تشير الوضعية الوبائية للسيدا في المغرب إلى وجود 29 ألف شخص لا يعلمون بحملهم فيروس فقدان المناعة المكتسب- السيدا، في حين وصل عدد المتعايشين مع الفيروس، المصرح بهم رسميا لدى وزارة الصحة، إلى 6 آلاف و826 شخصا، منذ اكتشاف الداء لأول مرة في المغرب عام 1986 وإلى حدود يونيو الماضي. أطفال يشاركون في حملات تحسيسية ضد تفيد المعطيات الرسمية أن 51 في المائة من الأشخاص المتعايشين مع الفيروس هم من فئة الشباب، بين 15 و30 عاما، وأن 67 في المائة من الإصابات الجديدة تسجل عند الفئات الأكثر عرضة، وعند شركائهم الجنسيين. وبلغت نسبة الإصابة، بشكل عام، 0.1 في المائة، إلا أن معدل الإصابة بين متعاطي المخدرات في منطقة الناظور وصل إلى 22.5 في المائة، و5 في المائة في أوساط عاملات الجنس في جهة سوس ماسة درعة. ولرفع الوعي بالداء والتحسيس بمخاطره الصحية، أعلنت جمعية محاربة السيدا، أول أمس الثلاثاء، في لقاء صحفي بالدارالبيضاء، عن تنظيم حملة للتحسيس ولجمع التبرعات، المعروفة اختصارا ب"سيداكسيون- المغرب"، بين 6 و31 دجنبر المقبل، اختير لمحورها موضوع الشباب، ستنظم بالموازاة معها محاضرات داخل المؤسسات التعليمية، وإطلاق حملة لجمع التبرعات موجهة للتلميذات والتلاميذ، ببيع شارات التضامن، وأخرى موجهة للآباء للانخراط في التبرعات المقترحة. وكشف اللقاء عن أن الحملة، التي تنظم في نسختها الرابعة، سيصاحبها تنظيم سهرة تلفزيونية للمنوعات، وبث نداءات لجمع التبرعات، تدوم حوالي ثلاث ساعات، يوم 14 دجنبر المقبل على القناة الثانية الأرضية والفضائية. وتهدف الحملة، حسب المنظمين، إلى تحسيس المواطنين بمخاطر السيدا، وجمع التبرعات لدعم برامج المحاربة الوقاية والتكفل بالأشخاص المتعايشين مع فيروس السيدا، ومجابهة الوصم والتمييز الذي يتعرض له حاملو الفيروس والفئات الأكثر عرضة. وذكّر فاعل جمعوي، في تصريح ل"المغربية"، بأهداف الدورة السابقة لسيداكسيون، موضحا أن الجمعية كانت ترمي إلى جمع التبرعات لإجراء مليوني تحليل طبي للكشف عن الإصابة أو السلامة من فيروس السيدا، لخفض ضعف الإقبال على إجراء تحاليل الكشف المبكر، إذ لا يتجاوز العدد 40 ألف تحليل سنوي. يشار إلى أن قيمة التبرعات التي تلقتها جمعية محاربة السيدا، خلال سهرة "سيداكسيون المغرب 2010 على القناة الثانية، بلغت 13 مليون درهم، خصصت 4 ملايين درهم منها لدعم المؤسسات الشريكة للجمعية، العاملة في مجال محاربة السيدا. واستفاد من خدمات الجمعية، خلال سنة 2011، أزيد من 46 ألف شخص من التحليلات الخاصة بالسيدا، بينما استفاد أزيد من 90 ألف شخص، لأول مرة، من خدمات الوقاية عن قرب، كما استفاد أزيد من 93 ألفا من الأشخاص الأكثر عرضة للداء، للمرة الثانية، من خدمات الوقاية عن قرب. وينضاف إلى ذلك، استفادة 42 ألف شخص من عموم المواطنين من خدمات الوقاية والتحسيس، مع تمكن الجمعية من الوجود في 9 مراكز استشفائية سنة 2011، بعد أن كانت توجد في مركزين فقط سنة 2004.