اكتشفت "المغربية"، خلال زيارة إعلامية، نظمها نادي الصحافة بمدينة ورزازات، أن جماعة إمي نولاون، التي تبعد عن المدينة بحوالي ست ساعات بالسيارة، أن عشرات النساء يتوفين ويفقدن أجنتهن خلال مرحلة المخاض بسبب غياب المراكز الصحية ودار المولدة. نساء يحكين عن محنتهن مع الولادة (خاص) وأجمعت أغلب النساء، اللواتي استقت "المغربية" خلال الزيارة نفسها تصريحاتهن، على أن ارتفاع نسبة الوفيات في صفوف الحوامل وفقدان أجنتهن خلال الوضع، هو نتيجة غياب مركز صحي، وطول المسافة الفاصلة بين الدواوير ومدينة ورزازات. وقالت إيطو مزا إنها فقدت جنينها أثناء الولادة، وكادت تلتحق به، لولا تدخل إحدى المولدات (قابلة)، إذ ساعدتها على الولادة فوق سفح الجبل. وأضافت مزا أنها انتظرت وصول سيارة الإسعاف أزيد من ثلاث ساعات، وبعد ذلك اضطر زوجها إلى نقلها بواسطة بغل، وكانت تنزف دما كلما صعدت الدابة مرتفعا، وتظن أنها ستفارق الحياة. إيطو لسيت المرأة الوحيدة التي عانت، بفعل بعد المستشفى ووعورة المسالك، بل فارق عشرات النساء في دواوير تاسكيوالت، وأيت عفان، وإشباكن، الحياة أثناء الوضع، وأخريات فقدن أجنتهن، دون أن تتحرك وزارة الصحة لإنقاذ حياتهن. تقول السعدية إمغي، إن دوار إمزري يفقد خلال السنة ما بين أربع إلى ست حوامل أثناء مرحلة المخاض، مشيرة إلى أن هناك تخوفات في صفوف الحوامل من فقدان أجنتهن. يقول محمد الورحي، وهو حفار آبار بالمنطقة، إن النساء الحوامل يعانين مشاكل عديدة، بداية بعدم استفادتهن من الكشف الطبي خلال المراحل الأولى للحمل، وحرمانهن من إجراء التحاليل والفحوصات الطبية الضرورية، مشيرا إلى أن حوامل في مرحلة مخاض قطعن مسافة أزيد من 200 كيلومتر على ظهور البغال، ومنهن من وضعن على سفح الجبل. وأضاف الورحي أن حوامل فقدن أجنتهن، وأخريات فارقن الحياة في طريقهن إلى المستشفى الإقليمي بورزازات، مشيرا إلى أن ما بين أربع إلى ست حوامل يفقدن الحياة أثناء المخاض. في السياق نفسه، قالت فاظمة (48 سنة) إنها كادت، في السنة الماضية، تفقد جنينها بسبب ولادتها العسيرة، وعدم وجود سيارة إسعاف تنقلها إلى مستشفى ورزازات، وأكدت الأمر نفسه أكدته زهرة، قائلة إنها نجت من الموت، بعد أن قضت أزيد من عشر ساعات على ظهر دابة من أجل الوصول إلى المستشفى. من جهته، قال محمد واعزيز من دوار تساوت " اضطررت إلى نقل زوجتي الحامل على ظهر البغل، واستغرقت المسافة أربع ساعات للوصول إلى مكان وجود سيارة الإسعاف، التي لا تستطيع ولوج المسالك الجبلية الصعبة". وأضاف أنه، بعد أزيد من ست ساعات من السفر، رفضت الطبيبة إدخالها إلى المستشفى، وطلبت منه العودة في اليوم الموالي، فاضطر إلى كراء سيارة إسعاف بملغ 750 درهما، الذي اعتبره يفوق قدرته المالية. أما مينة بها، التي مازالت تتحسر على وفاة جارتها خلال المخاض، بسبب غياب مولدة طبية بالدوار، فتقول "لو كانت مولدة بالدوار لما فارقت جارتي الحياة". وتبين من خلال الزيارة الإعلامية، أن روايات وحكايات نساء تلك الدواوير حول الوضع الصحي بالمنطقة كثيرة جدا، وتتطلب تدخلا استعجاليا من طرف الجهات المختصة.