أعلن البروفيسور عادل الإبراهيمي، رئيس الجمعية المغربية لأمراض الجهاز الهضمي، إعطاء الانطلاقة لبرنامج التكفل بألفي مصاب بالتهابات الكبد الفيروسي نوعي "ب" و"س" مجانا، تتضمن التحاليل البيولوجية والعلاجات الطبية باهظة الكلفة، تطبيقا للشراكة التي تجمع وزارة الصحة والجمعية المذكورة. وتحدث الإبراهيمي، في تصريح ل "المغربية"، عن تخصيص وزارة الصحة مبلغ 60 مليون درهم، في حين تكلفت الجمعية بتقديم خبرتها العلمية في المجال، التي وصلت إلى 37 سنة، ووضع خطة لتطبيق البرنامج الوطني، مبينا أن المستفيدين يتحدرون من مختلف مناطق المملكة، وسبق تسجيلهم في لائحة الانتظار، لانتمائهم إلى أسر عاجزة عن تحمل عبء العلاجات، وعدم توفرهم على أي تغطية إجبارية عن المرض، وبالتالي فإنهم يحملون بطاقة الراميد. وأوضح الإبراهيمي أن الشراكة مع وزارة الصحة تهدف إلى وضع خطة عمل وطنية بين 2013 و2017، لمحاربة التهاب الكبد الفيروسي، عبر ثلاث مراحل، هي ضمان علاج تصاعدي للداء، وإنجاز دراسة ميدانية حول الوضعية الوبائية لالتهابات الكبد الفيروسية في المغرب، برصد المناطق الأكثر إصابات، وتحديد الجنس الأكثر إصابة، لوضع مخطط متكامل، وتصور واضح للتكفل بالمرضى، وتعزيز التواصل مع المواطنين للحث على سبل الوقاية. وذكر الإبراهيمي أهمية تعزيز التكوين المستمر للأطباء المتخصصين في الجهاز الهضمي، للاطلاع على جديد الأبحاث العلمية، مؤكدا أن هناك "بشرى" إلى المصابين بالتهابات الكبد الفيروسي، إذ بلغت الأبحاث في أوروبا المرحلة النهائية حول دواء، عبارة عن أقراص، يحمل الأمل في تحقيق نسبة شفاء تصل إلى 95 في المائة، وتخفيض مدة العلاج إلى 4 أشهر، عوضا عن أخذ حقن أسبوعية لمدة تصل إلى 12 شهرا. جدير بالذكر أن الجمعية المغربية لأمراض الجهاز الهضمي نظمت مؤتمرها الوطني السادس والثلاثين، أيام 11 و12 و13 أكتوبر الجاري بمراكش، وصادف اليوم الثالث من التكوين الطبي المستمر، إذ جرى التركيز على التهاب الكبد الفيروسي "ب" و"س"، الذي خصصت له اللجنة المنظمة عددا مهما من الأنشطة العلمية، لتسليط الضوء على التقدم التشخيصي والعلاجي في مجال محاربة هذه الأمراض. ودعت الجمعية المغربية لأمراض الجهاز الهضمي إلى تطوير طب الجهاز الهضمي وطب أمراض الكبد، من خلال التكوين الطبي المستمر والبحث العلمي، إلى جانب تحسين التكفل بأمراض الجهاز الهضمي والكبد في المغرب، تطبيقا لمضامين البرنامج الوطني لمحاربة التهاب الكبد، للحد من انتشار الفيروسين، ولتقوية سبل الكشف لتوجيه المصابين نحو التكفل الطبي في أقرب وقت ممكن، وتطوير المراقبة الوبائية والبحث في هذا المجال. ويفتقر المغرب إلى معطيات دقيقة حول نسبة الإصابات بالتهابات الكبد الفيروسية "ب" و"س"، مع تقديرات تشير إلى أنه بحلول سنة 2030، سيكون مرض التهاب الكبد الفيروسي "س" سببا مباشرا في وفاة أكثر من 44 ألف شخص بالمغرب، بينها 8800 حالة مرتبطة بسرطان الكبد و35 ألف حالة تتعلق بتلف الكبد. يشار إلى أن الجمعية المغربية لأمراض الجهاز الهضمي أنشئت سنة 1976 لسد الفراغ في البحث العلمي في هذا المجال. وتتوفر الجمعية على عدد مهم من البحوث الأكاديمية والتظاهرات العلمية للتكوين الطبي المستمر. وتضم الجمعية أكثر من 500 طبيب للجهاز الهضمي، من القطاعي العام والخاص وفي الميدان الجامعي، مع الإشارة إلى تخرّج ما بين 25 و35 طبيبا للجهاز الهضمي بالمغرب كل سنة. وتحرص الجمعية على تنظيم مؤتمرها السنوي، الذي يعتبر أرضية لتبادل الخبرات بين الأخصائيين المغاربة، بحضور اختصاصيين عرب وأفارقة وأوروبيين.