عقد مجلس مدينة الدارالبيضاء ٬ يوم الثلاثاء ٬ دورة استثنائية تضمنت نقطة فريدة تتعلق بالدور الآيلة للسقوط بتراب الجماعة الحضرية لهذه المدينة٬ بحضور ممثلي القطاعات المعنية بالموضوع. وجاءت هذه الجلسة تنفيذا لما تم الاتفاق عليه خلال دورة يوليوز العادية للمجلس التي انعقدت قبل أسبوع ونصت على تخصيص دورة استثنائية لمناقشة معضلة البنايات الآيلة للسقوط بحضور جميع المتدخلين٬ وذلك قصد تقديم كل الإيضاحات والتفسيرات المتعلقة بالموضوع وتمكين المنتخبين من كل المعطيات والأرقام وتسهيل ولوجهم للمعلومات المتوفرة لدى الجهات المسؤولة قصد إشراكهم في إيجاد الحلول الناجعة والملائمة للأسر والعائلات المتضررة والمهددة. وفي هذا الصدد٬ أوضح السيد عبد القادر كعيوة المفتش الجهوي للسكنى والتعمير وسياسة المدينة في عرض قدمه ٬ بالمناسبة ٬ أن المعطيات المتوفرة منذ سنة 2004 تشير إلى أن عدد البنايات الآيلة للسقوط يقارب ثلاثة آلاف بناية٬ 65 بالمائة منها بتراب عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان٬ في حين يتجاوز عدد العائلات المهددة 72 ألف أسرة (87 بالمائة منها بالمدينة القديمة والفداء مرس السلطان). وبعد أن شدد على أن تقادم هذه المعطيات لا يسهم في تقديم صورة واضحة عن حجم الظاهرة ومدى خطورتها٬ أبرز أن الوزارة عملت على إطلاق عمليات تحيين المعطيات على مستوى كل عمالة وإجراء الخبرة من قبل مكاتب دراسات متخصصة٬ وذلك بغية تدقيق المعطيات الأولية وتصنيف البنايات حسب درجة الخطورة. وحسب السيد كعيوة٬ فإن عدد البنايات المهددة والتي من اللازم إفراغها وهدمها بعد إجراء الخبرة يصل إلى 700 بناية٬ ما يمثل 1800 أسرة (524 بناية بعمالة مقاطعات الدارالبيضاء أنفا (1500 أسرة)٬ و176 بناية بالفداء مرس السلطان (300 أسرة). وبخصوص الجهود التي تبذلها الوزارة الوصية في هذا المجال٬ ذكر أنه يجري حاليا اتخاذ مجموعة متكاملة من التدابير التي ترمي إلى تقنين مجال وآليات التدخل وتحديد مصادر التمويل٬ ملحا على أنه حان الوقت لإبرام اتفاقية مع كل من وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة ووزارة الداخلية والمديرية العامة للجماعات المحلية لقيادة وإنجاز عمليات التجديد الحضري والتدخل في هذا النوع من الأنسجة. ومن جانبه٬ أكد ممثل الشركة الوطنية للتهيئة الجماعية (صوناداك) أن عملية التدخل لحل معضلة الدور الآيلة للسقوط تكتسي صبغة الاستعجالية٬ وتتم بتنسيق مع السلطات المحلية حيث قامت الشركة بإحصاء جميع الدور الآيلة للسقوط بمنطقة المحج الملكي بالاستعانة بالمختبر العمومي للتجارب والدراسات. وقال إن هذا الإحصاء أفرز وجود بنايات مصنفة "خطيرة جدا" عملت الشركة على إفراغ ساكنتها نحو ملاجئ مخصصة لهذا الغرض مجهزة بجميع المرافق الضرورية٬ مشيرا إلى أنه جرى ترحيل العائلات حسب سلم أولويات٬ على رأسه حجم العائلة وعدد أفرادها. وأوضح أنه منذ بداية هذه العملية الاستعجالية التي انطلقت في يونيو الماضي٬ تم ترحيل 70 عائلة (ما يفوق 340 شخصا)٬ مضيفا أن العملية ستتواصل إلى حين نفاذ مخزون الشركة المحدد حاليا في 100 شقة٬ ومبرزا أنه منذ بداية العام الجاري رحلت 140 عائلة نحو حي النسيم٬ وأن هناك مخزونا في طور الإنجاز ويوجد في مراحله النهائية سيوفر 400 وحدة سكنية مخصصة كلها لسكان الدور الآيلة للسقوط. وفي الاتجاه ذاته٬ ذكر ممثل الوكالة الحضرية لولاية الدارالبيضاء الكبرى أن الوكالة بدورها قامت ٬ في إطار عملية تأهيل المدينة القديمة ٬ بإجراء خبرة على البنايات الموجودة داخل أسوار المدينة القديمة (حوالي 500 بناية) عبر مكتب متخصص للدراسات أبانت عن وجود 121 بناية مهددة بالسقوط ويجب هدمها٬ و34 بناية مهدمة جزئيا ويجب هدمها٬ و282 بناية يجب تدعيمها٬ و18 مرفقا يحتاج إلى التدعيم٬ و29 بناية غير مهددة بالسقوط.وأشار إلى أن مشكل الانهيارات الذي يتهدد الدور القديمة مرده بالأساس إلى هشاشة مواد البناء المستعملة وغياب الصيانة والكثافة الزائدة للبنايات٬ مما يؤدي إلى تصدع الجدران وتشققات كبيرة بالسقوف