أقدم الشاب يوسف العناني، البالغ من العمر 25 سنة، مساء أول أمس الإثنين 7 مارس 2011، على إضرام النار في جسده، بعد أن سكب عليه البنزين، وذلك أمام قاعة الألعاب، التي هي في ملكيته، المتواجدة بتجزئة عبد القادر ببلدية مديونة، وهو ما جعل مجموعة من المواطنين، ممن عاينوا الحادث، يهرعون نحوه محاولين إخماد النيران بواسطة «الرمل» بعدما التهمت ألسنتها أنحاء من جسده، وذلك جراء قوة اللهيب، ليتم نقله بعد ذلك الى المستشفى بواسطة سيارة الإسعاف. هذا الحادث استدعى حضور السلطات المحلية وأفراد القوات المساعدة ورجال الأمن من أجل احتواء الوضع، بعدما تجمهرت جموع من المواطنين بمكان الحادث، مستنكرين «الوضع » الذي طال هذا الشاب ليقدم على هذه الخطوة «اليائسة»! وتعود أسباب الحادث، حسب مصادر الجريدة، إلى عملية الاقتحام التي قامت بها عناصر تابعة للشرطة القضائية بمفوضية مديونة لمنزل خالة الضحية ، الذي يتواجد بجوار منزله بدوار القدميري ، نتيجة اعتقال ابن خالته بتهمة ترويج المشروبات الكحولية، وذلك من أجل عملية التفتيش، ونظرا لأن «الاقتحام ، الذي تم للمرة الثانية، حسب نفس المصدر، أرعب عائلة خالة الضحية وزوجها المريض ، فإن الشاب يوسف تدخل ليطلب من عناصر الشرطة عدم الاقتراب من خالته ، وذلك مراعاة لظروفها الصحية نتيجة إصابتها بمرض السكري، تفاديا لأية مضاعفات، وهوالتدخل الذي لم يتقبله أحد عناصر الشرطة ، فقام بالاعتداء عليه واعتقاله لبضع ساعات بمركز المفوضية، ليتم الافراج عنه بعد ذلك»، هذا «الأمر، تضيف المصادر ذاتها ، لم يتقبله يوسف، و اعتبره مساسا بحرمة المنزل وبحريته الشخصية، ويُشكل «حُكرة»»! وهي الكلمة التي ظل يرددها قبل عملية إضرام النار في جسده! وللاشارة فإن الضحية ( يوسف العناني) قد مُنع سابقا، رفقة مجموعة من المواطنين، من حضور أشغال الدورة العادية ، والتي كانت علنية، للمجلس البلدي لمديونة ، من طرف قائد الملحقة الادارية، وذلك تحت «ذرائع» لم تقنع المعني، حيث اعتبر المنع «شططا لا مبرر له»! هذا، ويرقد حاليا الشاب يوسف العناني على سرير المستشفى، في حالة خطيرة، حسب أسرته ، بين الموت والحياة!