قال كمال الديساوي، رئيس مقاطعة سيدي بليوط، إن الخبرة التقنية، التي تجريها المصالح المختصة على المنازل المجاورة للمنزل المنهار، ليلة الأربعاء الخميس الماضية، في حي سيدي فاتح، بالمدينة القديمة للدارالبيضاء، متسببا في مصرع 5 أشخاص، متواصلة، مشيرا إلى أنه جرى لحد الآن إخلاء منزلين من سكانهما، طبقا لتوصيات الخبير. (الصديق) وأضاف الديساوي، في تصريح ل"المغربية"، أن النتائج الأولية للخبرة أبانت أن المنزلين المجاورين للمنزل المنهار، واللذين تضررا جراء سقوط أجزاء منه عليهما، عجلت بإخلائهما من السكان، بعدما تبين أن سلامتهم مهددة، مشيرا إلى أنه جرى إيواء السكان في فنادق أو عند أسرهم، في انتظار الانتهاء من الخبرة، لتحديد ما إذا كان يلزم هدمهما نهائيا، أو إعادة ترميمهما. وأوضح الديساوي أن هناك حوالي 200 قرار بالهدم صادرة إما عن رئيس مجلس المدينة، أو والي جهة الدارالبيضاء الكبرى سابقا، أو جماعة سيدي بليوط، معلنا أن السلطات المحلية بالمنطقة انخرطت بعد الحادث في حملة تحسيسية، لتذكير سكان هؤلاء المنازل بهذه القرارات، التي سبق وأن بلغوا بها، قصد اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وإخلائها، حفاظا على أرواحهم. وأفاد رئيس مقاطعة سيدي بليوط أن هناك منازل صدرت في حقها قرارات بالهدم قبل 10 سنوات، لكن السكان يرفضون الخروج، بذريعة وضعيتهم الاجتماعية، وأنهم لا يتوفرون على مساكن بديلة يأوون إليها. وأضاف قائلا إن "السلطات المحلية كانت تجد دائما عراقيل وصعوبات في تنفيذ قرارات الهدم الصادرة، بسبب رفض السكان إخلاء منازلهم". وقال أحد قاطني المنزل المنهار إن الوضعية الصحية للشخص المصاب، الذي فقد زوجته وأولاده الثلاثة في الحادث، مستقرة ولا تدعو للقلق، مشيرا إلى أنه ما زال يرقد بإحدى المصحات الخاصة بمدينة الدارالبيضاء. وأضاف المصدر ذاته أن السلطات المحلية اقترحت على كل أسرة من الأسر المتضررة منحها شقة، مقابل مبلغ 10 ملايين سنتيم، مع تسهيلات في الأداء، مشيرا إلى أن الوضعية النفسية للأسر المتضررة من الانهيار مازالت مهزوزة، وأنه يجب الأخذ بالاعتبار وضعية الأسر المركبة. وكان الوكيل العام باستئنافية البيضاء أمر بفتح تحقيق قضائي، لتحديد ملابسات وأسباب انهيار المنزل المكون من 3 طوابق، ما أسفر عن مصرع 5 أشخاص، بينهم امرأة في السبعينات من العمر، وأم، وأطفالها الثلاثة، إضافة إلى إصابة والد الأطفال بجروح خطيرة. وأوضحت مصادر مطلعة أن مصلحة الشرطة القضائية بأمن أنفا، باشرت التحقيق في الحادث، واستمعت إلى عدد من الشهود، مشيرة إلى أنها حررت تقريرا أوليا رفع إلى الوكيل العام. ووري الضحايا الخمسة الثرى، الجمعة الماضي، في كل من مدينة الدارالبيضاء وقلعة السراغنة، إذ دفنت جثث 4 ضحايا في قلعة السراغنة، ويتعلق الأمر بالأم فاطمة الوراش، من مواليد 1978، وأطفالها الثلاثة، أشرف حمدي، من مواليد 2002، ومحمد حمدي، من مواليد 2007، وآية حمدي من مواليد 2011، بينما دفن الضحية الخامسة، زهرة، 70 سنة، بعد صلاة الظهر، بمقبرة الرحمة في الدارالبيضاء.