يواصل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته الحادية عشرة، حرصه على إدماج البعد الإنساني في أنشطته، من خلال تقريب فن السينما من الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر، باستعمال تقنية الوصف السمعي للأشرطة. وتعد هذه التقنية وصفا لفظيا للمشاهد والوقفات والمقاطع المرئية، الثابتة أو المتحركة، التي هي خارج نطاق التعليق أو الوصف في الأفلام، دون أن يؤثر ذلك على محتوى النص الأصلي، إذ يشمل الوصف حركات الجسم، وتقاسيم الوجه، والإضاءة، والألوان، وبيئة الحدث، بكلمات أو جمل تعبيرية مختصرة، تصل عبر أجهزة استقبال وإرسال خاصة. وسيكون عشاق الفن السابع من المكفوفين وضعاف البصر على موعد مع ثمانية أفلام في هذه الدورة، عوض سبعة أفلام، ويتعلق الأمر بفيلم "8 نساء" لمخرجه الفرنسي، فرانسوا أوزون، والفيلم المغربي "للا حبي"، لمحمد عبد الرحمان التازي، والفيلم البريطاني "الملكة الإفريقية"، لمخرجه جون هيوستن، والفيلم الأميركي "مجهول قطار الشمال"، لألفريد هيتشكوك، إضافة إلى فيلم "شرق عدن" لإيليا كازان، و"متشردة" لمخرجه أنييس فاردا، و"قطار الحياة"، لمخرجه رادو ميهايلينو، و"مقاولتي الصغرى" لبيير جولفي. وقررت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم طبع ملخص أحداث الأفلام المعروضة بطريقة "البراي"، باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، بتنسيق مع المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين. وستفتتح هذه الفقرة، التي تستمر إلى 10 دجنبر الجاري، بعرض الفيلم الفرنسي "8 نساء" (ساعة و51 دقيقة)، من تشخيص كاترين دونوف، وإيزابيل هيبير، وإيمانييل بيار، وفاني أردون، ودانييل داريوه، وفيرجيني لودوايان، وليدوفيك سانيي، وفيرمين ريشار. وتدور قصة الفيلم حول عائلة انتقلت إلى منزل فخم بمنطقة معزولة، من أجل قضاء عطلة أعياد الميلاد، لكن الاحتفال لن يحصل، بعد العثور على رب العائلة مقتولا، ليجري البحث عن القاتل، الذي لا يمكن أن يكون غير إحدى النساء الثمانية الحاضرات في المنزل، واللاتي تقربنه. وقال رشيد الصباحي، المسؤول عن التواصل الخاص بفقرة تقنية الوصف، إن هذه التجربة، التي انطلقت منذ أربع سنوات، مكنت من اكتشاف طاقات من المكفوفين في مجالات مختلفة، مؤكدا أن المهرجان أصبح يولي اهتماما كبيرا للبعد الاجتماعي، من خلال إعادة تجربة تقنية الوصف السمعي للمكفوفين وضعاف البصر، للسنة الرابعة على التوالي. وأوضح الصباحي، في تصريح ل"المغربية"، أن "المغرب حقق، من خلال مؤسسة المهرجان، السبق في هذا المجال المثير للاهتمام، بتبنيه للتجربة كفاعلية دائمة في برنامج هذه التظاهرة العالمية"، مشيرا إلى أن هناك مهرجانات أخرى عربية ودولية ترغب في استلهام هذه التجربة. وأكد الصباحي أن مؤسسة المهرجان، على غرار النسخ الثلاثة السابقة، ستتكفل بضيوف هذا الحدث العالمي من المكفوفين وضعاف البصر، القادمين من كل جهات المغرب.