أعلنت وزارة الصحة أن عدد المواطنين، الذين خضعوا طوعيا لإجراء الكشف عن فيروس نقص المناعة البشري "السيدا"٬ في إطار الحملة الوطنية للكشف عن الداء، التي امتدت بين 20 و27 يونيو الماضي، بلغ 75 ألفا و522 شخصا٬ متجاوزا بذلك الأهداف المسطرة. وكشفت الحملة الوطنية عن 199 حالة إصابة٬ أحيل أصحابها على المراكز الصحية المختصة للتأكد من الإصابة بالفيروس، وتتبع الحالة والتكفل بالعلاج، حسب ما ذكرته وزارة الصحة، في بلاغ، عممته أول أمس الأربعاء، حول النتائج الأولية لهذه الحملة، التي نظمتها بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني وجمعيات محاربة السيدا. وتفيد وزارة الصحة أنه، رغم انتهاء الحملة٬ ستظل أغلب المراكز الصحية مفتوحة لإجراء الكشف الطوعي والسري والمجاني عن الفيروس، تماشيا مع أهداف الحملة الوطنية لتحسيس المواطنين٬ خاصة الشباب والنساء٬ بمخاطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري، والرفع من نسبة الولوج لخدمات الكشف عنه٬ إذ تفيد التقديرات أن 80 في المائة من حاملي الفيروس يجهلون إصابتهم. وقالت مصادر طبية، ل"المغربية"، إن تنظيم هذه الحملة الوطنية يأتي تبعا لتقديرات الأطباء المتخصصين بوجود العديد من المصابين، يجهلون وضعهم الصحي، لعدم عرض أنفسهم على التشخيص المبكر، ما يجعلهم آلة مساعدة على انتقال الفيروس بين الأصحاء، ومن جهة أخرى، لا يستفيدون من الأدوية المجانية التي تتيح لهم العلاج للعيش بشكل طبيعي مع المرض، سيما مع احترام توصيات ونصائح الطبيب. وذكرت المصادر الطبية بالحملات السابقة للجمعيات الناشطة في المجال، للتحسيس بأهمية الكشف عن الداء وسط النساء الحوامل، لضمان خضوعهن للعلاجات المناسبة، التي تضمن عدم انتقال العدوى إلى الجنين. وأشارت المصادر إلى أن الحملة الوطنية للكشف عن السيدا لقيت إقبالا ملحوظا من قبل المواطنين، فاق توقعات وزارة الصحة، التي كانت تراهن على 8 آلاف مواطن في اليوم، بينما قارب العدد 10 آلاف يوميا، وترمي الحملة إلى تشخيص 70 ألف مواطن. وتؤكد المعطيات الرسمية لوزارة الصحة حول الوضعية الوبائية للداء خلال سنة 2011، هذه التقديرات، إذ تسجل أن 80 في المائة من حاملي فيروس السيدا بالمغرب يجهلون إصابتهم، ما يزيد من احتمالات تسجيل مزيد من الإصابات بفعل انتقال العدوى، بينما يقدر عدد الأشخاص المتعايشين مع الفيروس بحوالي 29 ألف شخص٬ في حين، لم يتعد عدد الحالات المصرح بإصابتها 6 آلاف و453 حالة، ضمنها 4 آلاف و196 مصابا بمرض نقص المناعة، وألفان و284 حاملا للفيروس. يشار إلى أن الحملة، أنجزت في 200 مركز للكشف، موزعة على الصعيد الوطني٬ منها 150 مركزا تابعا لوزارة الصحة، و50 مركزا تابعا لجمعيات محاربة السيدا٬ كما عبأت هذه الجمعيات 8 وحدات متنقلة للوصول إلى أكبر عدد من المواطنين. وتندرج الحملة، حسب البلاغ المذكور، "في إطار التوجهات الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السيدا 2012- 2016٬، الهادفة إلى خفض نسبة الإصابات الجديدة بمعدل 50 في المائة برسم هذه الفترة". وترمي الحملة إلى التقليص من خطر انتقال الفيروس من النساء الحوامل المصابات إلى أطفالهن، وخفض عدد وفيات الأمهات المرتبطة بالفيروس ب 60 في المائة٬ حسب البلاغ ذاته، الذي أوضح أن أهداف الاستراتيجية تتضمن الحد من التمييز، وتغيير النظرة السلبية للمجتمع تجاه المصابين بالفيروس، واحترام حقوقهم لإدماج اجتماعي أفضل.