كشف تقرير للمفتشية الجهوية لوزارة الإسكان والتعمير وسياسة المدينةبالدارالبيضاء، توصلت «المساء» بنسخة منه، عن أهم الاختلالات المؤدية إلى تزايد عدد الدور المهددة بالانهيار في العاصمة الاقتصادية. وأكد التقرير أن عدد العائلات المعنية بهذه الإشكالية، حسب إحصاء سنة 2004، يتجاوز 72 ألف أسرة، جلها في المدينة العتيقة وعمالة مقاطعة الفداء مرس السلطان بنسبة تقدر ب87 في المائة؛ ويصل عدد الأحياء المهددة بالانهيار إلى 15 حيا. وأوضح التقرير ذاته أن عدد البنايات الآيلة للسقوط في الدارالبيضاء يقارب 3000 بناية، أغلبيتها بمقاطعة الفداء مرس السلطان بنسبة 65 في المائة. وتحدث التقرير، الذي كان من المفروض أن يعرض على أنظار أعضاء مجلس مدينة الدارالبيضاء خلال الجلسة الثانية لدورة يوليوز المنعقدة أول أمس (الثلاثاء)، عن أهم الإشكاليات التي تجعل مجموعة من المنازل والبنايات مهددة بالانهيار، ويتعلق الأمر بعدم الصيانة والكثافة العالية ووجود وضع عقاري معقد ونسبة كبيرة من السكان المكترين. واعتبر التقرير أن أهم الأسباب المؤدية إلى الانهيارات تكمن في تآكل الدعامات وتسرب المياه العادمة والمياه الشتوية وتأثير العوامل المناخية وضعف مواد البناء المستعملة في السابق وانعدام تصاميم الخرسانة المسلحة وإضافة بنايات جديدة وتغييرات عشوائية دون مراعاة ضوابط البناء. ومباشرة بعد توالي انهيار منازل المدينة القديمة، انطلقت -كما يقول التقرير- عمليات تحيين جميع المعطيات المتعلقة بهذه القضية، وتبينت ضرورة إفراغ وهدم 524 بناية تسكنها 1500 أسرة في عمالة مقاطعة أنفا، و176 بناية تقطنها 300 أسرة في الفداء، أي ما مجموعه 700 بناية وحوالي 1800 أسرة، وفي عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي هناك 321 بناية، وفي عمالة مقاطعة البرنوصي 54 بناية، وفي عمالة مقاطعة ابن امسيك 135 منزلا. وأبرز التقرير أن عدد الأسرة التي جرى ترحيلها إلى حد الساعة يقارب 145 أسرة، وأن عدد الوحدات السكنية المخصصة للإيواء حاليا هو 60 وحدة. وخصصت الشركتان العموميتان «العمران» و»إدماج سكن» 60 وحدة سكنية جاهزة بمقاطعتي سيدي مومن (التشارك) وابن امسيك مولاي رشيد، إضافة إلى تخصيص غلاف مالي للتدخل الاستعجالي من طرف الوزارة قدره 30 مليون درهم في إطار اتفاقية شراكة توجد في طور المصادقة عليها. ويبلغ عدد الأسر التي استفادت من شقق الوحدة السكنية بمقاطعة مولاي رشيد 23 أسرة ضمن مشاريع شركة إدماج السكنية، في حين أن مجموع العائلات المستفيدة من شقق في مشروع «صونداك» يصل إلى 36 أسرة. وما تزال عمليات الإحصاء متواصلة من طرف اللجن، وبالموازاة مع ذلك تتواصل عمليات التشخيص الدقيق من طرف المختبر العمومي للدراسات والتجارب لحصر البنايات حسب درجة الخطورة.