وقع عبد الصمد قيوح وزير الصناعة التقليدية وريكاردو ميليشيوو نفارو رئيس حكومة كابيلدو تينيريفي اتفاقية لوضع شراكة للتعاون بين البلدين في مجال الصناعة التقليدية حيث يقترح الطرفان تهييئ مبادرات لتعزيز العلاقات في مجال تبادل الخبرات والتسويق والتكنولوجيا التطبيقية في قطاع الصناعة التقليدية بهدف الرفع من التنافسية الكبيرة التي تعرفها الاسواق الدولية. كما تنص الاتفاقية أيضا على تبادل التجارب في مجال التكوين وتبادل المعلومات حول مواضيع ذات اهتمام مشترك من قبيل تمويل مشاريع ومبادرات في قطاع الصناعة التقليدية. وكان المغرب قد حل ضيفا شرف على الدورة الثانية لمعرض القارات الثلاث للصناعة التقليدية٬ الذي افتتح أمس السبت بسانتا كروز بتنيريفي بحضور وفد مغربي يقوده وزير الصناعة التقليدية. وقال قيوح خلال حفل افتتاح هذه التظاهرة التي تستمر إلى غاية 14 أكتوبر الجاري٬ إن المشاركة القوية للمغرب خلال هذه الدورة تشهد على جودة العلاقات القائمة بين المغرب وإسبانيا وتبرز الروابط "التاريخية والاستراتيجية" التي تجمع البلدين. وأضاف الوزير أن حضور الصناعة التقليدية من قارات أوربا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية بهذا المعرض يؤكد بشكل ملموس الاهتمام المتنامي الذي يولى لهذا القطاع وللفنون الشعبية باعتبارها قاطرات لا غنى عنها لتعزيز روابط الشراكة الاقتصادية وتلاقح الثقافات. وبخصوص الصناعة التقليدية المغربية٬ قال قيوح إن هذا القطاع استطاع خلال السنوات الأخيرة تأمين " اندماجه الفعلي داخل النسيج الاقتصادي الوطني كقطاع يوفر مناصب شغل ويدر الثروات والدخل القار"٬ موضحا أن هذا القطاع يشغل حاليا 2,3 مليون صانع تقليدي أي 20 في المئة من الساكنة النشيطة للمغرب والتي يتمركز ثلثها في الوسط القروي برقم أعمال يقدر بنحو 80 مليار درهم٬ 17 مليار منها تهم الصناعة التقليدية ذات المحتوى الثقافي القوي. وذكر بأن هذه المؤشرات الواعدة والباعثة على الأمل في مستقبل قطاع الصناعة التقليدية لم تكن لتتحقق لولا الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس الذي أمر بوضع استراتيجية تنموية للقطاع أطلق عليها "رؤية 2015" والتي وقع عقد برنامجها في 20 فبراير 2007 تحت الرئاسة الفعلية لجلالة الملك . وأعرب الوزير عن أمله في أن تسهم هذه الدورة في التقريب بين القارات الثلاث "الغنية بثقافاته ولا سيما في زمن الأزمة العالمية التي تدعو الجميع للعمل يدا في يد وترجمة الجهود لتطوير قطاع الصناعة التقليدية". وخلال حفل الافتتاح٬ الذي حضره على الخصوص رئيس الحكومة الكنارية٬ أشاد المسؤولون الكناريون بالمشاركة القوية للمملكة في هذه الدورة٬ مؤكدين العلاقات الممتازة التي تربط المغرب بجزر الكناري٬ كما عبروا عن إعجابهم بإبداع الصانع المغربي وجودة المنتوجات المعروضة التي تبرز خبرته في مجالات الفخار والسيراميك والزليج والتطريز التقليدي والمجوهرات والجلد وحياكة الزرابي والخشب والملابس التقليدية. ويمتد رواق المغرب في هذه التظاهرة على مساحة 500 متر مربع. ومن المنتظر أن يشارك فيها نحو 240 صانعا تقليديا من القارات الثلاث.