توافد الآلاف من مريدي الطريقة التيجانية بالسينغال ومختلف بلدان إفريقيا الغربية، أمس الجمعة، على دكار للاحتفال بالذكرى ال31 "للزيارة السنوية للعائلة العمرية"، التي تعد تظاهرة دينية تنظم تحت رعاية أمير المومنين الملك محمد السادس ويشارك وفد مغربي، يرأسه عبد اللطيف بكدوري أشقري، مسؤول بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في هذا التجمع الديني الذي يلتئم في باحة المسجد العمري الكبير بالعاصمة السينغالية . ويشكل هذا التجمع الديني فرصة لاستحضار حياة وأعمال خليفة الطريقة التيجانية العمرية، سيدو نورو تال، سليل عائلة كبيرة من العلماء الذين كرسوا حياتهم لنشر تعاليم الإسلام على نطاق واسع في دول إفريقيا جنوب الصحراء. وحسب المنظمين، فإن تجمع "الزيارة السنوية" للعائلة العمرية يشكل مناسبة لالتئام شمل العديد من مريدي هذه الطريقة في جو يطبعة الخشوع والورع. كما يروم التجمع تعزيز وترسيخ القيم التي تجسدها الطريقة التجانية المتشبعة بروح تعاليم الإسلام الأصيلة والسمحة والمنفتحة، وذلك لدى الأجيال الشابة. وفي هذا الصدد، يؤكد المنظمون أن الطريقة التجانية، التي تستند على التقوى والفهم الحكيم للتعاليم والقيم الدينية، شكلت على الدوام أساس العلاقات العريقة القائمة بين المغرب والسينغال، مذكرين بمختلف المبادرات التي قام بها الملك محمد السادس والرامية إلى تفعيل هذا البعد الروحي للعلاقات بين البلدين الشقيقين والمساهمة في مزيد من الإشعاع للطريقة التيجانية في القارة الإفريقية. وداخل خيمة كبيرة أقيمت بباحة المسجد العمري بدكار، أقام الآلاف من التجانيين الصلوات والأذكار، تخليدا لذكرى الشيخ سيدي أحمد التيجاني (1150 - 1230 هجرية)، مؤسس الطريقة، وتنويها بعمل مريديه، الذين حملوا المشعل من أجل نشر أقوال الشيخ وقيم الإسلام في العديد من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.