بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تعزية إلى أفراد أسرة المرحوم محمد علاء الدين كيالي القنصل الشرفي للمملكة المغربية بحلب، الذي اغتيل مساء أول أمس الثلاثاء، إثر إطلاق مسلحين الرصاص عليه في أحد شوارع هذه المدينة. ومما جاء في هذه البرقية "تلقينا ببالغ التأثر والأسى، وشديد الاستنكار، نبأ اغتيال المرحوم محمد علاء الدين كيالي، الذي استهدفته أيادي الإثم والعدوان، تقبله الله في عداد الشهداء من عباده المنعم عليهم بالجنة والرضوان". وأعرب جلالة الملك لأفراد أسرة الفقيد، ومن خلالهم للشعب السوري الشقيق، "باسم المملكة المغربية، ملكا وشعبا عن إدانتنا القوية لهذا الاعتداء الإجرامي المقيت، الذي يتنافى مع تعالم ديننا الإسلامي الحنيف، وتنبذه كل الديانات السماوية والمبادئ الإنسانية، والمثل الديمقراطية"، مؤكدا جلالته "وقوف المغرب الدائم إلى جانب الشعب السوري الأبي، من أجل تحقيق تطلعاته المشروعة إلى الحرية والديمقراطية والكرامة، والحفاظ على سيادة سورية، ووحدتها الوطنية والترابية". وقال جلالة الملك "وإننا إذ نستشعر معكم فداحة الرزء الذي أصابكم، لنستحضر¡ بكل تقدير، ما كان يتحلى به الفقيد العزيز من نبل وشهامة ودماثة خلق ومن خصال المناضلين المخلصين لوطنهم، إذ كان من خيرة أبناء سورية البررة الذين نذروا حياتهم للدفاع عن المصالح العليا لشعبهم الأصيل". وأكد جلالة الملك أن رحيل الفقيد الكبير يعد خسارة فادحة للمغرب أيضا، لما كانت تربطه، رحمه الله، ببلده الثاني من وشائج المودة والتعلق والوفاء، حيث كان صديقا مخلصا، شديد الحرص على تعزيز أواصر الأخوة والتقدير والتضامن بين الشعبين الشقيقين السوري والمغربي. كما أعرب جلالة الملك، بهذه المناسبة المحزنة، لأرملة الفقيد الفاضلة ولأنجاله البررة ومن خلالهم لكافة أهلهم وذويهم عن أحر تعازيه وأصدق مواساته وتعاطفه معهم في هذا المصاب الجلل الذي لا راد لقضاء الله فيه، متوجها بالدعاء إلى الله عز وجل أن يعوضهم عن فقدانه جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يتغمد الفقيد المبرور بواسع رحمته وغفرانه ويجزل ثوابه على ما قدم بين يدي ربه من أعمال مبرورة وأن يسكنه فسيح جنانه.