اختار منظمو مهرجان الفيلم الدولي بمراكش "خيل الله" لنبيل عيوش، و"زيرو" لنورالدين لخماري، لتمثيل المغرب في الدورة الثانية عشرة لمهرجان مراكش الدولي للفيلم نورالدين لخماري رفقة طاقم 'زيرو' بمراكش (سوري) والذي تتواصل فعالياته حتى بعد غد الجمعة، لقيمتهما الفنية العالية، إذ يتوفران على جميع عناصر الفرجة السينمائية، ويتناولان موضوعين حساسين بطريقة شجاعة٬ ومهارة عالية في المزج بين الواقع والخيال. وقال نورالدين الصايل، نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان، إن اختيار فيلمين مغربيين للمشاركة في المسابقة الرسمية لا يرتبط بجنسية الفيلمين٬ بل بقيمتهما الفنية المتميزة، موضحا في ندوة صحفية أن "يا خيل الله" لنبيل عيوش و"زيرو" لنور الدين الخماري استحقا عن جدارة المشاركة في مسابقة المهرجان بالنظر إلى مستواهما التنافسي٬ ما يعكس تطور السينما المغربية، التي باتت قادرة على خوض غمار المنافسة على أعلى مستوى، ما أهل فيلم نبيل عيوش للحصول على العديد من الجوائز الدولية، كان آخرها جائزة أفضل مخرج عربي من مهرجان الدوحة، فضلا عن تتويجه بخمس جوائز أخرى، من أبرزها جائزة "فرنسوا شالي" من "كان". وفي حديثه عن نجاح الفيلم خلال عرضه في مراكش، قال عيوش، في حديث إلى "لمغربية"، إن أسباب نجاح الفيلم تعود إلى اللمسة الإنسانية، التي تتمثل في الصدق في التعامل مع شخوص الشريط، مؤكدا أن تفجيرات الدارالبيضاء لم تكن محور اهتمامه، بقدر ما كان يهمه الشباب الذين نفذوها، إذ حاول النفاذ إلى دواخلهم، لمعرفة الأسباب الموضوعية والذاتية التي حولتهم إلى "انتحاريين". وأضاف عيوش أن ما يهمه كسينمائي، من هذا الفيلم الذي بلغت تكاليف ميزانيته حوالي 2.5 مليار سنتيم، هو رصد الواقع، من خلال حالات إنسانية مثل حالة هؤلاء الشباب ومدى تأثرهم بالمجتمع الذي ساهم في تحويلهم إلى انتحاريين، مبرزا أن التهميش والبؤس مسؤولان عن التطرف في فيلم "خيل الله". من جهته، قال نورالدين الخماري، مخرج فيلم "زيرو"، الذي سيعرض غدا الخميس، في المسابقة الرسمية للمهرجان، في حديث مماثل ل"المغربية"، إن فيلمه، الذي تعدت تكاليف إنتاجة 1.5 مليار سنتيم، يوجه رسالة مفتوحة للمجتمع، لمنح الشباب الفرصة لإبراز قدراتهم، في جو يملأه الحب، الذي افتقدناه بسبب الضغوطات الاقتصادية الصعبة، في إشارة إلى أن "الزيرو"، الذي يشير إلى العدم، يمكن أن يشير، أيضا، إلى التغيير، إذ يمكن ل "الزيرو يمكن أن يتحول إلى هيرو". وأكد الخماري أن فيلم "زيرو" يشارك فيه نخبة من الممثلين المغاربة، أمثال يونس بواب، ومحمد مجد، وصلاح الدين بنموسى، وعزيز داداس، ورفيق بوبكر، وراوية، وبشرى أهريش، ومريم الزعيمي، ووداد إلما، وآخرين، فضلا عن مشاركة ممثلين جدد سيظهرون لأول مرة على الشاشة الفضية. ويحكي الفيلم قصة مفتش شرطة ملقب ب"زيرو" يعيش حياة مليئة بالصراعات والمشاكل الناتجة عن ظروف اجتماعية ومادية قاسية ستجعل منه شخصية سلبية وعنيدة، ما يؤثر على مستقبله المهني، إذ يتعامل معه رؤساؤه في العمل باستخفاف، ويكلفونه بمهمة روتينية من خلال تدوين محاضر الشكايات. كل هذه الصعوبات تولد لديه حقدا وعدم رضى وتدفعه للخروج عن القانون، وبالتعاون مع صديقته "ميمي" يبدأ في استغلال زبناء الليالي الحمراء، كنوع من الانتقام من المجتمع الذي ظلمه، لكنه يقرر الخروج من عالم الفساد الذي يتخبط فيه.