمر تال، كما عمل على نشر الطريقة في السينغال وخارجه من خلال العديد من "المقدمين" الذين أشرف على تكوينهم قبل إرسالهم إلى عدد من بلدان غرب إفريقيا. وتنظم مدينة التجانيين هذه السنة الدورة ال109 ل(غامو) تحت شعار (التضامن). وقد دعا الخليفة الحالي لعائلة التيجانين ساي، محمدو منصور ساي، السينغاليين، في خطابه بهذه المناسبة، إلى التعبير عن التضامن باعتباره "الحل الوحيد لكل مشاكل مجتمعنا".