جرت بعد ظهر أمس الأربعاء بمقبرة سيدي امحمد بالنواصر، مراسيم تشييع جثمان محمد الطيب الناصري وزير العدل السابق٬ الذي توفي أول أمس الثلاثاء عن سن تناهز 73 عاما، على إثر أزمة قلبية ألمت به. وبعد صلاتي الظهر والجنازة بمسجد زاوية النواصر، نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير حيث ووري الثرى في موكب جنائزي مهيب حضره، إلى جانب أفراد أسرة الفقيد وذويه رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، ومستشارو جلالة الملك عمر عزيمان، وعباس الجراري، والطيب الفاسي الفهري، وياسر الزناكي. كما حضر مراسيم التشييع أعضاء الحكومة، ووزراء سابقون وزعماء الأحزاب السياسية، وممثلو السلطات المحلية وشخصيات أخرى تنتمي إلى عالم القضاء والمحاماة والاقتصاد والنقابات والمجتمع المدني، إضافة إلى وزير العدل المصري عادل عبد الحميد. وتليت بهذه المناسبة الأليمة، آيات بينات من الذكر الحكيم على روح الفقيد، كما رفعت أكف الضراعة إلى الله العلي القدير، بأن يتغمد الراحل بواسع رحمته، وأن يشمله بمغفرته ورضوانه، وأن يجعل مثواه فسيح جنانه، ويتلقاه بفضله وإحسانه في عداد الأبرار من عباده المنعم عليهم بالنعيم المقيم، وأن يحشره في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. وأبرز مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات٬ أن الراحل الذي تميز بنزاهته ونبله وجديته٬ عاش من أجل العدالة وتوفي وهو في أحضان إصلاحها. من جهته قال عمر ودرا، نقيب هيئة المحامين بالدارالبيضاء، إن الراحل "عاش من أجل المحاماة والعدالة"٬ مشيرا إلى أنه سيتم إطلاق اسم الراحل على قاعة بدار المحامي بالدار البيضاء. وكان جلالة الملك محمد السادس بعث ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة الراحل الأستاذ النقيب، محمد الطيب الناصري، استحضر فيها جلالته بكل تقدير٬ "ما كان يتحلى به الفقيد الكبير من غيرة وطنية صادقة وولاء وإخلاص للعرش العلوي المجيد٬ وتشبث بمقدسات الأمة وثوابتها٬ ومن إيثار لأعمال البر والإحسان٬ وحب الخير وللعمل الصالح٬ وما هو معهود فيه من كفاءة قانونية ونزاهة فكرية٬ وتفان ونكران ذات في مختلف المهام والمسؤوليات التي تقلدها٬ سواء كمحام ألمعي وكنقيب لهيأة المحامين مشهود له بدفاعه المستميت عن الحق٬ أو كوزير لجلالتنا في العدل٬ ساهم بفعالية في الورش الهيكلي للإصلاح الشامل والعميق لمنظومة العدالة، بما يضمن إحقاق الحقوق ورفع المظالم". كما أعرب جلالته في هذه البرقية لأفراد أسرة الفقيد٬ ومن خلالهم لكافة أهله وذويه ولجميع أصدقائه٬ عن أحر تعازي جلالته وأصدق مشاعر مواساته في هذا الرزء الفادح، الذي ألم بهم٬ سائلا العلي القدير أن يعوضهم عن فقدانه جميل الصبر وحسن العزاء. وولد محمد الناصري بالدار البيضاء، حيث سجل بهيئة المحامين منذ سنة 1964. وأصبح كاتبا أول، ثم مديرا لندوة التدريب بالهيئة بالمدينة نفسها. وعين الناصري، الذي شغل منصب نقيب لهيئة المحامين بالدارالبيضاء، عضوا لعدة مرات بمجلس الهيئة، وفي سنة 1993 ، عضوا بالغرفة الدستورية التابعة للمجلس الأعلى، ثم عضوا بالمجلس الدستوري في الفترة ما بين 1994 و1999. كما اشتغل كمحام مستشار لدى العديد من الوزارات والمؤسسات العمومية والجماعات المحلية.