سجل المركز المغربي للتسممات واليقظة الدوائية إصابة 4 آلاف و155 حالة تسمم بواسطة المنتجات الصناعية المستعملة لأغراض منزلية بين سنتي 1980 و2009، وتسببت التسممات العرضية في وفاة 25 حالة، بينما توفي 17 شخصا بسبب التسممات المقصودة بواسطة هذه المنتجات بغرض الانتحار. وتشكل التسممات بواسطة المنتجات الصناعية 5.3 في المائة من مجموع التسممات المسجلة لدى المركز المغربي لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية، إذ صنفت خطورتها ضمن الدرجة الثانية لدى 58.87 في المائة من الحالات، حسب دراسة أجراها المركز المغربي لمحاربة التسممات، توصلت "المغربية" بنسخة منها. وشكلت حوادث التسمم العرضية بواسطة المنتجات الصناعية 73.76 في المائة من الحالات المسجلة، أغلبها لدى الأطفال في مرحلة المشي والبالغين، بينما شكلت التسممات المقصودة، بغرض الانتحار، نسبة 26.24 في المائة. وتأتي منتجات الصباغة، ومواد التجفيف، ومواد وقودية خاصة بالاشتعال، الأكثر استعمالا بغرض التسمم بواسطة بغرض الانتحار، أما المنتجات الموظفة بغرض الانتحار وسط الأشخاص المدمنين، فكانت من نوعية المنتجات القابلة للاشتعال والمنظفات من نوع المذيبات، والمواد اللاصقة، ومواد صيانة السيارات. وأبرزت الدراسة أن المواد الصناعية مجهولة المصدر شكلت أزيد من 35 في المائة من مسببات التسمم، مقابل 28,40 في المائة من حالات التسمم بواسطة مواد صناعية معروفة، أكثرها عبارة عن مواد الصباغة، متبوعة بمواد وقودية خاصة بالاشتعال (14,46 في المائة من الحالات)، وأخيرا المواد المدرة ضمن المنظفات بنسبة (11.26 في المائة). وتعتبر المواد الصناعية، الخاصة بالتنظيف من نوع المزيلات، على رأس قائمة المواد المتسببة في التسممات، بنسبة 38,78 في المائة، متبوعة بالمنتجات الصناعية مجهولة المصدر (32,65 في المائة). وتعتبر المواد الصناعية المستعملة بغرض إجراء بعض الإصلاحات في البيت، مثل اللصاق والبستنة ومجال الميكانيك، الأكثر تسببا وراء حدوث حالات التسمم. وكشفت الدراسة أن النساء أكثر تعرضا لهذه التسممات بنسبة 54,29 في المائة، وأن أكثر حوادث التسممات سجلت في المناطق الحضرية (85,30 في المائة من مجموع الحالات)، بينما صنفت جهة الرباطسلا زمور زعير بأعلى نسبة في التسممات بنسبة (2.76 في كل 100 ألف من السكان)، متبوعة بجهات الدارالبيضاء وتادلة أزيلال. وبينت الدراسة أن متوسط عمر المصابين بالتسممات بواسطة منتجات صناعية هو 16 سنة، علما أن الإصابات سجلت بين أشخاص تتراوح أعمارهم بين شهر و82 سنة، إلا أن البالغين (38 في المائة) والرضع في مرحلة المشي (35 في المائة) هم الأكثر تعرضا لهذه التسممات. وخلصت الدراسة إلى وجود زيادة ملحوظة في عدد التسممات بواسطة المنتجات الصناعية داخل البيت، بسبب تضافر عدد من العوامل، منها غياب تشريع قانوني صارم يؤطر المجال، وجهل مستعملي هذه المنتجات بتعقيد تركيبتها الصناعية، واستعمالها بطريقة خاطئة، إلى جانب تسويق منتجات صناعية مهربة لم تخضع للمراقبة. ودعا المركز المغربي لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية إلى نشر التوعية بمخاطر المواد الصناعية المستعملة في المنزل، وتخزين المواد في أمكنة آمنة، بعيدة عن متناول الأطفال، مع احترام تعليمات الاستعمال المبينة في علب هذه المنتجات الصناعية.