قال مصدر مطلع، ل"المغربية"، إن الأبحاث وحالة الاستنفار، التي قادتها الأجهزة الأمنية بمختلف فئاتها، انتهت باعتقال متهمين ينشطون في جماعات دعوية تحريضية ذات حمولة جهادية بينهم شخص بفاس يدعى "أبو حفص"، كان يرتاد إحدى العلب الليلية لتمويه رجال الأمن، الذين تكلفوا بمراقبته قبل أسبوعين. ونفى مصدر أمني أن يكون لتفكيك جماعة دينية تدعى "الجماعة المهداوية" علاقة بالاستنفار الأمني بالدارالبيضاء، الذي سيستمر إلى غاية تعقب متهمين ينشطون ضمن جماعات إرهابية. وحسب بلاغ لوزارة الداخلية، فإن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية اعتقلت أشخاصا عديدين، ينشطون في كل من تاوريرت، ووجدة، والعروي، والصويرة، تحت إمرة "زعيم"، نجح في إيهام أتباعه بأنه "المهدي المنتظر". وأضاف البلاغ أن أنصار الطائفة يتبنون "معتقدات شاذة، تقوم على تبجيل المهدي المنتظر المزعوم إلى حد القداسة، والاقتناع بما يروج له من أفكار منحرفة، إذ أصبحوا يطيعون أوامره، من قبيل تغيير الأسماء، بدعوى أنها مدنسة، وكذا ضرورة التخلص من ممتلكاتهم والتبرع بها لفائدة هذه الجماعة، علاوة على طلب الإذن للمعاشرة الزوجية". وأضاف المصدر ذاته أنه، بالإضافة إلى الأموال المحصل عليها من أتباعه، فإن "زعيم هذه الجماعة يتوصل بمبالغ مالية من الخارج، تصرف على بعض مريديه "لتقوية روابط التبعية له وضمان الانضباط لممارساته العقائدية المنحرفة". من جهة أخرى، قال مصدر مطلع إن ولاية أمن أنفا بالدارالبيضاء، شهدت، الثلاثاء الماضي، عددا من الاجتماعات بين مسؤولين أمنيين، توصلوا بتعليمات من المديرية العامة للأمن الوطني، لرفع درجة اليقظة والحذر، ومباشرة حملات تمشيط غير مسبوقة، لاعتقال مشتبه بهم، ينشطون في مواقع إلكترونية لجماعات إرهابية. وحسب المصدر نفسه، فإن التعليمات الجديدة منعت رجال الأمن بالدارالبيضاء، بمختلف رتبهم، من العطل القانونية، إذ رفض الترخيص للعشرات من رجال الأمن بالعطلة، بعد وصول الطلبات إلى ولاية أمن الدارالبيضاء. وعلمت "المغربية" أن رجال الأمن بالدارالبيضاء فرض عليهم، تزامنا مع حالة الاستنفار، ارتداء أزياء الشرطة الرسمية، كما فرض على مفتشي الشرطة ارتداء الصدريات (الجيليات)، لفرض الأمن العام في عدد من النقط الحساسة التابعة لنفوذ كل دائرة أمنية، ومباشرة جولات ليلية، والعمل بنظام المداومة. وتوصلت عناصر الفرقة السياحية التابعة لولاية أمن أنفا بأوامر مباشرة، لترصد حركة السياح هذه الأيام، وتكثيف الحراسة في عدد من الأماكن التي يتوافدون عليها، كمسجد الحسن الثاني، والسوق المركزي، و"البازارات" القريبة من شارع الجيش الملكي. كما توصل رجال الأمن بتعليمات لتكثيف المراقبة أمام الفنادق المصنفة، والقنصليات، والمدارس الأجنبية بالمغرب. ووزعت مصالح الأمن مذكرات بحث في حق العديد من الأشخاص، بمصالح أمنية مختلفة، كمطار محمد الخامس، وعناصر الأمن المكلفة بمراقبة الحدود. وحملت المذكرات الأمنية معلومات حول أشخاص يجري البحث عنهم لمتابعتهم بتهم مختلفة، إضافة إلى صور بعضهم. يشار إلى أن مصالح الأمن بالبيضاء نصبت حواجز أمنية عند مداخل المدينة، في إطار ما سمي بالإجراءات الاحترازية ورفع درجة اليقظة والحذر، لمراقبة هوية مستعملي الطريق والوافدين الجدد، إضافة إلى حواجز أخرى، نصبت بالمداخل المتبقية. وذكرت مصادر أمنية أن عناصر الأمن عند كل حاجز أمني (باراج)، تكون مزودة بصور لأشخاص وأرقام لوحات معدنية لسيارات يشتبه في أنها مسروقة. وتأتي الحملة الأمنية الأخيرة، وتطبيق تعليمات المديرية العامة للأمن الوطني، في سياق حزم كل الأجهزة لمواجهة الخطر الإرهابي، إذ سبق للأجهزة الأمنية أن عمدت إلى تمديد بعض الإجراءات، مثل مراقبة السيارات المهملة، ومراقبة المواقع الحساسة، والفنادق المصنفة، وكل مرتاديها.