أجمع المشاركون في اللقاء الوطني لإرساء منتدى التربية للجميع، الذي نظمته وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الطر والبحث العلمي، أمس الأربعاء بالرباط، على أن التربية تعد تحديا أساسيا، وتتطلب الدعم المستمر. من أشغال اللقاء الوطني لإرساء منتدى التربية للجميع (كرتوش) وأوصى المشاركون في اللقاء، الذي حضره أعضاء من الحكومة، وممثلو المؤسسات العمومية والدولية والهيئات الدبلوماسية وهيئات المجتمع المدني، بالتدخل بشكل تشاركي وفعال و مستعجل، لتحقيق أهداف التربية للجميع، بحلول عام 2015. وأكد المشاركون خلال اللقاء، الذي تميز بالإعلان الرسمي عن إرساء المنتدى الوطني للتربية للجميع، والتوقيع على اتفاقية شراكة تحدد التزامات مختلف الأطراف المعنية، على الإيجابيات المهيكلة لمثل هذه المبادرات الوطنية، في اتجاه تطابق وتكامل سياسات التدخل الوطنية، وتقوية التعبئة حول تحقيق أهداف التربية للجميع. وقال أحمد اخشيشن، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، إن "المغرب حقق تقدما مهما، ما يمكنه من إنجاز معظم أهداف التربية للجميع"، مبرزا أن المغرب واع بالعراقيل، وأنه يرفعها، ويقيس حجم التحديات لإتمام أهداف التربية للجميع. وأضاف أن الهوة بين القرى والمدن ما زالت كبيرة، ما جعل المغرب يضعها ضمن أولويات السياسات العمومية، موضحا أن توسيع وتحسين الرعاية والتربية على نحو شامل في مرحلة الطفولة المبكرة، يشكل الهدف الأول من أهداف التربية للجميع، الذي انعقد بدكار، وأن المغرب حقق تقدما مهما في هذا الميدان، ويتجه نحو تحقيق هذا الهدف، معلنا أن معدل تغطية حملات التلقيح بلغت 100 في المائة، ووفيات الأطفال أصبحت في مستوى يمكن من بلوغ الهدف المحدد من قبل اليونسكو في أفق 2015. واعتبر الوزير أن المغرب يواجه مؤشرين أساسيين، يعيقان التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، ويتعلقان بإصرار بعض الآباء على بعث أبنائهم إلى المدارس القرآنية، وعدم توفر عرض للقطاع الخاص بالعالم القروي. وبالنسبة لتمكين جميع الأطفال من الحصول على تعليم ابتدائي جيد ومجاني وإلزامي، وهو يمثل الهدف الثاني من الأهداف الستة للتربية للجميع، أبرز اخشيشن أن معدل تمدرس الأطفال من الفئة العمرية 6-11 سنة تجاوز 97 في المائة سنة 2010، معلنا أن هناك حظوظا كبيرة لأن يصل المغرب إلى التمدرس الأولي العالمي في أفق 2015. وأشار إلى أن هناك تحديين أساسيين يجب رفعهما، يتعلقان بصعوبة الوصول إلى السكان خارج صفوف المدرسة، وضمان استمرار الأطفال في التمدرس إلى غاية إنهاء المرحلة الابتدائية. وبخصوص الهدف الثالث من التربية للجميع المتمثل في تلبية الحاجات التعليمية للصغار والراشدين، أبرز اخشيشن أنه، رغم الوسائل، التي وضعها المغرب من أجل دعم الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للشباب والبالغين، إلا أن التحديات تبقى كثيرة. وعلى مستوى تحسين مستويات محو أمية الكبار، الهدف الرابع من التربية للجميع، قال اخشيشن إن الأهداف المسطرة تتجلى في تقليص نسبة الأمية إلى أقل من 20 في المائة في أفق 2015، والقضاء عليها نهائيا في أفق 2020. وبخصوص إزالة أوجه التفاوت بين الجنسين في ميدان التعليم، الهدف الخامس من التربية للجميع، أوضح اخشيشن أن المغرب حقق إنجازات مهمة في تنمية وإنعاش المساواة بين الجنسين على جميع المستويات التربوية والتكوينية. وحول الهدف السادس للتربية للجميع (تحسين الجوانب النوعية للتعليم)، قال الوزير إن الجهود المبذولة خلال السنوات الأخيرة تؤكد على الرغبة الأكيدة في تحسين جودة النظام التعليمي. وتطرق المشاركون في اللقاء الوطني لإرساء منتدى التربية للجميع،الذي عرف تقديم خلاصات التقرير الوطني للتربية للجميع 2011، إلى مواضيع، همت ضمان صيغ مناسبة للعمل التشاركي، وضمان تواصل جيد داخل المنتدى، عن طريق إشراك جميع الفاعلين في الحوار، فضلا عن ضمان أقصى تنسيق بين مختلف القطاعات المعنية، وتعزيز الانخراط التدريجي لمختلف الشركاء، لضمان تحقيق أفضل لأهداف التربية للجميع.