كشفت عروض، قدمت أول أمس الثلاثاء، خلال الدورة الاستثنائية لمجلس الدارالبيضاء أن حوالي 3 آلاف بناية مهددة بالانهيار بالمدينة تقطنها حوالي 72 أسرة، و87 في المائة منها في عمالتي مقاطعة الفداء درب السلطان، ومقاطعة أنفا. وقال عبد الحق المبشور، عضو مجلس المدينة عن الحزب العمالي، في تصريح ل"المغربية"، إن الجلسة عقدت بطلب من جميع المستشارين المشاركين في دورة المجلس العادية، الذين "أكدوا ضرورة تقديم توضيحات من طرف المسؤولين في الهيئات المعنية بالمنازل الآيلة للسقوط، خاصة بالمدينة القديمة، بعد وقوع ضحايا في الأرواح بداية يونيو الماضي. وذكر المبشور أن العروض مكنت من توضيح الرؤيا حول ملف المنازل الآيلة للسقوط، وأن التشخيص، الذي قدمه عبد القادر كعيوة، المفتش الجهوي للسكنى والتعمير وسياسة المدينة، بين أن عدد المنازل المهددة بالسقوط بعمالة درب السلطان الفداء أكبر من عدد البنايات الآيلة للسقوط بعمالة مقاطعة أنفا. ودعا المبشور إلى "إشراك مجلس المدينة في ملف البنايات الآيلة للسقوط، ومحاسبة جميع المتورطين في وقوع ضحايا بالمدينة القديمة"، مضيفا أن المستشارون بمجلس المدينة طالبوا بحضور مدير الشركة الوطنية للتهيئة الجماعية (صوناداك)، وعامل الوكالة الحضرية، مع تحويل تبعية الوكالة من وزارة الداخلية إلى وزارة الإسكان والتعمير. وتحدث المبشور عن ظروف عدد من الأسر في حجرات المدارس، إلى جانب المشاكل المترتبة عن استغلال الحجرات المدرسية خلال الموسم الدراسي. وأكد المستشارون، أيضا، ضرورة محاسبة المسؤولين في شركة صوناداك بسبب تورطهم في ما وصفه المبشور بهدر المال العام، مشيرا إلى أن أحد المسؤولين جرى إيقافه بمطار محمد الخامس الدولي لمنعه من السفر خارج المغرب، في إطار التحقيق مع الشركة في عدد من الخروقات. وأفادت وكالة المغرب العربي للأنباء أن كعيوة قدم عرضا، خلال الدورة الاسثنائية لمجلس المدينة، حول المعطيات المتوفرة منذ سنة 2004، والتي تشير إلى أن عدد البنايات الآيلة للسقوط يقارب 3 آلاف بناية٬ 65 في المائة منها بتراب عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان٬ في حين، يتجاوز عدد العائلات المهددة 72 ألف أسرة (87 في المائة منها بالمدينة القديمة والفداء مرس السلطان). وأكد كعيوة أن تقادم هذه المعطيات لا يسهم في تقديم صورة واضحة عن حجم الظاهرة، ومدى خطورتها٬ مبرزا أن الوزارة عملت على إطلاق عمليات تحيين المعطيات في كل عمالة، وإجراء الخبرة من قبل مكاتب دراسات متخصصة، لتدقيق المعطيات الأولية وتصنيف البنايات حسب درجة الخطورة. ويبلغ عدد البنايات المهددة، والتي يجب إفراغها وهدمها بعد إجراء الخبرة، حسب كعيوة، 700 بناية٬ ما يمثل 1800 أسرة (524 بناية بعمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا (1500 أسرة)٬ و176 بناية بالفداء مرس السلطان (300 أسرة) وذكر كعيوة أن مجموعة من التدابير تتخذ حاليا بهدف تقنين مجال وآليات التدخل، وتحديد مصادر التمويل٬ مؤكدا أن "الوقت حان لإبرام اتفاقية مع كل من وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة، ووزارة الداخلية والمديرية العامة للجماعات المحلية، لقيادة وإنجاز عمليات التجديد الحضري والتدخل في هذا النوع من الأنسجة". وبدوره قال ممثل الوكالة الحضرية لولاية الدار البيضاء الكبرى إن الوكالة أنجزت الخبرة على البنايات الموجودة داخل أسوار المدينة القديمة (حوالي 500 بناية) عبر مكتب متخصص للدراسات، وكشفت عن وجود 121 بناية مهددة بالسقوط ويجب هدمها٬ و34 بناية مهدمة جزئيا ويجب هدمها٬ و282 بناية يجب تدعيمها٬ و18 مرفقا يحتاج إلى التدعيم٬ و29 بناية غير مهددة بالسقوط. وربط مشكل الانهيارات بهشاشة مواد البناء المستعملة، وغياب الصيانة، والكثافة الزائدة للبنايات٬ ما يؤدي إلى تصدع الجدران وتشققات كبيرة بالسقوف.