قررت إدارة مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إدراج الفيلم المغربي "عود الورد" للمخرج لحسن زينون ضمن فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان، في فقرة الوصف السمعي الخاص بالمكفوفين وضعاف البصر والتي يقدمها المهرجان كل سنة بالتعاون مع قناة "آرتي" الفرنسية الألمانية والمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين. ويكرس المهرجان تركيزه على البعد الاجتماعي والإنساني، من خلال مواصلة إدراج أفلام بتقنية الوصف السمعي البصري للسنة الخامسة على التوالي. وحسب عدد من المهتمين، فإن التزام مؤسسة المهرجان بهذا المشروع ونجاحه لخمس سنوات متتالية، دليل على الاهتمام بهذه الفئة، خاصة بعد أن عبر صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان، عن أمله في تخليد هذا المشروع الذي سيصبح واحدا من أهم مواعيد المهرجان خلال مستقبل الدورات. ويعد فيلم "عود الورد" أول الأعمال السينماية للمخرج المغربي، لحسن زينون، الذي كان مختصا في تصميم الرقصات الكوريغرافية لعدد من الفرق العالمية والمغربية، قبل أن يقتحم مجال السينما، من خلال مجموعة أفلام قصيرة. وقدم هذا الفيلم الروائي الطويل سنة 2007، واختار مدينة مكناس التاريخية مكانا لأحداثه، وحاول من خلاله الربط بين الموسيقى وقهر المرأة، التي تحاول من خلال فطنتها وذكائها اتخاذ الموسيقى وسيلة لتحرير روحها وجسدها من حياة العبودية. ويحكي الفيلم قصة الفتاة "عود الورد"، التي تجسدها الممثلة سناء العلوي، إذ يقع اختطافها في منطقة بعيدة وتجلب من طرف بائعي الرقيق لتباع لأحد الأثرياء (الممثل محمد مفتاح)، فتتعرف "عود الورد" على فن الموسيقى داخل قصره الفاخر وولعه بالموسيقى الأصيلة واللحن الشجي، وتتلقى على يديه أصول الموسيقى والعزف على آلة العود، وفي النهاية، تتفوق التلميذة على أستاذها أداء وحضورا، خصوصا وسط مدعويه من الأعيان، فيفتن بها ويقرر الزواج بها. ويشارك في بطولة العمل الفنانة ثريا جبران والراحل حسن الصقلي، بالإضافة إلى شمس الدين زينون، ابن لحسن زينون. يذكر أن فيلم "عود الورد" فاز بثلاث جوائز خلال الدورة التاسعة للمهرجان الوطني السينمائي بطنجة لسنة 2007، إذ توجت بطلة العمل بجائزة أحسن دور نسائي، وحازت الممثلة حنان الزهدي جائزة أحسن دور ثانوي نسائي، بالإضافة إلى جائزة أحسن صوت، كما شارك الفيلم ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة فى الدورة الرابعة عشرة لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، وعرض خلال فعاليات الأسبوع الثقافي المغربي، الذي نظم في إطار احتفالية "الدوحة عاصمة للثقافة العربية" سنة 2010. وبخصوص الفيلمين المغربيين المشاركين في المسابقة الرسمية ففيلم "يا خيل الله" هو إنتاج مشترك بين فرنسا والمغرب وبلجيكا، تبدأ أحداثه في مطلع التسعينيات، ويرصد الفيلم العملية الإرهابية التي وقعت سنة 2003 بمدينة الدارالبيضاء، عندما فجر مجموعة من الشباب أنفسهم في ملهى ليقتلوا كل من فيه بدعوى الدفاع عن الإسلام، ويدين الفيلم الإرهاب المسلح الذي يرتدي زي الإسلام. وعرض هذا العمل في مسابقة "نظرة خاصة" من برامج مهرجان كان الرسمية لهذه السنة. أما الفيلم الجديد لنورالدين لخماري "زيرو"، الذي يشارك في بطولته عدد كبير من الممثلين المغاربة كصلاح الدين بنموسى، وعزيز داداس، ورفيق بوبكر، وبشرى أهريش، ومريم الزعيمي، والممثلة الشابة وداد إلما، بالإضافة إلى وجوه جديدة، فيناقش قضية الفقر وقساوة المجتمع المغربي، خصوصا بمدينة الدارالبيضاء، حيث تجري أطوار القصة. وسبق لنورالدين الخماري أن تقدم بترشيحه للجنة المهرجان بفيلمه الناجح "كازا نيڭرا" في الدورة الثامنة، لكن الفيلم لم يدخل ضمن القائمة النهائية للأفلام المرشحة للفوز.