أفادت دراسة نشرت نتائجها مؤخرا٬ بأن التسمم الحاد لدى الأطفال يعد إشكالية مقلقة لأنه يمثل 44.6 في المائة من مجموع حالات التسمم . وأوضحت دراسة حول "الجوانب الوبائية للتسممات الحادة لدى الأطفال بالمغرب (1980/ 2009) نشرتها مجلة المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية في عددها الأخير ٬ أن " الفئة العمرية ما بين سنة وأربع سنوات هي الأكثر عرضة للتسممات ٬ لأنه خلال هذه الفترة يكتسب الطفل استقلالية حركية تتيح له إشباع حالة الفضول لديه من خلال استكشاف العالم المحيط به ٬ وتقع أغلبية حالات التسمم بالمنازل (76 في المائة)". وأشارت الدراسة إلى أن حوالي 29 ألف و 134 حالة تسمم٬ من ضمنها 36.7 في المائة (10 آلاف و 701 حالة) ٬ تم التصريح بها هاتفيا و 63.3 في المائة (18 ألف و 433 حالة) عبر البريد٬ وهو ما يمثل 44.6 في المائة من مجموع حالات التسمم المصرح بها طيلة نفس الفترة دون احتساب حالات التسمم الناجمة عن لسعات العقارب. وكشف نفس المصدر أن التصريحات بحالات التسمم لدى الأطفال تزايدت بشكل تدريجي عبر السنين ٬ خاصة ابتداء من سنة 1999 ٬ مضيفا أن معدل الإصابة بتسممات بلغ سنة 2009 على الصعيد الوطني 24 حالة لكل 100 ألف نسمة. ويشير توزيع حالات التسمم حسب الجهات إلى أن جهة الدارالبيضاء الكبرى تأتي في الصدراة ب 20.3 في المائة٬ تليها جهة الرباط- سلا- زمور- زعير (15 في المائة) فجهة مراكش- تانسيفت- الحوز (9.5 في المائة) ثم فاس- بولمان ب 3.4 في المائة. وتم التصريح ب 84.2 في المائة من حالات التسمم انطلاقا من المستشفيات ٬ علما أن 14 ألف و281 حالة تسمم (49 في المائة) همت أطفالا رضعا ٬ متبوعين بالفئة العمرية ما بين 5 و 14 سنة (48.2 في المائة)٬ في حين لم تتعد نسبة الإصابة لدى الأطفال أقل من سنة واحدة 1.8 في المائة من الحالات. وجاء في افتتاحية المجلة أن "تسممات الأطفال هي بالتأكيد عرضية ٬ لكن هذه الحوادث ترتبط بخصوصيات اجتماعية واقتصادية من قبيل عدم التخزين الآمن للمنتجات خاصة الأدوية٬ والسلوكات غير السليمة مثل سكب منتجات سامة في قارورات تستعمل عادة في الجانب الغذائي (مواد التنظيف مثلا)".