خلقت الدورة الرابعة لتظاهرة "السوق المغربي للصناعة التقليدية"٬ الحدث في خمس مدن إنجليزية، حيث ساهمت بشكل كبير في خلق أجواء البهجة والاحتفال، ولاسيما في ظل تزامنها مع احتفال الإنجليز بأعياد الميلاد المجيد، ورأس السنة الميلادية. يعرف "السوق المغربي للصناعة التقليدية"، التي ينظم في مدن بيتر باراه وليدز وليفربول وشفيليد وغينزباراه٬ خلال الفترة من 13 نونبر و28 دجنبر الجاري٬ مشاركة أزيد من ثمانين صانعا تقليديا. وتحظى التظاهرة، التي تنظمها وزارة الصناعة التقليدية ومؤسسة "دار الصانع"، بشراكة مع سفارة المغرب بالمملكة المتحدة٬ بإقبال منقطع النظير من لدن مختلف الزوار الإنجليز٬ الذين عبروا عن إعجابهم وانبهارهم بمنتوجات الصناعة التقليدية المغربية٬ حيث اغتنموا هذه المناسبة لاقتناء الهدايا الخاصة باحتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية. وشكل "السوق المغربي للصناعة التقليدية"٬ مناسبة لصناع تقليديين ينتمون إلى مدن طنجة والصويرة ومراكش وأكادير والرباط ووزان وآسفي والدارالبيضاء ...الخ٬ لعرض أجمل وأحدث ابتكاراتهم في مجالات تهم بالخصوص المصنوعات الجلدية والفخار والفضة والنحاس والخشب والزرابي. وساهمت مختلف الفرق الموسيقية الفلكورية المغربية٬ من جانبها٬ في إضفاء أجواء احتفالية على هذه التظاهرة، ودفعت العديد من البريطانيين إلى السعي إلى التعرف بشكل أكبر على التراث والثقافة المغربية الأصيلة. فقد تجاوزت هذه التظاهرة طابعها التجاري إلى كونها تشكل مجالا للانفتاح الثقافي والتلاقح الفكري والاجتماعي بين الشعبين المغربي والبريطاني٬ في وقت أضحت الصناعة التقليدية وسيلة مهمة من وسائل التعريف بالمغرب وتراثه وحضارته العريقة. ويعتبر المنظمون أن النجاح الكبير، الذي لاقته فعاليات "السوق المغربي للصناعة التقليدية"٬ يجعل من هذه التظاهرة مناسبة مهمة للانفتاح على السوق البريطاني٬ ما يساهم بالتالي في إنعاش الصناعة التقليدية المغربية واستمراريتها وتحسين دخل الصناع المشاركين. وأشار عبد الصمد قيوح، وزير الصناعة التقليدية٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ بمناسبة زيارته ل "السوق المغربي للصناعة التقليدية" بمدينة بيتر باراه٬ إلى أن هذه التظاهرة تشكل مناسبة جيدة للتعريف بمنتوجات الصناعة التقليدية المغربية٬ خاصة أنها تتزامن مع احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية. وشدد على أن السوق البريطاني يعد فرصة للتعريف بالأصالة المغربية، من خلال منتوجات الصناعة التقليدية٬ وبالتالي تقريب المستهلك الإنجليزي المعروف بقدراته الاستهلاكية. وأبرز أن تنظيم هذه التظاهرة يندرج في إطار السياسة، التي تنهجها وزارة الصناعة التقليدية سواء في ما يخص دعم وتشجيع فئة الصناع التقليديين الفرادى لتقوية قدراتهم على البيع٬ مشيرا إلى أن الدورة الثالثة للسوق المغربي، التي نظمت صيف هذه السنة سجلت تحقيق مبيعات فاقت عشرة ملايين درهم. وفي سياق الجهود المبذولة من أجل تحسين جودة منتوج الصناعة التقليدية الوطنية٬ أكد عبد الصمد قيوح، أن برنامج عمل الوزارة، برسم سنة 2013 سيعرف إعطاء انطلاقة العمل ب "الشارة الوطنية"٬ التي تشكل ضمانة إضافية للمستهلك الأوربي ولاسيما منه الإنجليزي بخصوص معايير الصحة والسلامة المنتوج. من جانبه اعتبر، عبد الله عدناني، مدير دار الصانع٬ في تصريح مماثل٬ أن الدورات الثلاث السابقة للسوق المغربي للسوق التقليدية شهدت مشاركة أزيد من 240 صانع تقليدي٬ مشيرا إلى أن الدورة الحالية تعد تكريسا للنجاح الذي شهدته الدورات السابقة. وأبرز أن هذه المبادرة، التي تسعى إلى الانفتاح على السوق البريطاني، تأتي في إطار الجهود المبذولة لترويج الصناعة التقليدية والنهوض بها٬ مشيرا إلى أن الصناع التقليديين المشاركين فيها عبروا عن ارتياحهم للتعامل مع الزبون البريطاني، الذي يقبل بشكل كبير على منتوجاتهم. وشدد عدناني على سعي "دار الصانع" إلى مواصلة العمل في إطار التكوين المستمر والتكوين بالتدرج، من أجل ضمان أعلى مستويات الجودة في منتوجات الصناعة التقليدية المغربية، وبالتالي القدرة على مواجهة المنافسة الشرسة على الصعيد الدولي. أما عزيز أفقير، مدير تظاهرة "السوق المغربي للصناعة التقليدية" بالمملكة المتحدة٬ فأبرز من جانبه الترحيب الكبير، الذي لاقته هذه التظاهرة من لدن الزوار البريطانيين وعمداء المدن والمسؤولين المحليين وتلاميذ المؤسسات التعليمية، التي تستفيد من عروض خاصة بهم. وأبرز أنه بعد أكثر 18 سنة من العمل في مجال الصناعة التقليدية المغربية في بريطانيا٬ "يسعدني العمل في إطار هذه التظاهرة الكبرى، من أجل تمكين الصناع التقليديين المغاربة من تقديم منتوجاتهم الرائعة وقدراتهم الكبير في هذا المجال للبريطانيين". ونوه أفقير بجهود وزارة الصناعة التقليدية وسفارة المغرب ببريطانيا، من أجل ضمان جميع الوسائل الكفيلة بنجاح هذه التظاهرة٬ مشيرا إلى أنه سيجري العمل، خلال الدورات المقبلة، على الانفتاح على مدن انجليزية أخرى، ولاسيما منها لندن ومانشستر وبارث. وأشار مدير السوق المغربي للصناعة التقليدية إلى أن النجاح الكبير، الذي لقيته هذه التظاهرة ومساهمتها في خلق أجواء احتفالية دفعت العديد من المدن الانجليزية إلى التعبير عن استعدادها لاحتضان التظاهرة مستقبلا. وكان عمدة مدينة بيتر باراه، جورج سيمونس٬ عبر خلال لقاء جمعه بعبد الصمد قيوح، وزير الصناعة التقليدية٬ عبر عن سعادته البالغة باحتضان الصناعة التقليدية المغربية٬ وارتياحه للتعاون المغربي البريطاني. وعبر سيمونس٬ في معرض إشادته بجودة الصناعة التقليدية المغربية٬ وعبر عن ارتياحه، لأن السوق المغربي ساهم في خلق أجواء جيدة واحتفالية بمناسبة رأس السنة وأعياد الميلاد المجيد. وتتوزع فعاليات الدورة الرابعة للسوق المغربي للصناعة التقليدية ما بين مدن بيتر باراه (خلال الفترة من 5 إلى 28 دجنبر) وليدز (من 18 نونبر إلى 28 دجنبر) وليفربول (22 نونبر إلى 22 دجنبر) وشفيليد (18 نونبر إلى 28 دجنبر) وغينزباراه (13 نونبر إلى 24 دجنبر). وكانت الدورات الثلاثة الأولى نظمت سنتي 2011 و2012، وجابت 13 مدينة إنجليزية مختلفة.