أقدم شاب، ظهر أول أمس الثلاثاء، على إضرام النار في نفسه، بعد سكب البنزين على جسده، عقب تدخل السلطة المحلية لمنعه من بناء بيت عشوائي، في تجمع سكني قرب منتجع سيدي بوزيد، جنوبالجديدة. ونقل الضحية، المدعو (ي ن)، في حالة صحية حرجة، إلى مصحة الضمان الاجتماعي بالجديدة دكالة، حيث ظل تحت العناية الطبية المركزة. وعاينت "المغربية" الضحية، الذي كانت في جسده حروق من الدرجة الثالثة، خصوصا في وجهه وبطنه وصدره. وأفادت شقيقته، التي كانت تلازمه في المصحة، أن شقيقها (24 سنة) كان "عرضة للإهانة والحكرة والتعنيف"، على أيدي عوني سلطة (مقدمين)، و3 أفراد من القوات المساعدة، كانوا بمعية قائد مقاطعة حضرية بالجديدة، انتقلوا إلى دوار البحارة. وأضافت أن القائد وأعوانه منعوا شقيقها من إتمام بناء مسكن لا يتوفر بشأنه على ترخيص من السلطات المختصة، غير أنه أصر على البناء، كما أكدت أن المقدم كان طلب من شقيقها إتاوة بمبلغ 3 آلاف درهم لغض الطرف. وحسب رواية المتحدثة، لم يمتثل الشاب لأمر السلطة المحلية بوقف البناء، فعمد عونا السلطة إلى تعنيفه، وأمرا بهدم البناء العشوائي، فعمد إلى دراجة نارية، كانت متوقفة بالجوار، وأفرغ منها نصف لتر من البنزين، في قنينة بلاستيكية، وسكبه على صدره، تحت ملابسه الداخلية، وأضرم في نفسه النار بولاعة، أمام أنظار ممثل السلطة المحلية وأعوانه، وبحضور حشود غفيرة من سكان دوار البحارة. ولو لا تدخل مواطن، أطفأ النيران الممزوجة برائحة اللحم البشري، ما كان المحترق لينجو من الموت. ونقله شقيقه على متن سيارة إلى مصحة الضمان الاجتماعي بالجديدة. وحسب شاهد عيان، فإن القائد وعوني السلطة وأفراد القوة العمومية توجهوا، ظهر أول أمس الثلاثاء، إلى دوار البحارة الشعيبات، حيث كان الشاب (ي ن) بصدد بناء منزل عشوائي، في بقعة تقع ضمن عقار محفظ، تعود ملكيته لأسرة الضحية. وتدخلت الضابطة القضائية لدى الدائرة الأمنية الرابعة بأمن الجديدة، وفتحت بحثا في النازلة.