أفادت مصادر طبية أن مرضى السكري في مدينة الدارالبيضاء، الذين لا يتوفرون على تغطية صحية، محرومون من علاجاتهم الضرورية، لأزيد من 30 يوما بسبب عدم توصلهم بحصتهم من الأقراص وحقن الأنسولين، من طرف جميع مجالس المقاطعات الحضرية ال16، التي ينتمون إلى ترابها. وأوضحت مصادر "المغربية" أن هذا الوضع يهدد المتضررين بالإصابة بمضاعفات خطيرة، لانتمائهم إلى أوساط اجتماعية واقتصادية هشة، تحول دون اقتناء أغلبهم للأدوية من الصيدليات، ما يهدد صحة العديد منهم، بانخفاض مستويات السكر في الدم، أو دخولهم في إغماءات، بالإضافة إلى مشاكل في العين، والقلب، والشرايين. وقالت المصادر إن "مجلس مدينة الدارالبيضاء يتحمل مسؤولية انقطاع هذه الأدوية، المبرر بطول المسطرة الإدارية، التي يتطلبها إبرام الصفقة مع الجهة الموردة للعلاجات للجماعات المحلية"، مؤكدة أن صحة المرضى لا تحتمل أي انتظار، خاصة أن حياة الكثير منهم تتوقف على أخذ حقنة الأنسولين. وذكرت المصادر ذاتها أن وزارة الصحة، وباقي المتدخلين في الموضوع، مدعوون إلى اتخاذ تدابير بديلة واستعجالية، من خلال إعادة النظر في إسناد مهمة تقديم علاجات داء السكري لأطباء الجماعات المحلية، مع ضرورة التنسيق بين مجلس المدينة والمقاطعات الحضرية لتوفير الأدوية، التي يحتاجها المرضى. وأشارت المصادر إلى أن التدابير الجاري بها العمل لعلاج مرضى السكري، تظل قاصرة عن بلوغ الأهداف المرجوة منها، وأن الأمر يتطلب البحث عن إجراءات، من قبيل توفير فضاءات لممارسة الرياضة للمرضى، وتسهيل ولوجهم إلى مختبرات إجراء التحاليل، وخضوعهم للمراقبة الطبية الدورية، لوقف تعرضهم لمضاعفة المرض، كتوجيههم إلى العلاجات المتخصصة في أمراض القلب والشرايين وأمراض العيون. وقال عدد من مرضى السكري، من مقاطعة سيدي بليوط، في تصريحات ل"المغربية"، إنهم سئموا الانقطاع المتكرر للأدوية الخاصة بداء السكري في منطقتهم، ما يضطرهم إلى عدم إتمام البرتوكولات العلاجية، إلى حين توفر الأدوية، أو يتابعون علاجات متقطعة، باللجوء إلى الصيدليات. يشار إلى أن عدد مرضى السكري، الذين يأخذون علاجاتهم من مقاطعة سيدي بليوط، يصل إلى 4 آلاف و250 مريضا، ضمنهم ألف و700 شخص يعالجون بواسطة الأنسولين.