المركز الوطني للوقاية من التسممات واليقظة الدوائية يرصد 1074 حالة تسمم و وفاة 14 طفلا مغربيا بمواد التجميل خلال 31 عاما ألفا و74 حالة تسمم بواسطة مواد التجميل، خلال 31 سنة الماضية بالمغرب، ما يمثل 1.26 في المائة من مجموع حالات التسمم المعلنة خلال الفترة نفسها التي سجلها المركز الوطني للوقاية من التسممات واليقظة الدوائية وذلك دون احتساب حالات التسمم بلسعات العقارب والأفاعي. وتسببت التسممات بمواد التجميل في وفاة 13 طفلا ورضيع واحد في مرحلة المشي. وتطلبت الحالة الصحية للمتسممين بمواد التجميل الاستشفاء داخل مؤسسات صحية، لدى 43.57 في المائة من الحالات، إذ خضع 39.95 في المائة منهم لغسيل المعدة، ومست هذه التسممات النساء أكثر من الرجال، بنسبة 73.26 في المائة، مقابل 0.36 في المائة لدى الذكور. وتتنوع ظروف التعرض لهذه التسممات، إلا أن مجملها يأتي في سياق محاولات الانتحار، بنسبة 63.76 في المائة من الحالات، متبوعة بحالات تسمم عارضة سجلت لدى 32.65 في المائة، وبلغت نسبة الوفيات بواسطة هذه المادة في صفوف البالغين 63.07 في المائة، حسب ما جاء في التقرير الأخير للمركز الوطني للوقاية من التسممات واليقظة الدوائية. وتعد مادة "البارافينيلين ديامين" المرموز لها ب(PPD)، الأكثر اتهاما في حدوث هذه التسممات، بنسبة تصل إلى 18.65 في المائة، متبوعة بمواد التجميل المستعملة للجلد (14.25 في المائة)، أغلبها لها صلة بمواد التجميل الموجهة لتبييض الوجه، مجهولة التركيبة والمصدر، بينما جاءت في المرتبة الثالثة مواد التجميل الخاصة بتسريح الشعر المجعد، (12.11 في المائة) من مجموع التسممات بواسطة مواد التجميل، بسبب احتوائها على مادة "الأسيطون" السامة. وأشار التقرير ذاته إلى أن المادة المعدنية (PPD)، المكتشفة في أغلب حالات التسمم، هي تلك الموجودة في "تكاوت الرومية"، التي تستعمل في صباغة الشعر باللون الأسود، أو بعد مزجها بالحناء في عملية الوشم، وذهب ضحيتها 36.07 في المائة من الكبار المتسممين، و23.84 في المائة من المراهقين، من مجموع المتسممين بمنتوجات التجميل. وأبرز التقرير أن النساء العازبات هن الأكثر استعمالا لهذه المادة بغرض الانتحار، إذ تتسبب في مشاكل خطيرة في التنفس، وحدوث انتفاخات ثانوية في مجاري التنفس العليا، إلى جانب حدوث صدمة قلبية أو الدخول في غيبوبة بعد مشاكل عصبية. وسجل التقرير أن أكثر التسممات بواسطة مواد التجميل تحدث عن طريق الفم بنسبة 90.15 في المائة من الحالات، مقابل تسمم 2.98 في المائة من الحالات عن طريق الجلد، و2.78 في المائة من الحالات عن طريق الاستنشاق. واحتلت جهات الدارالبيضاء، وسوس ماسة درعة، والرباط، وسلا زمور زعير، والجهة الشرقية، مقدمة المناطق التي شهدت أكبر حالات التسمم، إذ سجلت فيها 67 في المائة من حالات التسمم المعلنة وطنيا، وتتصدر المناطق الحضرية أعلى نسب التسممات بواسطة مواد التجميل (88.13 في المائة من الحالات)، منها 77.26 في المائة تحدث داخل البيوت. ويبلغ متوسط عمر المتعرضين للتسممات بواسطة مواد التجميل 16 سنة، بينما تفيد الإحصاءات أن الفئة العمرية الأكثر مساسا بهذه التسممات هي فئة الكبار، البالغين من العمر 50 سنة، وفئة الصغار لأقل من 15 سنة، ضمنهم المواليد الجدد والرضع والأطفال في مرحلة المشي، الذين شكلوا نسبة 24 في المائة. ويرى التقرير أن حالات التسمم المسجلة في المغرب بواسطة مواد التجميل تظل أقل عددا من المسجلة في دول أخرى، إذ تصل نسبة الإصابة في فرنسا ما بين 3 و5 في المائة. وخلص التقرير إلى أن هذه التسممات تحدث في غياب إطار قانوني يسمح بمراقبة إنتاج واستيراد وبيع المنتوجات التجميلية، لدرجة أن السوق المغربية أضحت غارقة بمواد مجهولة المصدر ومغشوشة ومقلدة.