أعلن عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر عن بدء عمليات ضبط الخنزير البري، في إطار استراتيجية وضعتها المندوبية للتحكم في تكاثر الخنزير البري بالنقط المتضررة والتي وصل عددها إلى أكثر من 300 نقطة من أجل وضع حد للخسائر، التي يتسبب فيها هذا الحيوان، وبرمجة أكثر من 800 عملية إحاشة بميزانية تقدر بمبلغ 4 ملايين و95 ألف درهم. وأشار الحافي، في لقاء عقده أمس الخميس بالرباط، إلى أن الإحاشات، التي نظمت سنة 2012 بلغت 1945 إحاشة، مع 8 آلاف و800 خنزير، بزيادة 71 في المائة مقارنة مع سنة 2011. وأفاد الحافي أن إشكالية الخنزير ليست مقتصرة على المغرب، بل تعانيها كل دول البحر الأبيض المتوسط وأمريكا وفرنسا، التي قال إن أعداد الخنزير فيها تتسبب في أزيد من 20 ألف حادثة سير إلى جانب خسائر فلاحية. وأوضح المندوب السامي أن تزايد أعداد الخنزير ناتج عن اختلالات في النظم البيئية، بسبب انقراض حيوانات مفترسة كانت تعد عنصرا في التوازنات البيئية، وكذلك اختلالات مناخية تسببت في الجفاف، ما أدى إلى انعدام مصادر التغذية والماء في محيط هذه الحيوانات، ما يجعلها تلجأ إلى المحاصيل الزراعية. وللحد من تكاثر الخنزير البري، أوضح الحافي أن المندوبية السامية عملت على اتخاذ مجموعة من التدابير، إلى جانب شركائها في وزارة الداخلية، والدرك الملكي، ووزارة الفلاحة والصيد البحري، والجامعة الملكية المغربية للقنص، وجامعة الغرف الفلاحية، والمعهد العلمي، من أجل تحقيق هدفين في آن واحد، ويتعلق الأمر بالتحكم في الخنزير البري والحد من أخطاره وأضراره، ثم المحافظة على التنوع البيولوجي، وعلى التوازنات الطبيعية. وتهم هذه التدابير، حسب المندوب السامي، وضع خطة لتحديد المواقع الأكثر تضررا من الخنزير البري وتحديد نوع التدخلات المطلوبة، وتبسيط وتسهيل الإجراءات الإدارية، واعتماد مخطط للصيد ولتدبير الطرائد، والعمل على تحسين عمليات الإحاشة، وتعزيز التدابير الأمنية، والتدخل بفاعلية من أجل تنظيم تكاثر الخنزير البري بالمحميات والمناطق المحمية وتحسين عملية التواصل. من جهته، قال محمد السعيدي، رئيس مصلحة القنص بالمندوبية السامية للمياه والغابات، إن تنفيذ خطة العمل ترتكز على إعداد خريطة النقط السوداء وبرنامج الإحاشات، مشيرا إلى أنه تبين، من خلال تحليل المعطيات المتوفرة لتحديد هذه النقط السوداء، أن هناك 302 نقطة سوداء، و818 إحاشة وطنيا، بكلفة بلغت 4،9 ملايين درهم. وعلى مستوى الجهات، حددت 62 في المائة من النقط السوداء بجهات الجنوب الغربي، والشمال الشرقي، والأطلس الكبير، والشرق، والأطلس المتوسط، فيما حددت 39 في المائة من هذه النقط السوداء بجهة الجنوب الغربي. وخلص السعيدي إلى أن خطة التحكم في أعداد الخنازير تنبني على أسس علمية، تعتمد على وضع برنامج يرتكز على حلول معتمدة على المستوى الدولي، ووضع برنامج مبني على أساس الشراكة، من أجل نجاعة الإجراءات المتخذة، إلى جانب وضع الخنزير في خانة الأصناف الضارة.