حققت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بعد سبع سنوات من انطلاقها، سنة 2005، نتائج مهمة، سواء من ناحية الكم أو النوع، اقتنع معها البنك الدولي بدعم مرحلتها الثانية، التي انطلقت السنة الماضية، بقيمة 300 مليون دولار، نهاية يونيو الماضي. وحققت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خلال سنة 2011، برمجة 4 آلاف و684 مشروعا بمجموع التراب الوطني لفائدة 532 ألفا و510 مستفيدين باستثمار إجمالي فاق 2،3 ملايير درهم، بينها 1،36 مليار درهم مساهمة من المبادرة. وتعتمد المبادرة، خلال المرحلة الثانية، التي أعطى جلالة الملك انطلاقتها في يونيو 2011، على البرامج المعتمدة في المرحلة الأولى، فضلا عن برنامج التأهيل الترابي. وخصص لهذه المرحلة غلاف مالي بمبلغ 17 مليار درهم، يتوزع على الميزانية العامة للدولة بحوالي 9،4 ملايير درهم ، وميزانية الجماعات ، بحوالي 5،6 ملايير درهم ، والمؤسسات العمومية بمليار درهم، والتعاون الدولي بمليار درهم. أما البرامج المعتمدة خلال هذه الفترة، فهمت برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري بغلاف مالي بمبلغ 3,4 ملايير درهم لفائدة 530 حيا مستهدفا عوض 264، أي الأخذ بعين الاعتبار المدن التي تفوق ساكنتها 20 ألف نسمة، عوض الاقتصار على المدن التي تفوق ساكنتها 100 ألف نسمة. ويتوخى هذا البرنامج رسملة وتثمين المكتسبات، وتحسين الولوج للتجهيزات الحضرية الأساسية، وتقوية الولوج لخدمات ومرافق القرب العمومية. وفي برنامج محاربة الهشاشة، خصص غلاف مالي قدره 1،4 مليار درهم، لتوسيع قاعدة وأصناف الفئات المستهدفة ودعم تسيير المراكز المنجزة. أما البرنامج الأفقي لهذه المرحلة، فقدر الغلاف المالي المخصص له بمبلغ 2،8 مليار درهم، من أجل الحفاظ على مسطرة" طلب المشاريع" في ما يتعلق بدعم العمليات والمشاريع ذات الوقع الكبير، ودعم قدرات النسيج الجمعوي، ومواكبة الفاعلين المحليين، من خلال أنشطة التكوين وتقوية القدرات وأنشطة التواصل. كما خصصت المبادرة لمحاربة الفقر بالوسط القروي، خلال المرحلة الثانية، غلافا ماليا بقيمة 3,1 ملايير درهم لفائدة 701 جماعة قروية مستهدفة، مع مراعاة عتبة الفقر، التي حددت في 14 في المائة، عوض 30 في المائة في المرحلة الأولى، والتي مكنت من استهداف 403 جماعة قروية. ويروم هذا البرنامج تحقيق أهداف، تهم الحفاظ على دينامية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتحسين ظروف عيش سكان العالم القروي، وتقوية الولوج للبنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية. عرفت المرحلة الثانية، أيضا، توسيع المبادرة مجالات تدخلاتها، إذ شملت برنامج بالتأهيل الترابي، خصص له غلاف مالي بحوالي 5 مليار درهم، يستهدف 3 آلاف و300 دوار، تشمل أكثر من 500 جماعة قروية، موزعة على 22 إقليما. ويهدف هذا البرنامج إلى الحد من الفوارق في مجال التجهيزات الأساسية والخدمات الاجتماعية، كالصحة، والتعليم، والماء الصالح للشرب، والكهربة القروية، والطرق والمسالك القروية. أما حصيلة المبادرة خلال الفترة 2005-2010، فهمت أزيد من 5،2 ملايين مستفيد، وأزيد من 22 ألف مشروع، وأكثر من 3 آلاف و700 مشروع مدر للدخل، وخلق أكثر من 40 ألف منصب شغل، وهم من 6 آلاف و300 جمعية وتعاونية حاملة لأكثر من 9 آلاف و600 مشروع استثماري إجمالي، تناهز 14.1 مليار درهم، ساهمت المبادرة فيها بقيمة 8.4 ملايير درهم، وبتمويلات مكنت من إبراز فعالية دور الرافعة. كما تجلت مكتسبات المبادرة، خلال هذه الفترة، في تقليص معدل الفقر بنسبة 41 في المائة بالجماعات القروية المستهدفة، فضلا عن انخراط 11 ألف فاعل مباشر في أجهزة الحكامة، وتبني مفهوم التشارك والمشاركة، والانخراط الفعلي في العمل التنموي، وتبني المشاريع المنجزة، وترسيخ الثقة في النفس، وصيانة كرامة المواطن، والنهوض بأوضاع المرأة والشباب، وتكريس ثقافة الشفافية والمحاسبة. وحسب القطاعات، حققت المبادرة في قطاع الصحة عددا من المشاريع والأنشطة، ناهز ألفا و635 مشروعا، وبلغ عدد المستفيدين المباشرين 413 ألفا و760 مستفيدا، كما وصل الاستثمار الإجمالي لها 1،1 مليار درهم، حصة المبادرة منها 609 ملايين و3 آلاف درهم. وتتوزع الإنجازات بقطاع الصحة على بناء وتهيئة المؤسسات الصحية، عبر برمجة بناء 173 مركزا صحيا، و122 مشروعا لدار الأمومة ودار الولادة، فضلا عن اقتناء الآليات والتجهيزات، بشراء 400 سيارة إسعاف. أما في قطاع التعليم، فناهز عدد المشاريع 4 آلاف و131 مشروعا، وصل عدد المستفيدين المباشرين وغير المباشرين منها مليونا و28 ألفا و360 مستفيدا، وقدر الاستثمار الإجمالي فيه بمبلغ 2 مليار درهم، حصة المبادرة فيها 1،4 مليار درهم، توزعت على بناء وتهيئ المؤسسات التعليمية، وهمت 949 دار طالب وطالبة، و623 مدرسة وإعدادية وثانوية و157 نقلا مدرسيا. وبالنسبة للأنشطة المدرة للدخل، بلغ عدد المشاريع والأنشطة 3 آلاف و790، وأحدثت 40 ألف منصب شغل، باستثمار وصل إلى 1،2 مليار درهم، ناهزت حصة المبادرة فيها 775،1 مليون درهم. وبخصوص البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية، وصل عدد المشاريع إلى 9 آلاف و794، باستثمار إجمالي ناهز 322 مليار درهم، حصة المبادرة منها مليار و83 مليون درهم. وفي ما يتعلق بالتنشيط السوسيو ثقافي والرياضي، تحققت إنجازات عدة، همت ألفين و654 مشروعا ونشاطا، وبلغ عدد المستفيدين المباشرين وغير المباشرين 700 ألف و970، باستثمار إجمالي بمبلغ 1.75 مليار درهم، حصة المبادرة منها 945.4 مليون درهم. وفي لتكوين المهني، حققت المبادرة 531 من المشاريع والأنشطة، استفاد منها 131 ألفا و600 شخص، باستثمار إجمالي بقيمة 280.6 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة بمبلغ 135.3 مليون درهم.