مازال سكان دواوير أيت احنيني، وأومزا، وأيت الهواري، وتزانيت، وأبصغير، والقشلة، بإقليم خنيفرة، يعيشون تحت وطأة الحصار، بسبب تساقط كميات كبيرة من الثلوج على مدى أسبوع، كما أن حصيلة انهيار المنازل، ونفوق رؤوس الأغنام والدواجن مرشحة للارتفاع، نتيجة قساوة فصل الشتاء. وأكدت مصادر "المغربية" أن النساء الحوامل عانين مشاكل كثيرة بسبب بعد المستشفى، وعدم توفر سيارة الإسعاف، إذ اضطر سكان دوار أيت احنيني، السبت الماضي، إلى نقل امرأة صارعت المخاض مدة أربع ساعات في المنزل، على أكتافهم، بعد أن تبين أن حالتها تتطلب إجراء عملية قيصرية. وأضافت المصادر ذاتها أنه، بعد قطع مسافة كيلومتر، استعان السكان بجرار لنقل الحامل إلى جماعة سيدي يحيى أوسعد، حيث كانت تنتظرهم سيارة الإسعاف، مؤكدين أن عملية نقل الحامل عبر الجرار استغرقت أزيد من خمس ساعات (من التاسعة صباحا إلى الثانية والنصف ظهرا)، وقطعوا مسافة 20 كيلومترا، ليصلوا إلى المستشفى الإقليمي بخنيفرة، في الرابعة مساء. وأفادت مصادر متطابقة أن رجال ونساء دوار أيت احنيني تجندوا من أجل إزاحة الثلوج من الطريق المنقطعة، وتسهيل عملية نقل المرأة الحامل، وإنقاذها من موت محقق مع جنينها. وقالت المصادر إنه، بعد نشر "المغربية" خبر تعرض دوار أيت احنيني للحصار بسبب الثلوج، نفذ عامل عمالة خنيفرة جولة، بواسطة طائرة حوامة، لمعرفة الدواوير، التي تئن تحت وطأة الثلوج. وكانت العواصف الرعدية والمطرية والثلجية، التي اجتاحت، أخيرا، تلك الدواوير، خلفت خسائر في الطرقات والمنازل، وفقدان نساء أجنتهن بسبب بعد المستشفى، إذ توفي وليد، الخميس الماضي، بعد مخاض دام أزيد من أربع ساعات في دوار أيت حنيني، بإقليم خنيفرة، بسبب الثلوج التي حاصرت المنطقة، وجعلتها في عزلة تامة, ولم يتمكن الرجال من نقل زوجاتهم الحوامل إلى مستشفى خنيفرة. وقال مصطفى علاوي، منسق اللجنة المحلية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن التساقطات المطرية تسببت في خسائر عدة بالمنطقة، منها انهيار بعض المنازل، مشيرا إلى أن سكان دوار أومزا مازالوا يعيشون في عزلة تامة، بسبب الحصار ووجود طرق غير معبدة. وأضاف أن السكان يعانون مشاكل عديدة خلال موسم الأمطار، ما يضطرهم إلى قطع مسافات طويلة في طرق وعرة، نتيجة العزلة. ويطالب سكان دوار أومزا، وأيت حنيني المسؤولين بالتدخل لفك العزلة عنهم، بسبب الثلوج الكثيفة التي تحاصرهم مع بداية موسم الشتاء، إذ أكدت المصادر ذاتها أن العديد من سكان الدواوير المذكورة يموتون سنويا من شدة البرد، بسبب لانعدام حطب التدفئة.