اعتبر عبد الصمد قيوح وزير الصناعة التقليدية أن المغرب يعد بلدا رائدا في مجال الصناعة التقليدية بالنسبة للبلدان العربية٬ مبرزا أن المغرب يتطلع للاستفادة من التجربة المغربية في هذا المجال وكذا العمل على تبادل التجارب والخبرات وإرساء شراكات بين الديوان الوطني للصناعات التقليدية بتونس ودار الصانع بالمملكة المغربية، وأكد قيوح، أمس الجمعة بالرباط٬ على هامش مباحثات مع بشير زعفورى وزير التجارة والصناعات التقليدية التونسي٬ على أهمية العلاقات التي تجمع بين البلدين لا سيما في ظل التحولات والاصلاحات العميقة التي عرفها كلا البلدين والتي ستسهم في تعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات. وقدم الوزير بهذه المناسبة لمحة عامة عن مؤهلات الصناعة التقليدية بالمغرب وبرامج التكوين المتعددة التي تستهدف شريحة كبرى من المواطنين لاسيما الشباب وكذا جهود الوزارة للحفاظ على الصناعات التقليدية المهددة بالانقراض٬ مبرزا أن الحكومة المغربية تولي أهمية كبرى للصناعة التقليدية لاسيما عبر رؤية 2015 الرامية الى تطوير الصناعة التقليدية والنهوض بمنتوجات الصانع التقليدي. وأشار قيوح في هذا السياق الى أن الوزارة أعدت مشروع قانون ينص على ضرورة استعمال نسبة محددة من منتوجات الصناعة التقليدية في البنايات العمومية وذلك بهدف تشجيع الصناع التقليديين والنهوض بالقطاع في شموليته والحفاظ على الطابع المعماري المغربي . يذكر أن وزير الصناعة التقليدية٬ عبد الصمد قيوح أجرى مفاوضات مع الوزير التونسي همت سبل تعزيز وتطوير التعاون القائم بين البلدين في مجال الصناعة التقليدية، وتناولت المباحثات بين الوزيرين أيضا مختلف الجوانب المرتبطة بتطوير الشراكة بين البلدين وتشجيع المهنيين على إقامة شراكات في مجال الصناعة التقليدية وتقوية التعاون بالنسبة لترويج منتوجات الصناعة التقليدية وكذا تقاسم وتبادل التجارب والخبرات في هذا المجال. وينص مشروع البرنامج التنفيذي لاتفاق التعاون في مجال الصناعة التقليدية بين البلدين٬ الذي سيتم توقيعه اليوم بمناسبة انعقاد اللجنة المشتركة المغربية التونسية ٬ على التنسيق بين البلدين في مجال التصدي لظاهرة تقليد منتوجات الصناعة التقليدية وكذا في مجال مراقبة الجودة والمواصفات فضلا عن إمكانية المشاركة عبر جناح موحد في إحدى التظاهرات العالمية المختصة في هذا المجال . وبخصوص تبادل التجارب والخبرات٬ يؤكد المشروع البرنامج على تبادل المعلومات حول نتائج البحث والدراسات المنجزة حول الصناعات التقليدية في كلا البلدين وتبادل التجارب والخبرات في مجالات القرى الحرفية والمؤسسات الحرفية النموذجية الى جانب مجالات الجودة والاتصال والتسويق٬ وكذا برمجة زيارات ميدانية بين المسؤولين عن قطاع الصناعات التقليدية بالبلدين للاطلاع على تجربة كل بلد في المجالات ذات العلاقة بهذا القطاع. كما ينص على تشجيع المهنيين من كلا البلدين على إقامة شراكة بينهم من خلال وضع مشاريع مشتركة٬ وحث الديوان الوطني للصناعات التقليدية بتونس ودار الصانع بالمملكة المغربية على دراسة إمكانية إقامة اتفاقية توأمة بينهما٬ والعمل على تنظيم ندوة سنوية مشتركة في مجال الصناعات التقليدية بالتناوب بين البلدين. ولتنفيذ هذا البرنامج سيتم تكوين لجنة فنية مشتركة يوكل إليها إعداد التصورات والمقترحات العملية لتنفيذ برامج العمل بين البلدين في مجال متابعة تنفيذ البرامج والخطط المتفق عليها تجمع مرة في السنة.